الأقباط متحدون - إزاى نرجع السياحة؟ (2-2)
أخر تحديث ٠٥:٣٤ | الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦ | ٥ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

إزاى نرجع السياحة؟ (2-2)

زاهي حواس
زاهي حواس

تحدثت فى المقال السابق عن دور بعض المؤسسات والهيئات والوزارات فى حل معضلة السياحة فى مصر، مثل الأزهر والأوقاف والآثار وحتى وزارة الخارجية، خاصة أننا جميعاً ندرك حجم الكارثة التى عصفت بهذا القطاع الحيوى للاقتصاد المصرى.

وفى حقيقة الأمر ما حدث للسياحة ليس فقط، بسبب الإرهاب فى سيناء أو حادثة سقوط الطائرة الروسية! فمنذ أحداث يناير عام 2011 وقطاع السياحة يعانى المشكلة تلو الأخرى، وأدى الأمر إلى إغلاق عدد من المنتجعات والفنادق وتسريح العمالة بها، وكذلك تعطل العدد الأكبر من المرشدين السياحيين عن العمل وفقدهم مصدر دخلهم الوحيد، ولا داعى للحديث عن أصحاب البازارات السياحية والكارثة التى عصفت باستثماراتهم، حتى إن منهم من أجبر على تغيير نشاطه أو لا يزال يكافح على أمل تحسن الأوضاع وعودة السياحة، كما كانت قبل عام 2011.

بالطبع خسرت مصر مصدراً مهماً للعملة الصعبة ودخلا لا يمكن الاستغناء عنه فى موازنة الدولة. وتعد مشكلة السياحة أحد الأسباب الرئيسية فى تعثر وزارة الآثار مالياً وعدم قدرتها على استكمال المشروعات، سواء كانت بناء متاحف جديدة أو تطوير مناطق أثرية أو حتى ترميم الآثار وصيانتها، وذلك بسبب تدنى الدخل من حصيلة تذاكر زيارة المتاحف والمناطق الأثرية.

وخلاصة القول هو أن المستفيد من السياحة ليست جهة واحدة أو فئة واحدة من المصريين، كما أن المتضرر أيضاً ليس بجهة واحدة، وإنما تكاد البلد كلها بمؤسساتها وقطاعاتها المختلفة متضررة بشكل مباشر أو غير مباشر نتيجة توقف الحركة السياحية، وبالتالى فليس الحل بيد وزارة السياحة وحدها، وإنما هناك دور لكل قطاعات الدولة لوضع رؤية حقيقية وخطة لإدارة ملف السياحة واتخاذ خطوات جادة نحو فتح أسواق جديدة وعمل شراكات بحوافز ضخمة مع شركات السياحة العالمية.

لست من أنصار برامج الدعاية المباشرة التى تدعو السائحين للقدوم إلى مصر للتمتع بالدفء والشواطئ الجميلة أو حتى زيارة الأهرامات وأبوالهول! هناك طرق دعاية أكثر فاعلية وأقل تكلفة، منها على سبيل المثال تنظيم محاضرات عامة عن مصر وأسرار حضارتها التى لا تزال تسحر الناس فى كل مكان، والفائدة ليست فقط فى بضع المئات التى تحضر المحاضرة، وإنما فى وسائل الإعلام التى تكتب وتنشر الأخبار، وكذلك المؤتمر الصحفى الذى يعقد على هامش المحاضرة للإجابة عن أسئلة المراسلين للصحف ووسائل الإعلام.

وإليكم مثل من زيارتى الأخيرة لسلوفاكيا لإلقاء محاضرة عامة، حضرها المئات، وبعدها عقدت لقاءات صحفية وتليفزيونية جعلت اسم مصر فى كل مكان، وفى نفس مساء يوم المحاضرة تمت استضافتى فى نشرة الأخبار المسائية، ولمدة عشر دقائق دار الحديث عن مصر وأمنها وأسرار حضارة الفراعنة، بعد ذلك وفى اليوم التالى تم عقد مؤتمر صحفى حضره حوالى 30 صحفيا ومراسلا للإجابة عن أسئلتهم.

حجم هذه الدعاية والمقالات التى تكتب عن مصر والأخبار التى تنشر تساوى الملايين التى يتم توفيرها لمصر، وتحقق أكثر من الدعاية المدفوعة الأجر. وقد لفت الانتباه فى المقال السابق أن خروج آثارنا فى معارض خارجية يمثل الحل السحرى لعودة السياحة إلى مصر، فليس هناك خير من آثارنا لتمثل مصر، ولتعطى الصورة المثالية لمصر لدى الأجانب، وتنعش خزانة الدولة بمئات الملايين من العملة الصعبة.

أعتقد أن الحديث عن تأمين المعارض الأثرية وادعاء تزييف الآثار بالخارج أصبح مجرد أوهام تدور فى رؤوس من ليس لهم علاقة من قريب أو بعيد بالعمل الأثرى ووسائل حماية المعارض الأثرية. خطوة عظيمة أن يأمر الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعادة تشكيل المجلس الأعلى للسياحة برئاسته كخطوة مهمة لدفع قاطرة السياحة. وليعلم الجميع أن حل مشكلة السياحة بين أيدينا، أما انتظاره من الخارج، سواء بقيام هذه الدولة أو تلك برفع الحظر عن مصر، فلن يجدى، ولن يعيد لنا السياحة.

تحركوا، يا سادة، من فضلكم.

نقلاً عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع