قانونيون يتسارعون للدفاع عن الطفل شنودة ..ووالديه نناشد الرئيس " طفلنا مسيحى وحرام يترمى فى ملجأ"
 
نادر شكرى 
منذ ان قمنا بتفجير قضية الطفل شنودة فاروق فوزى ، والكشف عن مأساة هذا الطفل الذى نزع من اسرتها التى تبنته ووضعه بدار للايتام ، وظهرت حملة تعاطف من الملايين مع هذا الطفل ، وتحولت مواقع التواصل لاجتماعى الى حملات وهشتاج للمطالبة بعودة الطفل لاسرتها التى تعيش فى مأساة وبكاء لا ينقطع منذ ايداع الطفل فى دار الايتام فى فبراير الماضى .
 
ودشنت مواقع التواصل الاجتماعى هشتاج " #رجعوا_شنوده_لاسرته_اللى_احتضنته ، #غيروا_القوانين_لصالح_الانسانية" ، وتحولت مواقع التواصل الى استغاثات من أجل مستقبل الطفل الذى حرم من اسرته ، ليتم ايداعه فى مستقبل مجهول بدار الايواء ، بحجة تطبيق القانون علما ان الطفل وجد بالكنيسة وكاهنها كان يعلم ذلك وتم تسليمه لهذه الاسرة لرعايته لانها حرمت من نعمة الانجاب ، ولولا وفاة الكاهن لربما كان هناك حديث اخر .
 
من جانبهم عرض العديد من القانونيين تدخلهم للدفاع عن الطفل شنوده طوعيا ، من اجل رده لاسرته وعلمنا بتحرك على مستويا كبيرة من اجل قضية الطفل التى هزت الرأى العام ، وسط نداءات انسانية لتطيبيق روح القانون خاصة ان المسيحية لا تحرم التبنى ، وان الطفل تم وضعها بالكنيسة من قبل امه التى هربت خوفا من اكتشاف امرها .
 
ومازالت الام امال تصرخ للرئيس لاعادة طفلها وتؤكد " طفلنا مسيحى وتم تعميده ويمارس شعائره منذ الصغر ، فكيف يتم حرمانه من الدفء والحب ورميه فى ملجأ لا يجد فيه سوى الخوف والمستقبل المجهول ، حتى ان الامر عرضت تعمل خادمة بالدار حتى تكون بجوار طفلها ، ولكن الدار رفضت ان ترى الام طفلها منذ فبراير الماضى حتى ينسها الطفل فى حياته الجديدة داخل اسوار هذا الدار .
 
التقينا فى الاقباط متحدون فى أول ظهور للزوجين بعد ان قمنا بتفجير هذه القضية لنواصل رحلتنا حول مساعى عودة الطفل شنودة لوالديه لتكون اول قضية ولكنها تحمل العشرات من القضايا الاخرى مثيلها  ، وهنا دخل الاب  " فاروق " والدموع فى عينيه ، والهموم تغطى وجه ، وبجواره زوجته النحيفة التى ترتدى ثوب الالم والجروح كأنها تدمى من قلبها وهى فى صدمة لم تستوعبها حتى  الان ، وتحمل صورة ابنها على هاتفها تنظر له طوال الوقت ، وهى تنطق بكلمات ممزوجة بالدموع عايزة شنودة حتى لو هروح اشتغل خادمة فى دار الايتام بس  يكون قدامى .  
 
 •       بداية القصة   
 جلست الام امال تروى قصتها " لم نرزق بالانجاب ونشكر الله دائما ، حتى جاء يوم اثناء تواجدنا بالكنيسة ، تم العثور على طفل مولود لا يتجاوز ايام ، واخذناه للكاهن ، وأخبرناه اننا سنتولى تربيته فهو تعويض من الله ، وسوف يكون حياتنا ، لأننا لا نعلم الإجراءات القانونية فبكل حسن نية قمنا باستخراج شهادة ميلاد له واعطيناه لقبنا ، حتى نستطيع تربيته والحاقه بالمدرسة ، وحتى لا يعايره احد بعد ذلك انه بلا اب او ام ، وعشنا افضل حياتنا معه ، كنا نتسابق لاحضار افضل الاشياء له ، لم نفارقه حتى فى سريره ، فدائما معا لحظة بلحظة ، قلوبنا تقفز من الفرحة عندما كنا نسمع كلمة " ماما" .  
 
وتابعت امال : كنا دائما نذهب للكنيسة وتعلم الألحان ويفرح عندما يحضر القداس ، حتى انه  حفظ الحروف العربية على ايات الانجيل مثل الالف " انا هو نور العالم " وحرف الباء " باركى يا نفسى الرب " ، وكان يحفظ افلام القديسين على القنوات الدينية ، حتى انه كان يطلب منى ومن ابيه فاروق ان نقف ويقوم بتمثيل مشاهد للقديسين كما يشاهدها ونحن فى فرح كبير ، وعمره يتزايد يوما وراء الاخر ، وخططنا لالحاقه بافضل المدارس ، وايضا الحاقه للتدريب الرياضى على لعبة الكاراتية .  
 
 •       الصدمة وطمع المال  هنا يقاطع الزوج وهو يصرخ ويضرب بيده على رأسه " الفلوس عمت النفوس " واقاربى طعنوني فى قلبى علشان ورثى ومن بنت اختى بالتحديد ، اللى راحت بلغت الشرطة ان الطفل مش ابنى ، ورحت النيابة وحققت فى الموضوع ورحنا الطب الشرعى ، وقلت لرئيس النيابة عايزة يعيش معى وانا معرفش القانون ان طلعت له شهادة ميلاد ، وظل الموضوع حتى شهر فبراير الماضى ، وتم إخلاء سبيلى لحسن النية فى الموضوع ولظروفنا الانسانية ، لكن كانت الصدمة انهم اخذوا شنوده ووضعه فى دار الأيتام .
 
ظل يبكى الاب وهو يتحدث " للاقباط متحدون مع الصحفى نادر شكرى " اضربوني بالنار بس هاتوا شنوده " كان اصعب لحظة وهم بياخدوا شنوده منى علشان موظفين التضامن قالوا مينفعش يفضل معى لان فاقد اهليته واى فاقد الأهلية هو مسلم ، فأخذوا الطفل وغيروا بياناته واسمه الى يوسف ، قلت خلوها معى قالوا لى مينفعش يعيش طفل مسلم مع اب مسيحى ، ظليت اصرخ انا وزوجتى شغلونا خدامين عندكم بس نشوفه ، الا اخذوه بالقوة وشنودة ظل يصرخ وهو يقول بابا ، ورحت بعدين يومين الدار ، وطلبت اشوفه رفضوا وانا واقف وامه معى خرج من بعيد شنوده يلوح بيده من خلف الشباك وقلبى بيتقطع وهذه اخر مرة اشاهد فيه ابنى .