CET 00:00:00 - 02/05/2009

مساحة رأي

بقلم: نبيل أسعد          
منذ أكثر من ربع قرن لم أعرف إن الدكتور فتحي سرور يعرف أن يتخذ قرار إلا ضد الخنازير وكأنه يحقق نصراً للشارع المتأسلم ضد المسيحيين، وقد ساعده في ذلك السادة الإخوان الذين وصفوا أنفلونزا الخنازير بأنها أشد من القنبلة الهيدروجينية إضافة إلى ما قاله أحد جهابذة إفتائهم بتحريم الخنزير لأن به مرض لعين ومع الأسف الشديد إن كل منهم جاهل للأسباب الآتية:
أولاً: إن هذا النوع سميَّ بأنفلونزا الخنزير لأنه يصيب الخنزير فقط دون غيره من الحيوانات، ويصيب أيضاً الإنسان حتى ولو لم يتعامل مع الخنزير كما أنه لا يصيب الذين يأكلون الخنزير على الإطلاق، فهذا الفيروس في الجو وليس في الحيوان كأنفلونزا الطيور التي تصيب الطيور وأيضاً الإنسان وهذه كلها بسماح من الله لحكمة يعلمها هو، والدليل على ما أقول أن دولة إسرائيل لا تربي الخنزير ولا تأكله وهناك حالات مصابة أُعلن عنها هناك ومن إفراط اليهود في التعصب سميت الأنفلونزا المكسيكي.

ثانياً: السيد سرور لم يتخذ قرار ذبح البقر أيام جنون البقر، ولم يتخذ قرار ذبح الدواجن إلا لسبب سوف يعرفه الشعب المصري فيما بعد عندما تمتلئ الأسواق ببديل الدواجن كما إن إعدام الفراخ لن يوقف الإصابة التي باليمام والحمام والغربان والعصافير لأن كل هذه الطيور هي التي نقلت الميكروب من الهواء للأرض عن طريق المشاركة التي تحدث في بعض الأحيان.
وعليه أن قرارات السيد سرور وإلزامه الحكومة بذبح الخنازير ومساندة الإخوان ومفتيهم بأنها أقوى من قنبلة هيدروجينية إنما هو قرار تعصبي وليس فيه أية أنواع الوقاية أو العلاج لأسباب دينية نفسية.

يظنون أنهم هنا سيؤذون الأقباط بذبح الخنازير وهنا يوضح السيد سرور ومؤيديه أن التعصب انتقل من الأقباط إلى كل ما يستخدمه الأقباط خاصة وأن الرسول حرم الخنزير ولم يحرم مصله من الأنسولين الذي يعالج مرضى السكر.
وعليه يا سيد سرور يجب فصل الدين عن الدولة لكي ينتقى فكرك وفكر أمثالك من أصحاب الشهادات من العداء للمسيحيين وكل ما يخصهم، ولست اعلم لماذا ذهب وزير الصحة إلى البابا شنوده بسبب الخنازير هل لكي يوحي أن الدولة يهمها شعور الأقباط في الخنازير أم أن الخنزير أهم من شهداء الكشح؟؟
إننا لم نرى مسئولاً واحداً شارك في محنة تخص الأقباط غير محنة الخنازير التي لا تهمهم على الإطلاق، فالأقباط سعداء بالخنازير أو بدونهم طالما هم في سلام وكان بالأولىَ أن نرى مسئولاً يتجه للبابا في حل مشكلة أبو فانا أو إيقاف خطف البنات أو حتى إيقاف الاعتداءات على الأقباط التي هي مثل نزيف يتلذذ المسئولون برؤياه.

فالجبلي الذي قال أن تبرع الأعضاء البشرية لغير المسلم حرام أما الخنزير أهم من البشر شيء أضع أمامه علامات استفهام؟؟ لكن الكل يتحرك لأن الخنزير مسئولية دينية قومية، أي نوع من العقول هذه الله واعلم ونسى السادة الوزراء والحكومة مشاكل أخرى وأوبئة وأمراض مستعصية لا يريدون حلها إما لأنهم هم السبب في انتشارها أو لأنها لا ترتبط بالعقيدة فبقائها حلال!!

وسأعرض جزء من هذه الأوبئة:
1- هل فكر السيد فتحي سرور في علاج الهيئات الحكومية من وباء الرشوة الذي أصبح في كل قطاع وفي كل مصلحة؟؟ ويحضرني هنا قصة قصيرة أنه في أواخر الثمانينات توجهت لعمل واجب مع ضابط في حي راقي بالإسكندرية الذي لم يمانع على الإطلاق طالما إنني سوف أقوم بهذا الواجب مع باقي أعضاء نقطة الشرطة!! أكثر من عشرون عاماً وكان الوضع بهذه المهانة فكم هو الآن؟ هل فكرت الحكومة في علاج هذا الوباء؟؟
2- وباء التعصب ووباء الاستهتار وعدم المسئولية التي أحرقت مجلس الشورى بالقضاء والقدر، ووباء البلطجة وحمى الإهمال، كل هذه الأمراض لا تستحق السيد سرور أن يلزم الحكومة بحلها لأن القاعدة العامة في حكم مصر (شيلني أشيلك) وهكذا..
هل فكر السيد الدكتور رئيس المجلس في حل أي مشكلة في التعليم منذ أن كان وزيراً له؟؟ هل نقىَ سيادته المناهج؟؟ هل عمل على نهضة التعليم؟؟ بالطبع لا لأن هذا ضد مصلحة الأقباط فكيف يتم إصلاحه؟؟ هل سيادة الرئيس اتخذ قرار واحد للحد من الجرائم ضد الأقباط؟؟ هل حمّل الحكومة أو الداخلية مسئولية ما يحدث للأقباط كل طلعة شمس؟؟

3-إن ما يفعله السيد سرور ليس غريب عليه فهو الذي أعلن الهوية الدينية حينما قال أن المادة الثانية فوق الدستور، وكرّس بقوله هذا التعصب من تحت قبة البرطمان بدلاً من سيادة القانون والحرية والمساواة وحب الوطن، لقد كان صوفي أبو طالب مثلك وكان يعمل على الردة أين هو الآن؟؟ واعلم يا سيد سرور إن الأنفلونزا التي ستعدم الخنازير بسببها أقل بكثير من الأمراض التي ذكرت وانتقلت العدوى إلى معظم مجلسك.
والأصح هو قبل القرار كان يجب فحص المزارع ثم تقديم الحلول في حالة وجود الكوارث لكن الإرهاب لابد أن يأخذ مجراه وأؤكد لك إن الذي سوف يكرهك من جراء هذا القرار ليس الأقباط على الإطلاق ولكن الخنازير والمستفيدين منها.

وأقول لمفتي الإخوان بأن الرسول منع أكل الخنزير لِما به من مضار، إن الخنزير موجود من أيام نوح وكان معه في الفلك والخنزير هو الذي يعطي الأنسولين لمريض السكر ودهون الخنزير هي الوحيدة التي لا ترفع الكولسترول.
أتمنى أن لا تظهر أنفلونزا الإبل أو الجاموس حتى لا تذبح هي الأخرى وأتمنى أن السيد سرور يستطيع أن يتخذ قرارات في الحالات التي ذكرتها والحالات المماثلة لها.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ٣٨ تعليق