الأقباط متحدون - إحنا مين؟!
أخر تحديث ١٣:٢٥ | الأحد ٢٨ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ٢٢ | العدد ٤٠٣٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

إحنا مين؟!

وسيم السيسي
وسيم السيسي
فتحت درج مكتبى، أخرجت جواز سفرى، وجدت عليه: جمهورية مصر العربية. سألت نفسى: هل هوية مصر عربية؟، قلت ربما لأن الهوية باللغة، ونحن نتحدث العربية، ولكنى وجدت أن: الولايات المتحدة تتحدث الإنجليزية واسمها الولايات المتحدة الأمريكية!، وأمريكا اللاتينية يتحدثون الإسبانية وليسوا «إسبان»، والبرازيل تتحدث البرتغالية وليسوا «برتغاليين»، 28 دولة فرانكوفونية وليست الهوية فرنسية بل أفريقية!، إذن الهوية ليست باللغة!.
قلت لنفسى: ربما نحن عرب، لأن دين الدولة الإسلام!، وجدت إيران دينها الإسلام وليست عربية!، كذلك تركيا.. إندونيسيا.. باكستان...إلخ!، إذن الهوية ليست بالدين.
قلت لنفسى ربما نحن عرب بسبب الفتح العربى!، فهل كنا فرسا بعد الغزو الفارسى، يونانيين ثم رومانيين، ثم عربا «200 سنة فقط» ثم طولونيين ثم مغاربة فاطميين ثم أيوبيين ثم عثمانيين ثم فرنسيين ثم إنجليزيين، نبقى شعب موزايك، إذن الهوية ليست بفترة احتلالية!.
وجدت: بريطانيا «ويلز- برتيان» بريطانيين!، فرنسا.. فرنسيين!، أمريكا.. أمريكيين!، ألمانيا.. ألمانيين!، سويسرا.. سويسريين.. إلخ!، إذن الهوية بالأرض.
مصر.. نبقى مصريين.
إن كلمة IDENTITY معناها هوية، تطابق، تشابه، تحضرنى كلمات ستامب القائلة: المشكلة فى مصر ليست فى غزوها بل فى الوصول إليها، فلم أجد شعبا متماثلا فى شكله الظاهرى، بل فى طباعه وأخلاقه بل مزاجه مثل الشعب المصرى. نأتى بعد ذلك ننزع عنا اسم مصر «عبدالناصر» كما ننزع هويتنا المصرية ونقول نحن عرب!.
الغريب أن العرب أنفسهم يقولون إننا مصريون، وهذا صحيح، لذا كنا ندفع لهم الجزية، والآن ندخل السعودية، من باب الأجانب، ولا بد أن يكون لنا كفيل!!، حتى الخليجيون أنفسهم يقولون نحن لسنا عربا بل خليجيين، ونحن.. مصر أم الدنيا تتسول هويتها!، ويكفى بحث كمبردج 4/6/2015 فى المجلة الأمريكية للجينات البشرية بعنوان: EGYPTIAN IN ALL OF US «المصريون فينا جميعاً»!.
جيناتنا المصرية فى الأوروبيين والآسيويين منذ 55 ألف سنة!، يا للعار نحن لا نستحق أن نكون أحفاد هؤلاء العظماء.
هو ذا لاعب مصرى يرفع العلم السعودى، ويدّعى كذبا أنه وجده ملقى على الأرض، وهذا طبيب فى مستشفى الساحل التعليمى يعود إلينا لابسا بالطو عليه شعار مستشفى سعودى، سألته: هل تقبل السعودية أن تلبس بالطو عليه اسم مستشفى الساحل فى أحد مستشفياتها؟!، قال لا.. أقنعته بمصريته!، واستبدل البالطو السعودى ببالطو مصرى. نهضت أوروبا بإحياء قومياتها، كاد هتلر أن يتسيد العالم بإحياء الهوية الألمانية، ولن تعود لمصر قوتها إلا بإحياء هويتها المصرية.
يعتقد البعض أن هويتنا المصرية معاكسة للقومية العربية!!، لقد عرفت مصر أهمية دول الجوار منذ عصر الهكسوس، حين حاصرتهم وأبادتهم فى شاروهين «جنوب غزة». الدفاع عن مصر لا يبدأ من باب البيت، بل من أبعد نقطة عن باب البيت.. سوريا.. ليبيا.. السعودية!، لذا هى كلمات صادقة: «مسافة السكة» التى قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
أرضنا.. مائدة ثرية نأكل منها جميعاً.
نيلنا.. وعاء نشرب منه جميعاً.
مصرنا.. نتجمع حولها جميعاً.
مصريتنا.. هويتنا نتشبث بها جميعاً.
أسمع صوت نشاز يقول: أنتم الهاربون من عروبتكم!، أقول له: أنت أيها الهارب من مصريتك.. قل المملكة السعودية المصرية.. هذا أقرب للحقيقة.. هاجر وإسماعيل أحفادنا.. فالعرب أحفاد أحفادنا.. وأعز ولد.. هو ولد الولد.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع