كتب - محرر الاقباط متحدون
علق الكاتب والمفكر احمد علام، على ازمة الطفل شنودة، الذي وجد بحمام كنيسة، ما عكس ان امه قد تكون هي من تركته وطالما اختارت الكنيسة لترعاه فذلك يعني انها مسيحية، احتضنت الطفل اسرة مسيحية لا تنجب وربته منذ كان رضيعا، الا ان الشرطة اخذته وارسلته لدار ايتام وتم تغيير اسمه الى يوسف واعتباره مسلم بالفطرة.

وكتب علام عبر حسابه على فيسبوك :"
حين تستمع لحديث عم فاروق فوزى والد شنودة '> الطفل شنودة وإلى بكاء والدته لا تملك الا ان تحزن وتتألم بشدة ، فلك أن تتخيل أن أحدا ما إنتزع منك طفلك الذى ربيته منذ كان رضيعا حتى بلغ اربع سنوات ، بحجة أنه طفلا وجداه ملقى بحمام كنيسة ، وليس من حقهما منحه إسمهما ، وقد يكون الطفل لأم مسلمة.

والحقيقة أنا أفضل ان يكون شنودة '> الطفل شنودة مجهول الأب الذى ربته اسرة مسيحية على أنه ابنهما مسيحيا على ان يكون من اطفال الشوارع ، والذين يصلون لمليون حسب اقل التقديرات ومليونين حسب أعلاها ، وكفانا فكر القبيلة الذى دمر كل شئ جميل فى بلدنا منذ السبعينات.

ولو مررنا على الشق القانونى للأزمة ، فمنذ أربع سنوات وجد كاهن كنيسة عم فاروق طفلا بأحد حمامات الكنيسة ، ما يعنى أن الطفل لأم مسيحية لا يدرى أحد إلا الله قصتها .
ويعلم الكاهن أن أسرة عم فاروق فوزى لم ترزق بأطفال فكان ان أعطاه لهما ، معتبرا أن الله أرسله لهما وأرسلهما له ، ومنحاه حنانا وعطفا وسعادة ، ووهباه حياة محترمة وإسما وإنسانية تقيه مجتمع لا يحترم من لا إسم له ، وحاليا وبعد أربع سنين ، طمعت إحدى قريبات الأسرة فى ميراثهما الذى سيحصل عليه شنودة فى شجع وطمع !!.

فأبلغت الجهات المختصة أن الأسرة تربي طفلا ومنحته اسمها وهو ليس ابنها فتكون مخالفة للقانون الذى لا يقر التبنى بمنح الاسم ، ما يجعل الأسرة النى ربت وتعبت وأطعمت وسهرت ، مزورة !!.

وكان أن قامت الجهات المختصة بأخذ الطفل وايداعه إحدى دور الرعاية ، ثم منحه اسم جديد ويقال أن الجهات المختصة رفضت منحه اسما مسيحيا ، وعلى اعتبار أنه طفلا مجهول النسب والدين والأولى أن يكون مسلما بمنطق وفكر القبيلة !!.

والآن لنتخيل الطفل بدلا من انه سيشب فى احضان اسرة واب وام ومكانة اجتماعية محترمة ، سيتربي فى دار رعاية مجهول الاسم والنسب والتعليم والمستقبل والمصير !! .

ثم ماالمشكلة فى ابقائه لاسرته مسيحيا ، فقد وجده الكاهن فى كنيسة وربته اسرة مسيحية !! أوليس أفضل من أن يكون ابنا للشارع ؟ أيعد هذا انصافا ؟!!  .

أما فى عالم موازى لعالمنا ، فإن إنجيلينا جولى ممثلة هوليود التى لا تؤمن بأديان ، قد تبنت 40 طفلا من أطفال اللاجئين مختلفى البشرة والأديان ، وربتهم جميعا ، انفقت عليهم مالها وإستهلكت عمرها ، وأصيبت بالكانسر وشفيت بحب 40 طفلا أنقذتهم من هلاك محقق ، منهم من صار لا دينى مثلها ، ومنهم من صار مسلما او مسيحيا أو بوذيا ، لكن جمعتهم تلك السيدة فأصبحوا أخوة بالدم رغم أنهم ليسوا من رحم واحد !! .

 هناك فى العالم الأول حيث يدخل من يشاء إلى المسجد أو إلى الكنيسة أو المعبد اليهودى والمعبد البوذى ، يؤدى صلاته ويخرج للعالم يحاول تقديم شئ مفيد على الأقل بالنسبة له فقط ، فلا يعيش فى أوهام ، على اطلال طنطنة الحناجر التى تصدح بالإستعلاء دونما أساس .

هناك حيث لديهم بورصة الاقتصاد والاعمال والتكنولوجيا ، لكن هنا لدينا بورصة المتحولين للأديان .

هناك حين سئلت انجيلا ميركل عن اللاجئين فى بلادها قالت إن القانون يحكم الجميع فالسني والشيعي المتقاتلان ببلادهم يسكنان مع بعضهما هنا في نفس البناية وكل في حاله ، وكل لا يتدخل بشأن الآخر ولا عبادته ولا أفعاله ، لأنه يحكمنا نظام يكفل للجميع الحماية ، ويضمن لكل إنسان حق العبادة ، وحق الاعتراض على ما يزعجه ، وعليه حق احترام الدولة له طالما يحترم الآخرين ، كما يكفل نظامنا محاسبة من يخالف المبادئ التى تقوم عليها ألمانيا العظيمة.
    
هناك حيث إستحقت تلك الشعوب بعد أن طوت صفحة مآسى حروبها بسرداب ردموه وداسوا عليه ، بينما بمجتمعنا لا زال فكر القبيلة يسيطر على عقلنا الجمعى ، فهل من منصف ؟!!.