CET 00:00:00 - 22/05/2010

مساحة رأي

بقلم :  منير بشاى  
مظلومة القضية القبطية!! فقد أصبحت أداة يستخدمها كل من يريدوا تصفية حساباتهم مع غيرهم من الناس، أو وسيله لإرضاء السلطة لتحقيق المكاسب الشخصية.
وصلتنا تصريحات صاروخية أطلقها قبطى يعيش فى مصر عبارة عن انذار تكفيرى موجه الى أقباط المهجر، أن يبتعدوا عن القضية القبطية، يقول فيه: "عليه (من يخصه بالكلام) وأمثاله (من أقباط المهجر) أن يتواروا ولا يتشدقوا بالقضية القبطية لأنهم يعيشون خارج القفص ولا يرون معاناتنا الحقيقية ولا الأثمان التى ندفعها منذ بداية نضالنا..."

وأعترف أننى وقفت طويلا أمام كلمة "خارج القفص" أحاول أن أفهمها. هل يقصد صاحب التصريح أن يقول أن أقباط مصر يعيشون داخل القفص بمعنى أنهم محاطون بالوحوش التى توشك أن تفترسهم؟ وهل يقصد أن أقباط الخارج لا يمكنهم، ولا يحق لهم، مساعدة أخوتهم أقباط الداخل إلا إذا دخلوا هم أيضا معهم إلى داخل القفص؟

واضح أن هذا كلام غير عملى. فأقباط الخارج قد تركوا مصر نهائيا وغيروا محل إقامتهم بطريقة دائمة. هم لم يغادروا مصر لصبحوا زوارا فى أماكن تواجدهم ولكنهم هاجروا ليصبحوا مواطنون دائمون حيث يعيشوا الآن.  لقد أخذوا جنسية البلاد التى هاجروا إليها وحصلوا على عمل دائم هناك وأسس بعضهم مشروعات تجارية وإشتروا عقارات للسكن. كما أن عائلاتهم وأبنائهم وأحفادهم يعيشون هناك وكونوا هم أيضا عائلات تعيش وتدرس وتعمل هناك. بعض هؤلاء المهاجرين  قضوا فى تلك البلاد ما يزيد عن الفترة التى عاشوها فى مصر. فهل المطلوب من  هؤلاء أن يشطبوا هذه الفترة من حياتهم  ويتركوا كل شئ ويرجعوا من حيث بدأوا فى مصر ويدخلوا القفص من جديد حتى يصبح لهم الحق فى مساعدة أخوتهم؟

كما أنه واضح أن هذا الكلام غير منطقى. فإذا كان أقباط الداخل يعيشون داخل القفص تحت التهديد بأن تفترسهم الوحوش، فهل الحل الأمثل أن يأتى من هم فى الخارج حيث يعيشوا فى أمان ليدخلوا فى نفس هذا القفص وليصبحوا جميعا لقمة سائغة فى أفواه الوحوش؟ وكيف يمكن لهذا التكتيك أن يساعد من هم داخل القفص؟ ألم يكن الأفضل أن يحاول من هم  خارج القفص أن يسنغلوا فرصة وجودهم خارج القفص لمساعدة من هم فى الداخل؟ ألا يعطيهم هذا فرصة أكبر للمساعدة حيث قد يستطيعوا من مواقعهم الإستعانة بمن هم قادرون على إنقاذهم بدلا من أن يدخل الجميع داخل القفص ويصبحوا مهددين بالهلاك؟

إن هذا ما هو إلا ترديد للمقولة القديمة التى أصبحت مثل الكليشيه أن أقباط الخارج لا يحق لهم الدفاع عن أخوتهم، حيث يعيشون خارج مصر، وأنه يتحتم عليهم أن يرجعوا إلى مصر ويقتصروا الكلام داخلها حتى يعطى لهم هذا الحق!!
معنى هذا أن أكثر من ۲ مليون قبطى يتم الحجر على حقهم فى الدفاع عن أخوتهم بناء على هذه الشروط التعسفية غير المنطقية التى يعلم الجميع أنها غير قابلة للتحقيق.

إن لأقباط المهجر حقهم المشروع فى أن يكونوا جزءا من القضية القبطية ولا يستطيع انسان أن يسلبهم هذا الحق. فهم معنيون بهذه القضية لأسبلب كثيرة منها:
أولا- لأنهم أقباط والقضية أساسا تمس أهلهم وبنى جنسهم أقباط مصر.
وثانيا- لأنهم مصريون، ولن يستطيع أحد أن يلغى مصريتهم، والقضية القبطية مصرية فى صميمها لأنها تتعلق بالأقباط الذين هم أصل المصريين.
وثالثا- لأن القضية القبطية فوق كل شىء هى قضية حقوق انسان تخص كل انسان يهمه وقف الظلم عن أخيه الإنسان
ثم ليقل لنا الذين رجعوا إلى مصر ليدافعوا عن حقوق أقباط مصر (من داخل القفص) ما الذى حققوه؟ الجواب أنهم لم يحققوا شيئا والسبب بديهى وهو عدم وجود حافز يجعل الوحوش (داخل القفص) تهتم بإعطاء الحملان الضعيفة شيئا من حقوقهم، فهم يعيشون داخل القفص وتحت تهديد الوحوش ولا حول ولا قوة لهم.

إن أقباط الخارج يملكون آخر وأهم ورقة فى يد الأقباط وهى ورقة الضغط الخارجى. ولأن الدولة تدرك خطورة هذه الورقة فلا غرابة أن يكون هناك كل هذه المحاولات من جانب النظام المصرى ليتخلصوا منها.
وفى مقابل التخلص من هذه الورقة يستخدمون كل الحيل فى جعبتهم ويقدمون كل الوعود البراقة. ولقد سمعنا هذه الوعود من قبل ولم يتحقق منها شىء. واذا صدقناهم هذه المرة سنكون من السذاجة بحيث قد يأتى الينا من يحاول أن يبيع لنا الترومواى. والمعرف أن الترمواى لم يعد الآن موجودا فى مصر.

Mounir.bishay@sbcglobal.net

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق