CET 14:03:48 - 11/05/2009

مساحة رأي

بقلم:نبيل أسعد
الطيارون فئة مرموقة متميزة المواصفات عالية القدرات، فهم ذوي لياقة بدنية عالية وهندسة إلكترونية واعية متقدمة، كل شيء في حياتهم محسوب ومدروس لأن الخطأ في حياتهم يحدث كارثة مروعة، فضلاً عن أنهم يحلقون بطائراتهم دائماً في السماء فيرون بأعينهم وبالأجهزة ما لا يسطع أحد رؤيته، وهم الذين يحددون الأهداف وقت الحرب ويدمرونها ليجعلوا بلدهم تتفادى ما لا يُحمد عُقباه، فالطيار أدق من غيره في وصف الهدف وتحديده وإصابته.
كل هذه المواصفات مجتمعة تجعل الشعوب تفتخر بأن يكون رئيسها أو زعيمها طياراً، لأنهم يعرفون أنه في وقت الأزمات سيقوم بطلعات استكشافية لآلام شعبه، وأنه أقدر من غيره على توجيه ضربة قاتلة لهذه الآلام، لذا فإن أي بلد زعيمها أصلاً طيار تشعر دائماً بالأمان لأنها في يد قوية تستطيع اكتشاف المواقع التي بها أي شسء قد يضر المجتمع.
لكن إذا تولى حكم البلد طيار وأراد وارتضى لنفسه أن لا يكون طياراً بعد حكمه، واكتفى بأن يكون مديراً فنياً لقاعدة جوية كل ما يعنيه هو سلامة المعدات ولا شأن له لا بالإستكشاف أو الهجوم لتحطيم ما يؤدي إلى تحطيم المجتمع أو وقايته، الأمر الذي يجعل من وافقوا عليه يشعرون بالندم لأنهم فرحوا به لتفوقه الذي لم يظهره، وتمنوا فيه قيادة لم يروها على الإطلاق، بل وخاب فيه أملهم من تحريرهم من الهموم الذين يعيشون فيها بل التي تتضاعفت بسبب قيادته.
وهنا أقف لحظة أنا والقارئ ونسأل سيادة الطيار.. هل حاول اكتشاف الأهداف قبل ضربها؟ وهل عرض عليه السيد سرور الأمر قبل إصدار القرار؟ لو عرض على الرئيس الأمر ووافق بما يفعله سرور فهذا بمجمله أمر كرية وغير مقبول وواضح فيه عدم اللياقة وعدم الخبرة العلمية، والعدول عنها عناد هدفه تحطيم فئة فقيرة من الأقباط عندما تكون معدومة مالياً يسهل أسلمتها بالمال "المؤلفة قلوبهم"، وتناسى القائد الطيار أنه يوجد إله منتقم جبار يمهل ولا يهمل، الأمر الثاني لو لم يكن السيد سرور استشار الرئيس الطيار قبل هذه الضربة فيجب على اللواء الطيار إقالته لأنه لم يستشر ذو الأمر ولم يحترم السيد رئيس الجمهورية الذي لا بد أن يعرض عليه كل شئ قبل تنفيذه، وكما قال الدكتور عكاشة في لقاءة بأن الذكاء هو المرونة والتغير وقبول الآراء وعدم المرونة وصلابة الرأي هو الغباء بعينه، وهنا وصف الدكتور عكاشة دقيق في الدكتور سرور ولا يصح سيادة القائد الطيار أن يكون رئيس مجلسك بهذا المستوى الفكري التعصبي وتبقي عليه لأنه سوف يكون سبب إحراج لك في المجتمع الدولي.
فنصيحة لتفادي الحرج.. لا بد من إقالته لأنك بإبقاءه أنت مصدر القرار لا هو، وأنت يا سيادة الرئيس الذي أطحت بثروات الأقباط الأبرياء لا هو، وأسألهم جميعاً كمظلومين أن يتضرعوا إلى الله في أن يحكم بينهم وبينك والرب يسمع صراخ المظلوم، وقبل أن تخططوا لأسلمة هولاء الفقراء أنا أثق في حماية الرب لهم، لأننا قد فقدنا الثقة في حمايتكم لأي قبطي، وهنا في المهجر نقول لك أننا رفضنا قبول تهنئتك لنا بالعيد.
أما بالنسبة للحمار الحيوان الوديع الذي يسبب الثراء للأخوة أصحاب العربات الكارو ويعمل مع الفلاح ليل نهار لا يكل ولا يمل وكل هناؤه هو أن ترفع من عليه البردعة وتطعمه، وإن لم يتوفر له الطعام يستريح لينام لكي يبدأ يومه الآخر بعناء ولا يمل ولا يطلب ما يأكل إن كان فولاً أم شعيراً أم حطباً ناشفاً، وهذا هو ما وصل إليه حال الأشقاء في مصر.. معاناة ثم معاناة ثم معاناة ولا يجدون سوى قوتهم اليومي، لا يبدأوا يوم آخر بمعاناة أخرى لصالح تربح أناس أخر، حتى أصبح الحصول على شقة لخمسين في المائة من الشعب يحتاج لخاتم سليمان والحصول على وجبة لحم أمر مستحيل وشوربة عظم قد تكون جائزة مرة في السنة، هل تنام مرتاح البال يا سيادة الرئيس وشعبك جائع؟ وهل يحلو لك الأكل وأكثر الناس تنام جوعى؟
سيادة الرئيس إن الهيئة التي أطلقت لها العنان "جهاز الشرطة" هي التي ستكون سبب في انهيار مصر، وقد تكون سبب في انهيار حكمك سيادة الرئيس، إن كل زعماء العالم تكلموا لشعوبهم عن مرض أنفلونزا الخنازير إلا سيادتكم لم نراكم أبداً، هل اكتفيت بأن تكون قائد فني لمطار مصر وتركت الحبل على الغارب للسيد سرور؟ هل تدمير فئة فقيرة وسحلها واعتقالها له مغزى آخر سوى الإضطهاد والتدمير لا الصحة أو الوقاية؟ إنه من الواجب والأصح أن تسمي هذه الحمى بحمى النصارى أو حمى الأقباط، الرب قادر أن يحمينا كما حمانا على مر العصور وهو أيضاً قادر أن يحكم بين الأقباط وبينكم.
وأخيراً هل تعرف سيادة الرئيس أن منظمة الصحة العالمية جعلت شعارها الخنزير لما فعلته مصر في عهدكم وعهد سرور بالخنازير..

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق