الأقباط متحدون - رجل لم يفهم سر أبيه!!
أخر تحديث ٠٢:١٠ | السبت ٩ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٣٠٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

رجل لم يفهم سر أبيه!!

زياد بهاء الدين
زياد بهاء الدين

الصعود للقمة سهل ممتنع.. الرغبة فى الزعامة والقدرة على القيادة، حلم ليلة صيف.. يعيشه المواطنون الصالحون!!.. الهدوء الحقيقى يساوى صخباً يصم الآذان.. أما تمثيل الهدوء فهو لعبة يحترفها «الكومبارس».. العلم لا يمكن اختصاره فى الشهادة العليا.. الثقافة إبداع يقدر عليه من يحترم عقول البشر.. ارتداء قناع المثقفين يكشف سطحية كل من يحاول التخفى خلفه.

صعب جداً أن تحصل على كل شىء، فلا تستطيع أن تتحقق.. سهل أن تطاردك الشهرة والنفوذ فتتعالى عليهما إذا كنت «أحمد بهاء الدين» القائل: «حين يتحالف الجهل مع الفساد تقع الكارثة»!!

الجهل يتمتع به بعض من يحملون درجة الدكتوراه.. الفساد يمارسه محترفو الكلام عن الشرف والنزاهة.. أما الذين يطاردون المنصب حتى يقتنصوه، ثم يعلنوا التعفف والاستقالة.. فأولئك هم «لصوص الثورات»!!

«زياد بهاء الدين» يحمل درجة الدكتوراه.. يزين سيرته الذاتية بقائمة طويلة من المناصب.. فاز بها فى كل زمن وعكسه.. يمثل الادعاء فى محكمة الثورة.. يمارس المحاماة دفاعاً عن الذين تسقطهم الثورات.. ثم يصدر الأحكام كقاضٍ فى أوقات الفراغ!!

ابن الصعيد يتفاخر بكونه منهم.. هو الدكتور العاجز عن كتابة روشتة علاج.. تسأله عن القانون فيرد عليك بخبراته الاقتصادية.. تكلفه الإمساك بدفة الاقتصاد، فيتكلم فى السياسة.. ولو طاوعته وأخذته إلى بحر «فن الممكن» سيغنى: «إنى أتنفس تحت الماء.. إنى أغرق.. أغرق.. أغرق»!!

الدكتور «زياد بهاء الدين» درس القانون والاقتصاد.. تعلم بالإنجليزى والأمريكانى.. حاول أن يكون مصرياً، فسقط فى الامتحان.. ترأس هيئة الاستثمار، وتركها منسحباً.. حاول تنصيب نفسه مقاتلاً ضد الفساد.. غادر الميدان فى صمت وهدوء مريبين.. نجح فى امتحان البرلمان دون أن يحصل على شهادة رسمية بأنه خاض هذا الامتحان.. أخذته طائرة الصدفة إلى منصب نائب رئيس الوزراء، فعاش كأنه «ريشة فى هوا.. طايرة بدون جناحين»!!

«زياد بهاء الدين» فشل فى أن يكون امتداداً لأبيه.. المسافة بينهما، هى نفسها المسافة بين الحقيقة والأوهام.. يدعى الشجاعة دون رغبة فى تسديد ثمنها.. نسى أن أباه كان يبادر بدفع الثمن دون ادعاء.. كان «أحمد بهاء الدين» سيفاً.. أما الدكتور «زياد» فاختار أن يكون «مسدس صوت».. ظهر وتألق فى زمن مبارك.. لمع كثيراً بعد ثورة يناير.. بلغ الذروة على أرض ثورة يونيو.. فإذا به تجسيد لمعنى كلمة «الأطلال» بكلمات «إبراهيم ناجى» وصوت «أم كلثوم».. لو حاولت أن تغوص فى أعماقه، ستجده ينزع إلى حنجرة «عبدالحليم حافظ» حين يصدح: «ابتدا.. ابتدا.. ابتدا المشوار.. وآه يا خوفى.. من آخر المشوار» بإبداع «محمد حمزة»!!

الدكتور «زياد بهاء الدين» «موعود» بالعذاب لأنه رجل لم يفهم سر أبيه.. فكلاهما يمثل طرفى الخيط.. وكلاهما عكس الآخر.. فالأب كان أبيض ناصعاً.. أما الابن فقد عاش مرعوباً من أن يكون «أسود».. لذلك نضبطه دائماً متخفياً فى اللون «الرمادى»، وتلك حقيقته!!

«زياد بهاء الدين» يحدثنا عن المصالحة، ويختفى ليضحك من رفضنا لها.. يعلن رفضه القاطع للاستقالة بسبب آرائه، ويغادرنا إلى بلاد العم «سام» أملاً فى الحوار مع البنك الدولى.. يلتقى صديقه «محمود محيى الدين» فى حوار حول علاقة كليهما بالذى كان وما هو كائن.. بحثاً عن فرصة جديدة دون إراقة دماء.. ينتظره الوطن فلا يكترث.. يطلب من الشعب قراءة أفكاره القديمة، معلناً العجز التام عن ترجمتها إلى واقع.. فالذين يسبحون مع الأفكار، لا تنتظر منهم أن يكونوا مسؤولين لمواجهة الأزمات!!

 

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع