كتب – روماني صبري 
سلط الروائي أحمد مراد الضوء على المسيرة الفنية للمخرج السينمائي الكبير "صلاح أبو سيف"، بمناسبة ذكرى رحيله في 22 يونيو من عام 1996، وقال مراد :" نجح أبو سيف في عمل أفلام مختلفة تماما"، مشيرا :" هو من مواليد 10 مايو عام 1915، بمحافظة بني سويف، برج الثور، توفي والده وهو صغيرا لتتولى والدته مهمة تربيته وتنشئته." 
 
مضيفا خلال تقديمه برنامج "التوليفة" على "نجوم إف إم"، :" والده كان راجل قوي جدا جدا عمدة بلد، وأمه كانت إحدى زوجات العمدة، وكانت الوحيدة اللي من (المدينة)، عكس باقي زوجاته من الريف.
 
لافتا :" ارتاد أبو سيف مدرسة ابتدائية، ثم التحق بمدرسة تجارة متوسطة، بعد ذلك عمل في شركة الغزل والنسيج في المحلة، ثم عمل بالصحافة الفنية التي قادته للاهتمام بالسينما والقراءة عنها وبدأ الشغف.
 
موضحا :" اخرج أبو سيف عدد من المسرحيات للعاملين بشركة الغزل والمحلة حين كان موظفا فيها، حيث كان انتقل لفكرة الإخراج للشركة، وفي يوم من الأيام التقى أبو سيف المخرج العظيم نيازي مصطفى وكان ذهب الأخير للمصنع لإخراج فيلما تسجيليا عن (غزل المحلة) واندهش وقتها من ثقافة الموظف الصغير أبو سيف." 
 
وتابع :" بعدها عرض عليه نيازي مصطفى العمل معه في المونتاج في أستوديو مصر ، قاله نيازي :" لان أنت واضح عليك انك بتفهم في السينما"، وتمر السنوات ويترأس أبو سيف قسم المونتاج في الأستوديو.
 
لافتا :" في أستوديو مصر التقى أبو سيف رفيقة عمره "رفيقة أبو جبل" الذي تزوجها فيما بعد، كما التقى بشخص غير مجرى حياته تماما وهو كمال سليم مخرج ومؤلف فيلم (العزيمة)، وهذا الفيلم مصنف عالميا أنه من أهم أفلام السينما، حيث عمل أبو سيف مخرج مساعد في هذا الفيلم.
 
مشددا :" غير فيلم العزيمة مجرى السينما وغير مجرى حياة أبو سيف كذلك، فمن بعده غير أبو سيف تاريخ السينما، وأصبح رائد الواقعية.
 
موضحا :" قبل فيلم العزيمة مكنش فنان يقدر يقدم العالم الحقيقي إلا من خلال الارستقراط ، السهرات الجميلة، من يرتدون البدل، ما جعل السينما لا تعبر عن كل فئات المجتمع المصري.
 
مستطردا :" رأوا ان السينما تم اختراعها لإظهار الجماليات فقط في المجتمع، فمحدش كان عنده قدره يظهر الجانب الأصلي المخفي من المجتمع ويشمل المواطن البسيط والفقراء. 
 
موضحا :" البداية عندما قررت شركة سينمائية ألمانية إنتاج فيلم يحمل اسم (العزيمة)، وتم إسناد مهمة إخراجه  لـ كمال سليم الذي اخبرهم انه سيستعين بمساعد مخرج مصري وكان صلاح أبو سيف الشاب الصغير حينذاك الشغوف بالسينما.
 
لافتا " الفريق الألماني أبدى عدم رضاه عن تصوير الفيلم، وقال لان المخرج اظهر جانب من المجتمع الفقير، فتدخلت السلطة لمنع الفيلم .
 
وتابع :" غضب الألمان وقالوا ميزانية الفيلم تخطت الواقع، وإحنا مش هنكمل الفيلم، فأصاب الجنون كمال سليم، ليقرر فريق العمل قتل المنتج الألماني حتى يتم استئناف تصوير فيلمهم الواقعي الذي يحلمون به دون ضغط من احد لتعرف مصر السينما الواقعية.
 
موضحا :"كلف أبو سيف بمهمة قتل المنتج بعد عمل قرعة وبالفعل منحوه مسدسا، كانت مجازفة شديدة منهم وإيمانا منهم بان السينما يجب ان تتغير وتعرف الواقعية، لكن الحمد لله لم يقتل أبو سيف المنتج وتم حل الأزمة بشكل شبه ودي."