CET 00:00:00 - 16/08/2009

مساحة رأي

بقلم: فاضل عباس
لقد تحولت الصحفية السودانية "لبنى أحمد حسين" إلى رمز للمطالبة بحرية المرأة في السودان، فالصحفية السودانية عندما تم القبض عليها لم تكن لوحدها بل كان معها العديد من الفتيات ولكن لكونها صحفية قد انتشر خبر توقيفها من قبل الأمن السوداني بسبب لبسها البنطلون والذي اعتبر مخالفًا للحشمة ولبسًا فاضحًا!! ومخالفًا للشريعة الإسلامية، وقد تصل عقوبتها إلى الجلد!!
فقضيتها قد تم تأجيلها إلى التاسع من سبتمبر القادم. طبعًا المتتبع لأحداث هذه القضية يدرك مدى الانتهاك لحقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكل خاص، وهذه المحاكمة ليست للصحفية فقط بل هي محاكمة للتقدم ولحرية المرأة وهي تشكل استمرارًا لانتهاك حقوق المرأة تحت شعارات إسلامية، فالمجتمع الذي لا يعطي الحق للمرأة حتى في لبسها هو مجتمع متخلف جدًا ويعود بالمرأة إلى ما قبل عصر الفراعنة.

وأثناء محاكمة الصحفية قامت الشرطة بتفريق المتضامنين مع الصحفية بالغاز المسيل للدموع ومعظمهم من النساء يمثلون واجهات لمنظمات المجتمع المدني وكانوا يحملون لافتات تندد بالمادة (152) من قانون النظام العام كتب على إحداها "ضد الجلد" بينما أدانت اللافتات الأخرى القانون الذي يبيح الجلد، لذلك فأن هذا الحراك من جانب الشعب هناك يوضح الحالة التي يعيشها المجتمع في رفض هذا الاضطهاد للمرأة وللمطالبة بالحرية وحقوق الإنسان ومنها حقوق المرأة لذلك فأن رفض الصحفية لبنى أحمد لأي عفو خاص وقولها: "لا أريد عفوًا رئاسيًا بل تغيير القانون الذي يجلد النساء" أو الحصانة الدولية لكونها عضوًا في بعثة الأمم المتحدة في السودان، ومطالبتها بوقف التعسف ضد المرأة وقيامها بطبع 500 دعوة لحضور محاكمتها وزعتها على أهل الصحافة والإعلام ومنظمات حقوق الإنسان يؤكد على أن القضية ليست بنطلون لبنى ولكنها حرية المرأة السودانية التي تراجعت للوراء هناك.

إن المجتمعات في العالم تسير نحو الحرية والتقدم وترفض الأغلال وكل ما يهين كرامة الإنسان ولكن للأسف فأن بعض مجتمعاتنا العربية مازالت تمارس القمع تحت يافطات مختلفة ومنها شعارات إسلامية حتى أصبح لبس البنطلون جريمة يعاقب عليها القانون ونحن في القرن الواحد والعشرين، فكيف لهذه المجتمعات أن تقوم بعملية التنمية المجتمعية والتقدم الاقتصادي وهي تعاني التخلف الاجتماعي وتنتهك حقوق المرأة بشكل علني، وهي وسيلة لانتهاك حقوق المرأة فكم فتاة تم جلدها بهذه القوانين؟!!
ومن هنا فإن التضامن مع الصحفية لبنى ضروري لتحرير المرأة من هذا التعسف والظلم التي تعيشه مند سنوات طويلة. فما هي الحشمة في نظر الشرطة؟ وهل يعقل أن تجلد المرأة للبسها بنطلون!!
إن محاكمة لبنى أحمد قد انتهت قبل أن تبدأ وانتهت بانتصار حقوق المرأة الذي تجلى في هذا التأييد لهذه الصحفية ورفض الشعب لتلك القوانين.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق