الأقباط متحدون - إخوان الشياطين.. حقيقة تاريخية
أخر تحديث ٠٤:٣٣ | السبت ٩ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٣٠٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

إخوان الشياطين.. حقيقة تاريخية

ثروت الخرباوي
ثروت الخرباوي
العريان والبلتاجي يدعيان أنهما تعرضا للاغتصاب في السجن! لم يقدما بلاغًا بذلك، ولم يطلبا من محاميهما تحريك دعوى جنائية على مأمور السجن بحسب أنه مسئول عن سلامتهما، ولكنهما توجها بهذا الادعاء الفج إلى وكالات الأنباء العالمية! ويا سبحان الله، يُهين الشخص منهم رجولته من أجل أن يستدر عطفًا كاذبًا من العالم، لا أظن أن هذا السلوك يصدر إلا من أدنى الناس وأحطهم، ويا لهذه الجماعة التي ارتدت ثوب الإسلام لكي تهدم الإسلام، ومع ذلك فلا يزال بعض المغفلين يظنون أن الإخوان جماعة تبحث عن الدين!.
 
معظم الرأي العام في مصر والعالم العربي لم يكن يعرف حقيقة جماعة الإخوان، كان البعض يظن أنها جماعة وطنية تريد الخير لبلادها، وكان البعض الآخر من أصحاب النوايا الطيبة يظنون أنها جماعة دينية تريد تطبيق الإسلام الوسطي المعتدل، وكان إفراط حسن الظن يصل بالبعض إلى درجة أن شريحة كبيرة من الناس كانت تظن أن هذه الجماعة تتعرض لاضطهاد من الحكومات؛ لأنها تريد تطبيق شرع الله، كل ذلك دون أن يتبين أحد من أهل "حسن الظن" ما هو الإسلام الوسطي الذي تعتنقه هذه الجماعة، وما هي الطريقة التي تريد بها تطبيق شرع الله، بل وحتى دون أن يفكر كثير منا في فرضية منطقية هي: هل الإسلام غائب عن الأمة فعلًا من حيث التشريع؟ أم أنه غائب من حيث السلوك والمعاملات ومن حيث استشراف قيم الإسلام العليا، هل القوانين هي التي أبعدت مجتمعاتنا عن الشريعة؟ وكيف؟ في حين أن الشريعة في حقيقة الأمر حاضرة وبقوة في التشريع، بل كانت المحكمة الدستورية العليا في مصر كل يوم تصدر أحكامًا بعدم دستورية قوانين لمخالفتها الشريعة الإسلامية، لم ينتبه أحدنا إلى أن الإسلام في حقيقة الأمر لم يغب في التشريعات وإن غاب عن سلوك الأمة وثقافتها التطبيقية، والسلوك لكي يرتقي إلى الإسلام لا يحتاج إلى قانون وتشريع وحاكم وشرطة وقضاء، بل يحتاج إلى دعاة ووعاظ وعلماء وفقهاء يرفعون وعي الأمة ويهدونها طريق الصواب، ويحتاج قبل ذلك أن يطبق الداعية الإسلام في نفسه أولًا فلا يكذب ولا يسرق ولا يخون، ولا يسند الأمر إلى غير أهله، يحتاج إلى رجل عفيف طاهر اليد عف اللسان يدفع دائمًا بالتي هي أحسن، فيكون قدوة لغيره.
 
ولكن ماذا وجد الناس من حكم الإخوان في مصر؟ هل وجدوا إسلامًا؟ هل وجدوا جماعة تريد رفع راية الإسلام؟ كان حكم مرسي هو جرس الإنذار الذي نبّه الجميع إلى الحقيقة، إذ أثناء حكمه بدأ الغافلون ينتبهون، والنائمون يستيقظون، والبلهاء يعود إليهم عقلهم، فبدأ البعض يتنحنح منبهًا إياه عن أخطائه، ولكنه أصم لا يسمع النحنحة، وحين قالوا له غيّر تلك الوزارة الفاشلة إذ إنك أسندتها إلى غير أهلها، إلا أنه أعرض ونأى بجانبه وقال إنما هي وزارة ناجحة، ثم رفعوا أصواتهم قليلًا وقالوا له لا نوافق على أن تجعل من طلعت عبدالله نائبًا عامًا وهو من اختيارك أنت وليس من اختيار مجلس القضاء الأعلى، وهذا الاختيار يُخالف الفهم الصحيح للإسلام، اعزله واترك الأمر لمجلس القضاء الأعلى، فرفض وأصر واستكبر استكبارًا، ثم بدأت المظاهرات تخرج ضده فسحقها، وأرسل أعضاء تنظيمه ليستخدموا القوة في مواجهة المتظاهرين، وكان من ناتج ذلك أن أعملت جماعته القتل ثم أخذت تصرخ باكية وكأنها المجني عليها، وكان أن خرج الشعب ضده عند قصر الاتحادية، فأرسل في اليوم التالي مَن قتل وضرب وأصاب المتظاهرين، ثم خرجت المظاهرات ضده فزادت أعماله قبحًا وبدأ في التنكيل بالإعلاميين والمعارضين وتهديدهم بالحبس وأحالهم للنائب العام التابع له شخصيًا، ثم كان أن بدأ الشعب بكل طوائفه يطالب عبر المظاهرات أن يطرح مرسي استفتاءً على بقائه، فرفض متأففًا، فكان أن طلبوا انتخابات رئاسية مبكرة وعزل الوزارة وتشكيل وزارة محايدة، فرفض مستكبرًا، فخرج الشعب كله في ثورته في كل ميادين مصر وليس في ميدان التحرير فقط، ولكن مرسي ورجاله قالوا: لا عبرة بالملايين ولكن العبرة بالصندوق، ومرسي جاء بالصندوق ولن يترك الحكم إلا بالصندوق.
 
وحين عزل الشعب مرسي أخذت جماعته في التعدي والعدوان على الشعب واحتلوا بعض الميادين بالأسلحة، وأطلقوا عليها اعتصامات سلمية!! وحين استمرت الجماعة في ممارسة العنف بقسوة، فرقت دينها، وأثارت الفتنة في شعبها، ومدت يدها للغرب تطالبه بالتدخل، وسبحان الله الذي قال: "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء"، الآن عَرِفَ الناس حق المعرفة أن جماعة الإخوان هي في حقيقتها أكبر إساءة للإسلام. 

نقلاً عن البوابة نيوز

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع