CET 00:00:00 - 28/07/2010

المصري افندي

بقلم: ميرقت عياد
حقوق الحيوان مصطلح أصبح شائعًا فى الآونة الأخيرة، هذا المصطلح ينبع من ضمائر حية تعلم جيدًا أن الحيوان له العديد من الأحاسيس والمشاعر مثل الإنسان، فهو يفرح ويتألم، يجوع ويعطش، يحب ويكره؛ لذلك يجب عدم تعذيبه سواء بالضرب، أو إلحاق الضرر بهـ أو بنفسيته بأى شكل من الأشكال.

 فالحيوان كائن يجب معاملته معاملة حسنة، وتوفير سبل الراحة والحماية والأمان له، ولعل هذا ما دفع منظمة حقوق الحيوان فى "مدريد" بتقديم طلب إلى مجلس البلدية، لحظر مصارعة الثيران فى "أسبانيا"؛ لأنها تعتبر تعذيبًا للحيوان، كما أن حصيلة الحيوانات التى تلقى حتفها سنويًا تصل إلى مائة ألف ثور، هذا على الرغم من أن رياضة مصارعة الثيران تمتد إلى العديد من السنين فى "أسبانيا" لدرجة أنها تمثل جزءًا من التراث الثقافى الأسباني.

والحقيقة أن الفجوة بين تلك الشعوب وبيننا فجوة مرعبة، ففى الوقت الذى تتطالب منظمات حقوق الحيوان بحماية الحيوانات من ظلم وافتراء البشر، نجد أن منظمات حقوق الإنسان هنا تناضل، وليس تتطالب، من أجل حماية الإنسان من ظلم وافتراء الإنسان، تناضل من أجل جميع الحقوق المهدرة لهذا الشعب المسكين، تطالب من أجل عدم المساس، أواعتقال، أوسجن أصحاب الفكر الحر فى هذا البلد، تطالب من أجل منح جميع العاملين بالدولة حقوقهم المادية التى توفر لهم حياة كريمة، تتطالب برفع الظلم والعنف الذى يمارس على المرأة، والرفع من شأنها بصفتها نصف المجتمع، والتخلص من النظرة الدونية لها باعتبارها كائن أقل من الرجل، وفى بعض الأحيان تُعامل بدرجة لا ترقى إلى معاملة الحيوان فى تلك البلاد المتقدمة.

ففى الوقت الذى تفكر فيه تلك البلاد فى حماية الحيوانات من التعذيب، نجد هنا كل أنواع التعذيب الذى يُمارس على هذا الشعب الغلبان، من إهدار آدميته فى وسائل المواصلات التى تتكدس إلى درجة يصعب معها حتى التنفس فى هذا الجو الحار الرطب، ومن إرتفاع أسعار جميع السلع الغذائية،  وفى المقابل لا يأخذ المواطن حتى السلع الآمنة للإستهلاك الآدمي، ومن التعذيب فى الطوابير لسداد الفواتير أو الحصول على أى حق من حقوقه، حتى كوب الماء النظيف حُرم منه هذا الشعب الذى لم يحصل على حق الحيوانات فى التفكير فى عدم تعذيبه والرأفة به.

ومن هنا، أقدم صرخة إستغاثة إلى من لايزال لديه ضمير، أن يناضل من أجل حصول الشعب على حقه فى رفع جميع ممارسات التعذيب التى يعانى منها  طيلة حياته على جميع المستويات، والتى تمتد من جيل إلى جيل دون توقف، وأن يتم حماية دماءه التى تُهدر  بسبب الحوادث، سواء كانت فى البر بالسيارات أو القطارات، أو فى البحر بغرق العبارات، أو السماح بسير المعديات والمراكب بدون تراخيص.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق