CET 00:00:00 - 30/07/2010

الكلام المباح

بقلم: ميرفت عياد
"اعمل عبيط، وعيش سلطان زمانك..استمع إلى كلام ناظر المدرسة وقل آمين..غلط صح لا يهم..هز رأسك موافقًا على كلام السيد المدير العام، حتى وإن غرق المركب، وأصبح ستين حتة..اعمل عبيط وأنت ترى كشوف الإهدار العظيم للمال العام في نظام سرقة شرعية كله بالقانون بالأوراق ميري..اعمل عبيط وأنت تستمع إلى السياسي اللعيب، وهو يرص الأكاذيب حجرًا على حجر..اعمل عبيط وأنت مذهول بأخبار سرقات الآثار..وأنت تدفع ضعف مرتبك دروسًا خصوصية لأبنائك، مع أن الحكومة تؤكد دائمًا مجانية التعليم.. اعمل عبيط تشعر فعلاً أن مصر جنة، وهي بالفعل جنة العبيط."

هذا جزء فى كتاب صدر حديثًا للكاتب "جمال الشاعر"  تحت عنوان "اعمل عبيط"، والحقيقة إننى عند قرآتى لهذا الكتاب، أحسست بأن المواطن المصرى لا يكفى أن: "يعمل عبيط" ليعيش فى تلك البلد..ويصدّق أوضاع لا يقبلها عقل أو دين..أو أن يتقبل أشياء لا يحتملها بشر .
ولكن فى الحقيقة إنى أطالب المواطن المصرى أن يعمل مجنون..ايمانًا منى بمقولة "المجانين فى نعيم"، لذلك هنيئًا لك إذا كنت من هؤلاء المجانين؛ لأنك فى هذه الحالة ستنعم بالنعيم..وأنت فى الجحيم.
ستكون الشمس فوق رأسك تفوق حرارتها (50) درجة مئوية..وتصدّق الأرصاد الجوية التى تعلن بكل ارتياح أن الحرارة غدًا لا تتعدى (35) درجة..ستجلس على القهوة عاطل مسترخى..وأنت تصدِّق ما يُقال من قبل رجال الأعمال بأن "مصر" بها آلاف الفرص، ولكن الشباب الكسول..يهوى الخمول.

سيجرى بك العمر، وتصل إلى الأربعين، ولا تملك مالًا أو شقة للزواج..ولكنك مُصدِّق أنك أنت الذى تنأى بنفسك عن هذا النظام الإجتماعى الفاشل؛ لأنك رجل مازال يملك فى جمجمته عقل..كما أنك ستذهب لقضاء مصالحك، وتقدِّم الرشوة للموظف بكل يسر؛ ايمانًا منك بأنها صدقة ستُكتب فى ميزان حسناتك..ناسيًا أن الراشى والمرتشى كلاهما فى النار .
عزيزى المواطن، هذا هو الحل الوحيد للحياة فى تلك البلد..فيجب عليك أن تخلع عنك رداء العقل..وأن تنعم بالجنون لكى تتحمل كل هذا الهوس الإعلامي، والصخب اللا اخلاقى الذى نعيش به..فالجنون هو ذلك المنظار الوردى الذى سيجعل الهموم تتلاشى، والأحزان تخفت،  والأوجاع تستكين، والجسد يصح، والعقل يهدأ؛ لأنه رفع عنه خوذة التفكير، وتجنب سهام التكفير، وترك رأسه للطل..صدقونى هذا هو الحل .

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق