-كيف عارض الأزهر محمد علي رافضًا التطوير

 
كتب - محرر الأقباط متحدون أ. م
قال الكاتب والباحث إسلام بحيري، أن التاريخ يخبرنا بالمستقبل، واستعرض كتاب "تاريخ االإصلاح في الأزهر" وهو لشيخ أزهري من عشرينيات القرن الماضي يدعى الشيخ عبد المتعال الصعيدي، مشددًا: هذا الشيخ الأزهري المتنور مهضوم حقه ولن تجدوا من يكتب عنه أو يبحث عن كتبه.
 
وأضاف بحيري في برنامجه "البوصلة" المقدم عبر شاشة TEN، هذا الكتاب بمثابة كنز، كأنه مكتوب اليوم ويصف حال الأزهر اليوم والإصلاحات التي طُلبت منه دون استجابة، مع إضافة أن هذا الكتاب به حلول لصراع اليوم، وأين يكمن الحل؟ وكيف نصلح الخطاب الديني في ظل عدم استجابة مؤسسة الأزهر لمطالب الإصلاح على مدار قرون وعقود مضت.
 
وأوضح أن هذا الكتاب به العديد من الكنوز التاريخية على رأسهم أنه يروي الـ، 100 سنة منذ الحملة الفرنسية حتى 1905 وانتهاء محاولات الإصلاح بعد هذا الوقت، والفرص الضائعة لقيام الإصلاح، حيث أورد الشيخ عبد المتعال الصعيدي بكتابه أن مؤسسة الأزهر في ذلك الوقت أضاعت فرص التواصل مع علوم وثقافة الحملة الفرنسية، وأنهم لم يتواصلوا مع الفرنسيين أو علومهم أو أي شيء، وإهمال كل النهضة التي حدثت في عهد محمد علي.
 
وأورد بحيري عن لسان الشيخ الراحل بكتابه "مع أن أيام محمد علي باشا قد طالت أمامهم واستمرت لـ 46 سنة، تكفي لتنبيه الغافل وإيقاظ النائم ولم يحدث أي تغيير".
 
ولفت إلى أن محمد علي قام بعدة إصلاحات في مناحي الحياة بمصر، وحين اقترب من مؤسسة الأزهر وُجِه بعداء شديد من قبل الأزاهرة، بحسب كلام الشيخ عبد المتعال، وأنه ظهرت التحريمات الكبيرة لكل شيء، كفتاوى تحريم بناء مدارس وكنائس وفتاوى تحريم الاختلاط والأزهر شارك في قانون الخط الهمايوني في بناء الكنائس الذي ألغاه الرئيس السيسي، والذي كان يقضي بعدم السماح ببناء أي كنيسة إلا بأمر الحاكم أو الرئيس.
 
وقام الأزهر في ذلك الزمان "عهد محمد علي" بتوسيع دائرة الفتاوى بالحلال والحرام، ولهذا لم نصنع الكاوتش -في إشارة إلى تصريح الشيخ الطيب بمؤتمر التجديد الأخير-.
 
وشدد بحيري، إحنا في لحظة تاريخية صعبة وما حدث نتاج لهذا المؤتمر الأزهر الأخير أضاع على مصر فرصة لو كانت استغلت لكان خرج شيء يفتح باب أمل وأن هناك استجابة بأن هناك شيء خطأ حدث بالماضي وما أنتجه الآن لعنة يعيشها المسلمون والعالم أجمع.
 
وأضاف بحيري، أن فتاوى التحريم طالت وشملت كل شيء بما فيها الأساسيات كالنظافة، الأخلاق، العدالة، الخير، الشر، على الرغم من أن هذه لم يأتي على ذكرها القرآن باعتبارها قيم وأساسيات وثوابت، لكن مجتمعاتنا الآن باتت تسير بالحلال والحرام والسؤال في كل شيء وكل فعل، فبات الناس يسألون في كل صغيرة وكبيرة هل دة حرام؟ وبالطبع هذه الحرامات كلها تحتاج نص، ولا يوجد نص، فيلجأ لبناء هش أكبر على ما يسمى القياس، ويتم التحريم وتظهر حرامات أضعاف أضعاف النص والتي هي قليلة بالقرآن، ومن ثم تجد أن 90% من حياتكم الحالية تصبح حرام.
 
مشددًا، من هنا بُنيت المشاكل وولدت من المشكلة الكبرى وهي الجمود والثبات وعدم الإصلاح والبقاء على القديم، لافتًا إلى أن محمد علي طالب الأزهر بالإصلاح ولم يستجب الأزهر ما أفسد الخلية الأولى للمجتمع وهو الإنسان، وجعله يتناقش في نفس الأمور التي تناقش فيها الناس منذ مئات السنين، بنفس السفه من إضاعة الأعمار والأجيال، وعليه قام محمد علي بعمل نهضة موازية وانتقاء أشخاص متنورين من المؤسسة مثل الشيخ حسن العطار على سبيل المثال.