قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن رد الشرق الأوسط على الاتفاق المبدئي بشأن البرنامج النووي الإيراني، بدأ مبكرًا قبل التوصل للاتفاق.. موضحةً أن التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن، وإعلان إنشاء قوة عربية مشتركة، يعكسان عزم الأنظمة السنية على مواجهة تصاعد العدوان الإيراني.

وأشارت الصحيفة أيضًا إلى إعلان إدارة "أوباما"، الثلاثاء الماضي، عن إعادة المساعدات العسكرية لمصر، مؤكدةً أن كل هذه التحركات تعكس حقيقة أن تأثير الاتفاق النووي سيشعل حرب الوكالة الحالية بين السعودية وإيران في العراق، وسوريا، واليمن.

وأكدت الصحيفة أنه في حال التوصل إلى اتفاق نهائي، ستحصل إيران على مئات المليارات من الإيرادات الإضافية، ومن المرجح أن تكرس جزءًا منها لتمويل ميليشياتها الدموية في العراق، وسوريا واليمن، فضلًا عن حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة.

وتابعت الصحيفة، بأن "إدارة أوباما" مكنت العدوان الإيراني برفضها الرد عليه أثناء التفاوض على الاتفاق النووي، لافتةً إلى محاولة "أوباما" طمأنة حلفاء الولايات المتحدة التقليديين بطرق غير حكيمة، لأن مد الجيش المصري بطائرات F-16s ودبابات، لن يفعل شيئًا لمواجهة إيران.

ورأت الصحيفة أن العنصر المفقود هو "استراتيجية أمريكية متماسكة" لتحقيق الاستقرار في المنطقة، من خلال دمج الاتفاق النووي بإجراءات التحقق من طموحات الهيمنة الإيرانية وإعادة بناء الدول العربية المنهارة.

وأبرزت الصحيفة استخدام "إدارة أوباما" نفوذها مع الحكومة العراقية، الشهر الماضي، لحد دور الميليشيات المدعومة من إيران في عملية استعادة تكريت من تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدةً أنه من الضروري أن تسعى الإدارة الآن إلى تهميش تلك القوات والتهديد الذي تشكله من خلال تكثيف دعم القوات الكردية والقبائل السنية في العراق، مع تجهيز وتدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة ضد نظام الرئيس "بشار الأسد".

واختتمت الصحيفة تقريرها بتأكيد أن مستقبل المنطقة يتوقف على ظهور القوى الليبرالية العلمانية في مصر ودول سنية أخرى.