CET 00:00:00 - 21/09/2009

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
يبدو أن للخنازير المرحومة (بشبش الله الطوبة اللي تحت راسها) أتباع ومعجبون وناس أضربت عشان خاطرها، فالزبالين الذين كانوا يلفون البلد طولاً وعرضًا بحثًا لها عن غذاء يقيها شر الجوع والحاجة.
وعندما تم الغدر بالخنازير ظلمًا وبهتانًا وانفعالاً غير مُبرر وتم قتلها بلا رحمة في مذبحة الخنازير الكبرى أضرب هؤلاء الزبالون عن العمل، والزبال الذي أضرب هنا هو الزبال التقليدي حمّال الأسية الذي كان يلف على البيوت ليجمع زبالتها في رضا ممنيًا نفسه وعائلة الخنازير التي يعيلها بوجبة دسمة من زبالتنا.
أما الزبال الذي استمر معنا والذي أثبتت الأيام فشله الذريع فهو زبال الشركة الأجنبية، زبال الشوكة والسكين أو زبال الهاى كواليتي، أو الواجهة الديكورية الذي دخل مجال الزبالة بزيّه الموحد عن طريق الخطأ والذي يأبى بنفسه أن يلف على البيوت ويكتفي بجمع ما يلقيه المواطنين من مخلفات داخل صناديق القمامة الكبيرة، تلك الصناديق التي تشارك المواطن قارعة الطريق الضيق أصلاً، والتي تعتبر موقع متميز للروائح سيئة السمعة ومأوى دائم لمستعمرات الميكروبات والجراثيم والدبان الأكس أكس لارج، فلا يستطيع المواطن المسكين الاقتراب منها حتى لا تلتصق به رائحتها التي لا تخرج ولا بالطبل البلدي، فيضطر المواطن بفطرته الساذجة أن يطوح يده بكيس الزبالة محاولاً بكل مهاراته في كرة السلة أن يُلقي بزبالته الغالية داخل الصناديق والتي أثبتت التجربة العملية بأن مواطنى مصر هم لاعبي سلة فاشلين، فدائمًا ما يخرج كيس الزبالة آوت مع عدم قدرة المواطن على إعادة المحاولة مرة أخرى، فكيسه المُتخم قد تناثرت أشلائه على قارعة الطريق العام.
وما حدث هو أن غرقت تلك الشركات في أكوام الزبالة وغرقتنا معاها، فعملت كالدلوعة المُبغددة التى أجروها لكى تخدم أولاد الحارة الحرافيش وتأخذ في الآخر ملايين من لحم الحي وهي لا تفقه شيئًا، مع أن العاملين في تلك الشركة الأجنبية هم من المصريين أيضًا والذين تم انتقائهم على الفرازة بمهارات مُتميزة في فن الشحاتة أولاً ولسان يرطم بالدعاء وكل سنة وأنت طيب يا باشا وبعودة الأيام يا هانم بمناسبة وبدون مناسبة ليجمع حوافز وبدلات من الشعب الذي يدفع بالتي هي أحسن.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق