CET 08:43:11 - 22/05/2010

أخبار مصرية

AlAzma

"اضربها.. كسر دماغها".. عندما سمعت الصحفية المصرية المقيمة في دولة الإمارات العربية أمنية طلعت تلك الكلمات من الشيخ مازن محمد السرساوي، في إحدى حلقاته التي أذاعتها فضائية "الناس" الإسلامية الشهيرة، والتي يجري بثها من مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، ظنت للوهلة الأولى أن الشيخ ربما يتحدث عن "امرأة مجرمة" تم ضبطها في واقعة سرقة مثلاً أو متلبسة بالجرم المشهود، أو ما شابه ذلك من التهم المشينة،
لكن سرعان ما انتبهت أمنية إلى أن الشيخ السرساوي إنما يتحدث عن المرأة بوصفها زوجة وأختًا وابنة، وأنه يطالب الرجل باعتباره زوجًا وشقيقا وأبًا .. أن يفعل ذلك "حماية لها"، على حد زعمه .

قالت أمنية إنها لم تصدق أذنيها وهي تستمع إلى الشيخ موجهًا كلامه إلى جميع فئات المجتمع، باعتباره داعية إسلاميًّا، قائلا بالعامية المصرية: "العصا هي اللي بتربي.. لو حصل حاجة كده ولا كده اضرب على طول.. اضربها.. إكسر دماغها.. الذين يضربون.. هؤلاء هم الرجال الذين يحفظون بيوتهم"، ثم يستطرد مهاجما المرأة، ومستهينا بها، فيقول: "مش ممكن يقوم بيت تكون الست فيه هي الريس.. فالمرأة لا تصلح إطلاقا لأن تقود سيارة فما بالك بالبيت وغيره" .

تحريض على العنف ضد المرأة

الصحفية أمنية طلعت رأت في حديث الشيخ تحريضا صريحاً على ممارسة العنف والعدوان ضد المرأة، فوكَّلت المحامي سامي حرك، لتقديم بلاغ إلى المحامي العام الأول بنيابات جنوب الجيزة الكلية، ضد قناة الناس والشيخ السرساوي، وقالت في البلاغ إن "هذا المحتوى العدائي الذي يرتدي عباءة الدين "زوراً" ويتم بثه عبر شاشة إعلامية يشاهدها الملايين من الناس، يمثل خطرًا مباشرًا عليَّ بوصفي امرأة وأمًّا ويمثل خطرًا أكبر على ابنتي وعلى بنات المسلمين كافة".

اتهام للمنظمات المدنية

وأوضحت أمنية أن هذه الحلقة تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، ويتم بثها عبر موقع اليوتيوب لترويج فكرة أن الإسلام دين عنيف ويضطهد المرأة، ما يشكل تشويها للدين الذي تنتمي إليه، وقالت أن الشيخ لم يكتف بتحريضه على العدوان ضد المرأة، بل ذهب إلى حد مهاجمة منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق المرأة، واصفًا القائمين عليها بـ"النصابين"، قائلا: "بتوع حقوق المرأة دول نصابين يدعون لحرية تجعل المرأة سلعة, ولا مومس, ولا سافرة".
أما المحامي سامي حرك، فيبرر حماسه للتصدي لتلك القضية بالقول: "شريط الحلقة احتوى على تهديد مباشر لبناء الأسرة المصرية الذي يقوم – بالضرورة- على المودة والرحمة والتفاهم والثقة والاحترام بين المرأة والرجل, وبين الصغير والكبير, لا التمييز والكراهية، لذلك تحمست لتولي أمر هذا البلاغ بمجرد أن طلبت مني الكاتبة أمنية طلعت ذلك".
بلاغ الصحفية أمنية طلعت ضد الشيخ السرساوي، ليس الأول من نوعه، فقد سبق للكاتبة الصحفية أن رفعت دعوى ضد الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي في أكتوبر الماضي، بسبب وصفه لغير المنتقبات بالعاهرات، وذلك من خلال برنامج "فضفضة" الذي يُذاع على قناة "الناس" أيضا، وقال وقتها، ردًا على منع شيخ الأزهر لطالبة من ارتداء النقاب في فصل مدرسي للبنات: "لا يجوز لمخلوق أن يقول أن ارتداء النقاب عادة، ومن يرى أن التي ترتدي النقاب يمكنها أن تخفي من أسفله مطواة، فإن التي تخرج متبرجة وتظهر زينتها على الآخرين فهي عاهرة وتخفي معها الشيطان".

حقيقة ضرب المرأة في الإسلام

وحول حقيقة ضرب المرأة والزوج بصفة خاصة، ومدى شرعية ذلك في الإسلام، يقول الفقيه نصر فريد واصل، مفتي مصر السابق إن الإسلام دين العدل والمساواة، ولا يمكن أن يقر ظلمًا أو عدوانًا على المرأة تحت أي مسمى، ويوضح أن الإسلام أحاط المرأة  بسياج من التكريم والحماية، فالزوج مطالب بأن يدفع لها مهرا ليظهر اعتزازه بها، ومطالب بتأسيس بيت الزوجية وبالإنفاق وتوفير كل مقومات الحياة الكريمة.
ويتابع: "إذا قابلت الزوجة كل هذه الرعاية من زوجها بالعصيان والتمرد والنشوز وجب عليه أن يؤدبها التأديب اللازم الذي يستهدف مصلحتها قبل مصلحة الزوج، لذلك لا ينبغي أن يتحول تأديب الرجل لزوجته في نظر البعض إلى عنف وإهدار للحقوق، ولا ينبغي أن ترتفع الأصوات في بلادنا العربية والإسلامية بتجريم سلوك كل زوج يحاول إصلاح حال زوجته الناشز، فهذا خلط للأوراق وعدوان صارخ على تعاليم الدين التي تستهدف أولا وأخيرا مصلحة الأسرة بكل أفرادها".

وسائل التأديب المشروعة

وعن وسائل التأديب المشروعة يقول الدكتور واصل: "أمر تأديب الزوجة ووسائل هذا التأديب وحدوده لم يتركها الحق سبحانه لتقدير الناس حتى لا يحدث تجاوز وعدوان وإهدار للحقوق، ووسائل التأديب المشروعة جاء بها نص قرآني، فالله سبحانه وتعالى يقول: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)"

ضوابط الضرب

وتوضح الداعية الشهيرة الدكتورة سعاد صالح أستاذة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، معنى الضرب الذي جاء ذكره في الآية، قائلة إن  أن الضرب ليس وسيلة إصلاح مباحة للزوج في كل وقت، ولا ينبغي أن يلجأ إليه الزوج مباشرة إذا ما رأى من زوجته ما لا يعجبه، وأن طريق الإصلاح في الإسلام يبدأ بالنصيحة المخلصة، وإذا لم يصلح الوعظ في إعادة الزوجة إلى رشدها جاء الهجر في المضاجع، مشيرة إلى أن الهجر له آدابه وشروطه حتى لا يتحول من وسيلة تقويم إلى أداة تعذيب وإهانة كما يفعل بعض الأزواج.
وترى د.سعاد صالح أن ضرب الزوج لزوجته بهدف تأديبها مباح بشروط ثلاثة هي: أن يغلب على ظن الزوج أن ضرب زوجته سيصلحها، وأن يكون الضرب غير مبرح، بمعنى ألا يلحق بها أي أذى بدني، فإن تجاوز الزوج هذا الحد أصبح آثما، لافتة إلى أن المراد من الضرب ليس الإيلام الجسدي، بل الإيلام الأدبي والنفسي، والشرط الثالث أن يكون الضرب في غير الوجه.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع