CET 00:00:00 - 24/09/2009

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
في أحد الإعلانات التي لفتت نظري والتي تبثها الحكومة كنوع من أنواع الحملات الدعائية المُوجّهة إعلان يشير إلى إنجازات الحكومة في تطوير قطارات السكك الحديدية، ويعرض الإعلان بعض التجاوزات التي يقوم بها المواطنين والهروب من الكمسري ثم يُطالب المواطنين أن يكونوا هم الرقابة ويقولوا للغلط لأ ولذلك، واستكمالاً لهذا الإعلان أهيب بالسادة ركاب القطارات حمل عدد واحد مطواة قرن غزال وعدد واحد سنجة ولا مانع من واحد موس حلاقة يتم غرسه تحت اللسان تحسبًا لكل مَن تسوّل له نفسه ويعبث بممتلكات الدولة.

يعني الدولة لا منها ولا فايد شرها فهي الآن تطالب المواطنين أن يكونوا عيونها ويدها الباطشة في وجه هؤلاء العابثين، وكان أولى بحكومتنا الغراء أن تدفع ملايينها التي ضاعت هباءً في إخراج تلك الإعلانات للنور أن تطور القطارات بشكل أفضل وتضع كاميرات مراقبة.
عن نفسي لم أستوعب هذا الإعلان وخصوصًا أنه يعترف ويُقر بأن الإعلان وحده غير كافِ لردع المخالفين، فمن يقوم بمثل هذه التجاوزات لا ضمير له وقد يكون بالفعل من حاملي السنج والمطاوي ولن يرتدع بكلمة من أخيه المواطن المتطوع بتقديم نصيحته الذي لا حول له ولا قوة، بل أن هؤلاء المخالفين  في حاجة إلى وجود قانون قوى وتهديد بدفع غرامة كبيرة، مع وجود كاميرات للمراقبة.
فالمواطن معروف عنه أنه مواطن يخاف مايختشيش ولو مش مصدقني قف في أي إشارة جديدة عليها كاميرات مراقبة وشوف بنفسك نفس المواطن الغير ملتزم وهو واقف مستني الإشارة تفتح رغم أن الشارع قد يكون فاضي.

لماذا لم يقوم الإعلان بترهيب المواطن المُخرب بالغرامة الفورية أو الحبس جزاءًا له على تخريب ممتلكات الدولة، كما تفعل مع قطارات مترو الأنفاق!
لماذا تضع الحكومة مصير قطارات السكك الحديدية في أيدي المواطن البسيط المطلوب منه ما يفوق طاقته مع تعلم فنون البلطجة لرد بطش هؤلاء العابثين؟
هل مطلوب منى مثلاً أن أرقع بالصوت الحياني عندما أرى هاربًا من دفع التذكرة وأقول يادهوتى راجل ماقطعش تذكرة ياهوه ألحقوه! وهل يوجد فعلاً من يلحقه أم أنى أنادي في مالطة.
اعتقد أن أي مغفل سيلبى رغبة دولته في محاربة العابثين سيتم تعليمه من فوره بمطواة في وجهه واعتقد أصلاً إن المواطن الخائف على مصالح وطنه المواطن الغيور على ممتلكاته التي لا يراها ملكه لم تلده ولادة بعد فالحكومة ربنا يعمر بيتها جعلت منا مواطنين سلبيين يفضلون المشي بجوار الحائط أو بمعنى أصح داخل الحائط.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق