CET 00:00:00 - 24/12/2009

مساحة رأي

بقلم: صفوت سمعان يسى
ظهور العذراء وتجمع مئات الالآف لمشاهدتها هو بركة لكل شعب مصر ورسالة حب لجميع المصريين وهو رسالة للأقباط بأن لا يخافوا ويتشجعوا إلا ان قضية ظهورها أخذت طابع جدلى عقيدى للطعن فى أخوتنا فى الوطن وهذا يبعد عن رسالة وبركة ظهور العذراء وهى رسالة المحبة والسلام بين كل البشر.
ولكن ظهور العذراء بدلا من ان يزداد مطالبة الأقباط بحقوقهم الدستورية والقانونية وان يعلو صوتهم للدفاع عن حقوقهم المسلوبة إلا أنهم تركوا كل شىء ونسوا كل الأحداث من ديروط و فرشوط و البدرمان ودير أبو فانا ومن حرق وقتل وتشريد مئات الأسر من الأقباط واتجه كل فكرهم وجهدهم نحو الظهور وتناسوا ما حدث من قتل ذبح فى ديروط وحرق منازل و اقتصاد المئات من الأقباط من صيدليات ومحلات بقالة وتجارة وهو ما تم فى فرشوط وعلى أوسع وأشمل وتعدى مناطق لا تخضع للحدث المسبب فى تصفية للحسابات من تعصب وجهل .

وتناسى أقباط مصر تعب أخوانهم فى الخارج من أظهار هضم حقوقهم المشروعة والمطالبة بها وتعريف العالم بمشكلة الأقباط  - وما قاموا به من ترك أعمالهم وسافروا مسافات بعيدة وسط الدول فى عز الصقيع والبرد للتظاهر لإظهار تعاطفهم التام مع أهلهم بمصر .
وتناسى أقباط مصر النقاش حول الدعوة إلى إلغاء الأعياد أو أقامتها مع عدم قبول التهنئة وهو ما كان يعتبر حراك للمشاركة بتحريك المياه الراكدة للخروج من السلبية .
وتناسى أقباط مصر كل الأحداث الأليمة السابقة وكأنها لم تحدث وبدلا من أن يعتبروا ان ظهور العذراء هو تشجيع لهم وتعضيد لهم للمطالبة بحقوقهم المسلوبة وعدم الخوف تناسوا كل ذلك وكأنه لم تعد هناك قضية للأقباط .

وتناسى أقباط مصر كيف سيعيد أخوانهم فى عيد الميلاد الذين حرقت بيوتهم ومحلاتهم ولا يجدوا ما يلبسونه ولا يجدوا ما يأكلونه ولا مصاريف مدارسهم .
وتناسى أقباط مصر دمعة الأرامل ولا الموت قهرا على من خطفت بناتهم واغتصبت .
وتناسى أقباط مصر دعوة السياسيين لهم  بالقيد فى الجداول الانتخابية للمشاركة فيها بدلا من الجلوس فى المنازل انتظارا لتعطف الدولة بإعطائهم كرسى أو أثنين لتماثيل قبطية فى المجالس بنظرية لا أرى لا اسمع لا أتكلم .
اعتقد ان الدولة لو صرفت الملايين لإلهاء الأقباط عن الأحداث التى حدثت وإبعادهم عن مطالبهم وقضاياهم وصرف النظر عنها لما استطاعت لذلك سبيلا .
أنها ياسادة السلبية المفرطة والتواكل التى يتمتع بها الأقباط فى مصر والموجودة فى ذهنيتهم والتى تربوا عليها من مئات السنوات -  فما حدث تم ضدهم إلا وينفعلوا بالصراخ والضجيج وبانتهاء الحدث يصبح كأنه لاشيء حدث  ونبدأ بالرجوع للمربع صفر مرات ومرات أخرى .
يأقباط مصر لا  تلمن غير أنفسكم على ما يحدث لكم  فما ضاع حق ورائه مطالب وان الدنيا لا تأخذ بالتمني وإنما تأخذ غلابا – فالحقوق تنتزع ولا تمنح – لا سامحكم الله

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق