-The Power of Now-

وفاء هندى حليم
وددت مشاركتكم وجهة نظر الكاتب -إيكهارت تول- فى كتاب "قوة الآن"وهو واحد من الكتب الهامة في مجال تطوير الذات فإذا كنت ترغب بالتقدم أكثر وتطوير ذاتك فابدأ الآن، وبالطبع هو ليس دعوة للإنفصال عن الماضى او عدم التخطيط للمستقبل ولكنها رؤيته نحو اهمية الحاضر الذى يجب أن نعيشه ونسعى بكل مالدينا من طاقة للبناء فيه ، ظهر هذا الكتاب فى أواخر التسعينات وهو دعوة لتطوير النفس وجعلها تستطيع عيش اللحظة الأنية ومقاومة أية افكار سلبية قد تواجهها والتي يتسبب فيها العقل أو المشاعر علي حد سواء فيساعد علي ان يعيش المرء حياته بدون ضغوط أو قلق، تم ترجمة الكتاب إلى 33 لغة وباع ثلاثة ملايين نسخة في أمريكا الشمالية وحدها، سنجد فى هذا الكتاب دروسًا وتعاليماً وتماريناً للحفاظ على كيفية الحفاظ على وجودنا في الوقت الحالي حيث يعتبر الكاتب اللحظة الحالية أثمن شيء في العالم وقد ساعد الملايين من الناس في جميع انحاء العالم لكي يعثروا علي السلام الداخلي والراحة والانفتاح علي الحياة .


يشير إيكهارت إلى أن اللحظة الحالية هي كل ما لدينا ووفقا لرؤية المؤلف لا يوجد مستقبل أو ماضي لا يوجد سوى الذاكرة التى حدثت في الماضي فتعطينا الهوية أو الترقب للأشياء والذى يمثل المستقبل وهو ببساطة مليئ بالوعود، من الممكن أن يتخذ الوعد شكلاً ما ويحمل تصوراً غير ملموس وبالتالي يُعَد هذا مجرد أوهام لايجب أن ينساق الشخص فى الغوص فيها. نحن نعلم أن أحد أكثر الأقوال شيوعًا هو أن الوقت ثمين او الوقت من ذهب والذي يجب ان نعتبره ثمينًا ليس الوقت بل النقطة في ذلك الوقت ويطلق عليه إيكهارت "الآن" ويشجعنا عن التوقف على التركيز على المستقبل أو الماضي والتركيز على الآن لنعيش فيه بوعى كامل .


قد نتسآل لمن هذا الكتاب؟
هذا الكتاب مخصص للأشخاص الذين يشعرون بالملل من ماضيهم والذين لا يستطيعون الخروج من إنحصارتفكيرهم على ذاتهم،أوالأشخاص الذين يشعرون وكأنهم ينتظرون السعادة للوصول إليهم.

 إنه أيضًا لمن يمتلئون بعدم الرضا ولايسعون لتحقيق أنفسهم فى حاضرهم فيشعرون بقلق دائم.

 يركز الكتاب على موضوع رئيسي وهو كيف يمكنك العيش الكامل فى الآن؟ ستتعلم ما معنى الوجود وكيف يمكنننا الوصول إلى هذه الحالة  وكيف يساعدك على أن تكون أكثر وعياً بالأشياء التي تقوم بها ولماذا تفعلها.

يبدأ الكتاب في تعريف الإنسان بنفسه والعوائق التي تواجهه من داخله وكيف يستطيع التغلب عليها ويتضح ذلك من خلال تحويل الإنسان من فرد غير واعي ومسيْر الي شخص يعي ما يحدث معه في كل لحظة من حياته وهذا من خلال الوعي الصافي الذي يحاول "تول" الوصول اليه من خلال كتابه، فيجعلك الوعي تتجاوز العقبات التي امامك فلا تجعل العقل ولا المشاعر تتحكم بك وتسييرك دون إرادة بل يجعلك أنت المتحكم الوحيد فيتيح لك التغلب علي الأنا وتَشّتت افكارك والهروب إلى المستقبل والحزن علي الماضي    وفى فصل "الوعي - مخرج الألم" نتعلم كيف يتم نشأة الألم والمعاناة الشخصية في العقل عن طريق تعريف نفسك بالماضي أوالتوق للذهاب للمستقبل بدلاً من أن تكون في الوقت الحاضر- الآن - .

في الفصل "الانتقال بعمق إلى الآن" نتعلم كيفية التعرّف على مشاكلك (الأنا) حتى يمكنك أن تتخلص منها لأن فقدان المشكلات يعني فقدان الذات.

في الفصل "الجسم الداخلى" ، نتعلم كيفية استخدام جسمك كوسيلة لإبقائك حاضرًا في الوقت الحالي ، وكيف تستمع حقًا إلى شخص آخر دون أن تكون منحصراً في داخل ذاتك.

في فصل "ما وراء السعادة والتعاسة يوجد سلام" سوف نتعلم أنه يمكن الشعور بالسلام وإدراك أن مصدر الدراما في حياتك يمكن أن يعزى إلى حالة عدم القبول التى قد تسيطر عليك. من السهل أن تتعثر في الماضي فربما كنت قد تعرضت لإنكسارة ما أو فقدان وظيفة ،أو كنت ترغب ببساطة في حدوث شيء آخر، والأسوأ من ذلك هو أنك قد تجلس في انتظار المستقبل لإنقاذك. 

 أنت تأهذه مل أن يجد لك شخص ما الحل ، أوأن وظيفة رائعة ستطرق بابك ، أو ستتحسن الأمور بطريقة أو بأخرى وحين تقوم بالجمع بين كل هذه الأفكار والإنحصار بداخلها فجأة ستفقد اللحظة الحالية أمامك قيمتها.       

وللمضي قدمًا بعيداً عن ماضيك والتحكم في مستقبلك عليك أن تأخذها من عقلك وأن تركز على ما يمكنك فعله الآن فيقترح الكاتب أن تقترب من ماضيك ومستقبلك فقط على مستوى اللحظة التى تقوم بزيارتهما. 

 قم بإقامة مسكنك في "الآن"، وقم بزيارات قصيرة خاطفة إلى الماضي والمستقبل عند الحاجة للتعامل مع الجوانب العملية للتخطيط وتقييم وضع حياتك في الأساس أنت تلقي بثقل الماضي وضغوط المستقبل للتركيز فقط على ما يحدث في هذه اللحظة بالذات حتى تتمكن من فعل شيء ما ونظرًا لأن الأمور تحدث في الوقت الحالي فيمكنك تطبيق الدروس التي تعلمتها في الماضي دون تركها أثناء سعيك لتحقيق أهدافك ، فيمكنك وضع خطط مستقبلية دون الوقوع في أحلام اليقظة وركز على ما يحدث الآن وكل شيء آخر سيبقى في مكانه.


أثناء قراءة الكتاب لن يغير حياتك بالضرورة على الفور فإن مفاهيمه ورسائله ستظل معك عند الانتهاء حتى إذا لم تستسلم على الفور لهذه الرؤية فمن المحتمل أن تجد نفسك تحاول توظيف تكتيكاتها للتواجد في حياتك الحالية ،اقترب من قوة الآن بعقل مفتوح  امنحه بعض الوقت لتغرق فيه ، وقد تجد أن نظرتك إلى العالم تتغير ولو قليلاً للأفضل.