في مثل هذا اليوم 5 يناير1964م..

سامح جميل

 
بولس السادس ( Paolo VI)، هو بابا الكنيسة الكاثوليكية الثاني والستون بعد المائتان بين 21 يونيو 1963 و6 أغسطس 1978؛ دعي باسم "بابا الإصلاح" و"بابا الحوار" و"بابا المصالحة" و"البابا الرحالة" و"بابا المجمع".
 
فأما "بابا الإصلاح"، للإصلاحات الإدارية والطقسيّة العديدة التي أدخلها مبتدئًا بالقداس الإلهي حسب الطقس اللاتيني والذي لم يكن قد عدل منذ مجمع ترنت عام 1563 مرورًا بغيرها من القضايا الطقسية البارزة التي أقرها المجمع الفاتيكاني الثاني على رأسها لغة الطقوس الدينية، إلى جانب الإصلاحات الإدارية التي شملت الكوريا الرومانية ومجمع الكرادلة إلى جانب الرهبنات وإشراك العلمانيين في إدارة الكنيسة بشكل أكبر.
 
فضلاً عن تخفيف مظاهر العظمة والبذخ المرافقة لشخص البابا مثل التيرا واستحداث إدارات ولجان ومجامع جديدة في الفاتيكان ومأسستها. و"بابا الحوار" و"بابا المصالحة" لأنه أبدى انفتاحًا كبيرًا على غير الكاثوليك سيمّا الكنائس الأرثوذكسية الشرقية توجت برفع الحرم المتبادل منذ العام 1054 بين الكنيستين من مكان إعلانه في آيا صوفيا، وكذلك الحال مع الإنجليكان.
 
وأما "البابا الرحالة" لأنه أول بابا يغادر الفاتيكان في رحل خارجيّة حول العالم منذ أن اعتكف البابا بيوس التاسع عام 1870، كما أنه أكثر بابا قام برحلات حتى زمنه، شملت مناسبات هامة كإلقاء أول خطاب لبابا الكنيسة الكاثوليكية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويعرف باسم "بابا المجمع" نسبة إلى المجمع الفاتيكاني الثاني الذي أكمل دوراته الثانية والثالثة والرابعة وختم أعماله وأصدرها بدساتير ووثائق، في 8 ديسمبر 1965، وأشرف على تطبيق مقرراته.
 
كان البابا قد تطرق ومنذ عظته الأولى بعد انتخابه، أنه سيقوم "بخدمة المحبة" وأنه يضع "الحوار المسكوني" و"المصالحة بين المسيحيين" على رأس أولوياته. في عام 1964 حصل في القدس اللقاء الأول بين البابا وبطريركي القدس والقسطنطينية الأرثوذكسيات وكان ذلك أول لقاء بين قادة الكنيستين منذ أربعة قرون. وفي عام 1965 تم رفع الحرم الديني المتبادل بين روما والقسطنطينية وهو ما تبعه خطوات بارزة مشابهة في رفع الحرم بين مختلف الكنائس..!!
 
الصورة نصب تذكاري للقاء بين البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغوراس في الناصرة..