محرر الأقباط متحدون
يشهد مجلس الشيوخ خلال جلسته العامة برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس المجلس مناقشات مهمة حول تقرير لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام، عن الاقتراح برغبة المقدم من النائب زين الإطناوى بشأن تطوير الكنيسة الأثرية بدير الجرنوس.
 
وأكدت اللجنة في تقريرها، أنه على بعد ما يقرب من 20 كم من مدينة مغاغة التابعة لمحافظة المنيا تقع قرية ديرالجرنوس تلك القرية التي استقبلت واحتضنت السيدة العذراء والسيد المسيح في رحلة الهروب لمدة أربعة أيام، ثم رحلت عنها إلى منطقة جبل الطير بسمالوط ويسمى دير الجرنوس بدير (أيسوس) أو يسوع، ويقال له ديرأرجنوس، وهي كلمة فرنسية بمعنى " الاستخبار والاستعلام".
 
وأضاف التقرير :" تعد كنيسة السيدة العذراء بدير الجرنوس من الكنائس الأثرية القديمة ومرت بها العائلة المقدسة أثناء زيارتها لهذا المكان وشربت من البئر الموجود بها، ولذلك يسمى بالبئر المقدس ولكن خربت الكنيسة وقت اضطهاد دقلديانوس بين عامي (303، 311م) وأعيد بناؤها مرة ثانية بالطوب اللبن في عهد الأنبا قرياقوس أسقف مدينة البهنسا في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي، حيث هدمت سنة 1922، وأعيد بناؤها عام 1924.
 
وقال النائب زين الاطناوى في الاقتراح برغبة إن قرية دير الجرنوس تضم أقدم كنيسة بالمنيا تم بنائها في القرن الرابع الميلادي ومازالت بقاياها موجودة حتى الآن، ثم تم توسعتها في القرن السابع الميلادي، وكانت التوسعة الثانية في القرن العشرين و تضم الكنيسة بين جنباتها بئر كان يشرب منه السيد المسيح والعائلة المقدسة ومازال موجودا حتى الآن، وماؤه متجدد ويشرب منه الزائرين تبركا بالسيد المسيح حيث يجذب السائحين من مختلف المحافظات، فضلا عن السياحة الخارجية من الدول الأوروبية.
 
وأضاف " الاطناوى " كما أن للكنيسة الأثرية بدير الجرنوس محبة داخل أبناء الوطن المسيحيين والذين يقومون بزيارتها دائما، حيث أنها أحد نقاط رحلة العائلة المقدسة داخل مصر، ويتوافد عليها السائحون من دول أوروبا وكذا مسلمون لرؤية الكنيسة والتبرك بالبئر الموجود داخلها، مطالبا، باعتبار هذا المكان مكانا أثريا، والترويج له سياحيا لما له من مردود إيجابي على المحافظة وجميع مدن الصعيد و ضم الكنيسة لمسار رحلة العائلة المقدسة وإدخالها كمزار رسمي وكذلك ترميم المكان، وبناء سور حوله بالإضافة إلي إعادة الأيقونات الأثرية الخاصة بالكنيسة والتي تم نقلها إلى مطرانية بني سويف لعرضها بالكنيسة مرة أخرى و تطوير ورفع كفاءة الطريق المؤدي إلى الكنيسة وإنشاء مبني للخدمات وبناء سور حوله.
 
وذكر ممثلو الحكومة فى ضوء ماسجله تقرير اللجنة، أن احياء مسار رحلة العائلة المقدسة يحظى باهتمام ومتابعة الرئيس عبد الفتاح السيسى شخصيا، وتقوم وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية بجهود كبيرة في إحياء المسار وترميم الآثار الموجودة به، مشيرين إلي أن تعريف مسار رحلة العائلة المقدسة : هي الرحلة التي قطعتها السيدة مريم العذراء والسيد المسيح عليه السلام ويوسف النجار عندما هربوا إلى مصر من بطش حكم الرومان ويقال أنها استغرقت حوالي 3 سنوات ونصف وطول الرحلة أكثر من 3500 كم، ودخلوا إلى مصر من الشمال الشرقي من العريش للفارما مرورا ببلبيس والمطرية للدلتا، ثم رجوعا للمنطقة المعروفة حاليا بمجمع الأديان الكنيسة المعلقة، وكنيسة أبو سرجه) ثم إلى صعيد مصر، وصولا إلى دير المحرق بأسيوط، ثم العودة سالمين
 
وأشارت الحكومة إلى أنه يوجد على مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة ومن قام بتحديد نقاط المسار لیست وزارة السياحة والآثار ولكن الكنيسة المصرية الأرثوذكسية خلال فترة البابا شنودة الثالث، وتم وضع خريطة معتمدة من الكنيسة المصرية بها 25 نقطة الكنيسة الجهة الوحيدة المسئولة عن إضافة كنائس أو أديرة للنقاط أو تعديل خريطة المسار، أما دون ذلك لا تستطيع وزارة السياحة والآثار أن تضيف أو تلغي نقطة
 
وقالت الحكومة : بالنسبة للمزارات والمناطق الأثرية على نقاط المسار يوجد من بين 25 نقطة على المسار، منهم ثمان نقاط فقط بهم آثار، أما باقي النقاط فهي مزارات فقط، ومن ذلك على سبيل المثال شجرة مريم بالمطرية حيث تم تطوير المنطقة المحيطة بهم كمزار، وسيتم افتتاحه قريبا. كما تم بالفعل افتتاح حوالي 4 نقاط للمسار بعد التطوير منهم "كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب في المحلة"، وفي كفر الشيخ تم افتتاح كنيسة السيدة العذراء والمنطقة المحيطة بها، والبئر الموجود بالشرقية بمنطقة صان الحجر. وجار الآن الانتهاء من نقطة مصر القديمة، كما تم ترميم الكنيسة المعلقة وكنيسة أبو سرجة وكنيسة الريحان، وتم تدعيم الخدمات في المنطقة سواء بإنشاء دورات مياه أو كافيتريات، وسينضم لهذا التطوير مشروع حديقة الفسطاط وجامع عمرو بن العاص.

وفيما يخص تطوير دیر الجرنوس قال ممثلو الحكومة، هذا الدير غير مدرج بعداد الآثار الإسلامية والقبطية، وبالتالي فهو ليس تحت ولاية الوزارة، ولا يخضع لخطة الوزارة لتطوير المناطق الأثرية والكنيسة الأثرية غير مدرجة ضمن نقاط رحلة العائلة المقدسة طبقا لخريطة المسار المعتمدة من الكنيسة المصرية.
وأكدت اللجنة، أن الكنيسة الموجودة في دير الجرنوس تعد كنيسة أثرية ويجب أن تحظى باهتمام الوزارة، وأوصت بتشكيل لجنة فنية للتدقيق في بحث وضع الكنيسة الموجودة في دير الجرنوس حول ما إذا كانت تقع ضمن الآثار كلها أم جزء منها، تمهيدا لوضع خطة متكاملة لتطويرها والمنطقة المحيطة بها، تحت رعاية وزارة السياحة والآثار.
 
كما أوصت بمطالبة الكنيسة المصرية بتزويد وزارة السياحة والآثار بخريطة دقيقة بشأن مسار رحلة العائلة المقدسة للوقوف على النقاط التفصيلية لهذا المسار، وما إذا كان دير الجرنوس ضمن هذه النقاط أم لا مع ضرورة التعاون والتنسيق بين وزارة السياحة والآثار والهيئة العامة للاستعلامات بشأن النشرات السياحية، لإضافة المواقع السياحية والأثرية ضمن ما تصدره الهيئة من نشرات للتعريف بالمزارات الأثرية والسياحية التي تزخر بها الدولة المصرية.