الأقباط متحدون - البابا: نفوق في لحظات الموت وهي أصدق اللحظات التي نعيشها على الأرض
  • ٢٠:١٠
  • الخميس , ١٤ فبراير ٢٠١٩
English version

البابا: نفوق في لحظات الموت وهي أصدق اللحظات التي نعيشها على الأرض

١٥: ٠٥ م +02:00 EET

الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٩

جنازة أسقف البحر الأحمر
جنازة أسقف البحر الأحمر

كتبت – أماني موسى
قال البابا تواضروس الثاني، في كلمته بجنازة أسقف البحر الأحمر، إننا نفق في لحظات الموت وهذه هي أصدق اللحظات التي نعيشها على الأرض، فكثيرًا ما تكون حياة الإنسان في هموم ومشاغل الأرض ينسى ذاتع ونفسه وحياته وأيضًا ينسى آخرته، ولكن الله يسمح لنا بانتقال أحبائنا ونجتمع جميعًا لكي ما نودعهم ونذكر أنفسنا بهذه النهاية المكتوبة على كل إنسان خلق على هذه الأرض.

وتابع البابا، الموت يا أحبائي هو انتهاء للهموم العالم ومتاعبه ومشاكله وأمراضه ولكنه في نفس الوقت بداية لا نهاية لها فنحن نؤمن بالأبدية وبالخلود وبالحياة الأخرى.

الإنسان يعيش على الأرض كثيرًا أو قليلا وتموت حياته، سنوات ولكنها في عمر الأرض قصيرة، ثم ينتقل إلى الجانب الآخر من الحياة الذي نسميه الحياة الأبدية أو الحياة الأخرى ونعرفه بأنه هو الخلود فالحياة الأخرى هي الباقية والمستمرة باعتبار إن الأرض حياتها فانية.

إنها بداية.. يبدأ الإنسان بعد أن حصل حياته على الأرض فيبدأ في السماء البداية الجديدة التي لا تنتهي وتكون حياته على الأرض بمثابة تحضير لحياته السماوية.
أيضًا الموت هو حزن لكنه حزن بلا يأس لأننا لا نحزن كالباقيين الذين لا رجاء لهم. هو حزن بلا شك لأننا بمشاعرنا الإنسانية وبعلاقتنا الاجتماعية نرتبط بمن ربونا وعلمونا وأعطونا فرصة أن ننضج في هذه الحياة ولذلك يقول الكتاب المقدس كما أستمعنا "أذكروا مرشديكم الذين ربوكم بكلمة الحق، أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" نحن نذكر كل الذين علمونا والذين أرشدونا وعمل الأب الأسقف هو التعليم أولاً فالأسقف معلم ليس بالكلمة فقط بل بالقدوة. فالقدوة وسيلته الأولى كما كان السيد المسيح في خدمته على الأرض.

أيضًا الموت هو نوعًا راقي من السلام. الإنسان يعيش على الأرض ويبحث عن السلام سواء لشخصه أو لمجتمعه أو للإنسانية كلها. ولكن لأن مجتمع الأرض بصفة عامة يعيش في الخطية التي تمتد من مكان إلى آخر ولذلك يهرب السلام فلا يمكن أن يجتمع السلام مع الخطايا الكثيرة التي قد توجد. أما في السماء فهي خالية من كل خطية فهي مجتمع النقاوة ولذلك السماء هي مجتمع السلام الكامل. ولذلك الذي ينتقل نقول له أنه قد تنيح وكلمة تنيح معناها إنه نال راحة وسلام لا ينتهي السماء.

نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولد في الأربعينيات وخدم في الخمسينيات وتخرج من كلية الهندسة جامعة عين شمس في الستينيات وألتحق بالدير في أواسط السبعينيات وبدأ في تكريس حياته في الحياة الرهبانية والكنيسة وفي الثمانينيات أختير لكي ما يخدم في فرنسا خدم أكثر من ست سنوات هناك وكانت الخدمة في فرنسا في بدايتها إنتدبه االمتنيح البابا شنوده لكي ما يخدم هناك وخدم خدمة طيبة وناجحة هناك. وفي التسعينيات اختارته السماء ليما يكون أسقفا للإيباراشية الجديدة إيبارشية البحر الأحمر.

كانت جزءا من إيباراشية كبيرة في قنا أيام المتنيح الأنبا مكاريوس وفي زمن البابا شنودة تم تقسيمها فصارت إيباراشية البحر الأحمر إيباراشية خاصة ويعتبر نيافة الأنبا ثاؤفيلس هو أول أسقف على هذه الإيباراشية الهامة ..إيباراشية ساحلية ويتردد عليها مصريين وأجانب كثيرين من كل مكان ولها طبيعة خاصة ولكن المتنيح الأنبا ثاؤفيلس خدمها بكل أمانة فشيد الكنائس وأماكن الخدمة وأهتم بالاجتماعات الروحية لكل القطاعات في هذه الإيباراشية المترامية الأطراف. وأعطاه الله بحسب ما أعطاه الله من جهد وصحة ووقت خدم وأهتم وكانت إيباراشيته محل زيارات كثيرة من الآباء الأساقفة أخوته والآباء الكهنة في أوقات كثيرة لذلك كنا نرى المحبة المتوفرة والوافرة في هذه الإيباراشية.

وبعد أن كمل عمله وخدمته وبعد أن خدم هذه الإيباراشية سبعة وعشرون عاما وحمل صليب المرض وقتا طويلا لكنه كان أمينا إلى النهاية. وأختاره الله لكي ما يكون عنده وأستمع إلى النداء تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم فتجدوا راحة لنفوسكم.