محرر الاقباط متحدون
صرح المهندس طارق زيدان، خبير تطوير وإدارة المشروعات، أن صناعة الغزل والنسيج في مصر في خطر منذ ما يقرب من عام كامل، يعاني منها أصحاب المصانع والعمال على حد سواء، وأوضح أن مصر تحتل المرتبة 132 على مستوى العالم فى تلك الصناعة، وأشار أن مصر بها حوالي 4000 مصنع وورشة متعلقة بتلك الصناعة، سواء كانت مصانع حكومية أو خاصة، مما يستوجب إيجاد حلول لإنقاذ صناعة كانت تمثل أكثر من 25 % من حجم الصادرات المصرية للخارج.

وقال زيدان أنه من أهم الأسباب التي تعرض الصناعة للخطر، هي السياسات التي تتبعها الدولة في تصريف منتجات القطاع العام، وكذلك الإهمال الذي تعاني منه الآلات والمعدات، وغياب أي محاولة للإحلال أوالتجديد لها، والتي جعلت من المنتج المصري غير قادر على المنافسة بين المنتجات الأخرى، وكذلك وجود بدائل للقطن المصري طويل التيلة من دول أخرى، وغياب الدعم الحكومي لصغار المنتجين، وكذلك عدم قدرة العمال على التنافسية الموجودة حالياً في مجال المنسوجات والغزل؛ نتيجة غياب التدريب اللازم لهم لمواكبة كافة التطورات على تلك الساحة.

وأشار زيدان، أن من أكثر ما يمثل خطورة على تلك الصناعة، أن هناك أكثر من 70% من المصانع الموجودة بمدينة المحلة تم إغلاقها بشكل فعلي، حيث أن أكثر من 860 مصنع مرخص تم إغلاقه إضطرارياً بشكل كامل من جملة 1200 مصنع، بالإضافة أن باقي المصانع تعمل بطاقة أقل بكثير مما كانت تعمل به من قبل، وكذلك ارتفاع أسعار الغزول؛ نتيجة ارتفاع سعر الدولار، ومنافسة المنتجات الصينية التي غزت الأسواق، فضلاً عن زيادة أسعار الطاقة من غاز وكهرباء، مما أدى إلى إنهاء أرزاق العديد من العمال وإغلاق عدد كبير من المصانع، وأشار زيدان أن تلك الصناعة يعمل بها أكثر من مليون ونصف مهندس وعامل مما يمثل حجم الأزمة الحقيقية إذا ما لم يتم السيطرة عليها.

واقترح زيدان، عدداً من الحلول يمكن المضي بها من أجل إنقاذ تلك الصناعة، ومنها ضرورة التوسع في زراعة القطن حيث أن المساحة المنزرعة لا تتجاوز 100 ألف فدان، في حين أن صناعة الغزل والنسيج تحتاج حوالي 250 ألف طن سنوياً، مما يعكس حجم الأزمة الموجودة حالياً، وأوضح أن الدولة تستورد بمليار و200 مليون دولار سنوياً أقطان قصيرة التيلة، حيث أن حصة مصر من إنتاج القطن طويل التيلة قد تراجعت لتبلغ 8% بعد أن كانت 40%، وأكد أن الشركة القابضة للغزل والنسيج التي تضم تحت تبعيتها 16 شركة، و25 محلجاً، تحتاج إلى إعادة إحياء وتطوير، سواء في سبل إدارتها أو نظرة الدولة لها، من خلال تطوير المعدات والماكينات التي يرجع عهدها إلى زمن بعيد، والغير مواكبة للعصر الحالي في عالم الغزل والنسيج، وكذلك الإستفادة من تجارب الدول الأخرى كالهند والباكستان وتركيا التي طورت من قدراتها وأعلت من قيمة تلك الصناعة، مما انعكس على شكل اقتصادها الكلي.

وأكد زيدان، على ضرورة أن تهتم الدولة بالشركة القابضة للغزل والنسيج، حيث أن البداية تأتي من خلال استغلال أمثل للشركات والمصانع التابعة لها، وتطوير ما بها من عمالة ومعدات وماكينات، وعلى الدولة أن تفتح سوقاً جديدة مع دول الخارج التي تمكنت من تطوير تلك الصناعة، وعمل بروتوكولات تعاون معها؛ من أجل الإستفادة من تجاربهم، سواء بالإستثمارات أو تدريب العمالة، فضلاً عن ضرورة تشجيع أصحاب الشركات والمغازل الصغيرة والمتوسطة من أجل تشجيعهم، والاستعانة بشركات خاصة تعمل على تطوير آداء شركات ومصانع الغزل من أجل إبراز مواردها وإمكانياتها القادرة على إحداث تغيير إقتصادي، بالإضافة إلى قيام  الدولة بتقديم  المساعدة للمصانع التي تم إغلاقها نتيجة التعثر من خلال إعادة تمويلها.