كان صيام الرسل دائما من الاصوام الغامضة لذلك اعدت قراءة كل ما يمكن لكي ادرك ماهية هذا الصيام .

بدأ الاقباط وهو أقدم  عرفته الكنيسة الأرثوذكسية  و‌الكنيسة  و‌الكنيسة الكاثوليكية الشرقية، و يبدأ الصوم بعد عيد العنصرة بينما في التقاليد القبطية والسريانية يبدأ الصوم في أول يوم اثنين بعد عيد العنصرة. ويتم الصوم إلي أن يتم الاحتفال بعيد  القديسين بطرس وبولس

أول صوم تم فيه وبواسطته أول عمل للكرازة والتبشير؛ فهو الصوم الذي وُلدت فيه الكنيسة وظهرت للوجود وتَحَدَّد شكلها في أورشليم وخارجها، أي أن صوم الرسل كان، ولا زال وسيظل أبداً، هو صوم الكرازة والخدمة والإرسالية؛ فهو متعلق أساساً بالشهادة للمسيح. لذلك جاء توقيته بعد حلول الروح القدس.
 
استشهاد الرسل :
القديس بطرس – هامة الرسل:

يعرف أيضاً بإسم “كيفا” الصخرة وسمعان. هو الذي عيّنه الرب يسوع نائباً له، استشهد بطرس في روما في عهد الإمبراطور الروماني نيرون. يقول التقليد المسيحي انه عندما قُبض وحُكم عليه بالموت صلباً طلب أن يُصلب مقلوبا ، اي رأسه عند اقدام الصليب، وذلك إكراماً للمسيح كي لا يكون معادلاً له في موته.

اندراوس – اخو بطرس:
حسب المؤرخ الديني من القرن ال15 دورمان نيومان، ذهب اندراوس سنة 69 ميلادياً الى باتراس غربي اليونان، حيث ناقشه الوالي الروماني أغيتيس بأمور الدين، محاولاً إقناعه بإنكار يسوع والتخلّي عن مسيحيّته. وعندما فشل الوالي بذلك، أمر بجلده وصلبه على صليب ، يقول التقليد الكنسي أن اندراوس لم يُسمّر بالمسامير بل رُبط بحبال كي يطول عذابه أكثر. عاش اندراوس يومين على الصليب حيث كان يُبشَّر المارّة باسم يسوع المسيح قبل أن يُسلم الروح.

يعقوب ابن زبدى: يعقوب الرسول هو أول من استشهد من الرسل
ويُسمّى أيضاً يعقوب الكبير. ذكر سفر أعمال الرسل أن يعقوب استشهد طعناً بالسيف (أعمال 1:12-19) هاج اليهود عليه بسبب تبشيرة بالمسيح ،وطلبوا قتله. فقُبض عليه حيث امر هيرودوس بضرب عنق يعقوب سنة 44 للميلاد.

يوحنا ابن زبدى:
هو الرسول الوحيد الذي لم يمت استشهاداً بل وافته المنية سلمياً في شيخوخته نحو عام 100 م
 
فيلبس:
هو أول من دعاه يسوع المسيح ليتبعه .يقول التراث عنه أنه بعد الصعود و"العنصرة"(حلول الروح القدس) وقع نصيبه فى البشارة فى آسيا الصغرى فتوجّه إليها برفقة برثلماوس الرسول.بعدها وصل الى هيليوبوليس في مصر، حيق جُلد وألقي في السجن ومن ثم صُلب منكوس الرأس نحو عام 54م
برثلماوس:
يبدو أن برثلماوس بشّر في بلاد عديدة منها الهند. حيث ترجم إنجيل متى للمؤمنين. يوجد روايتين مختلفتين بخصوص استشهاده. الأولى تقول أنه ضُرب ومن ثم صُلب. أما الإعتقاد الثاني ويعود الى أحد المؤرخين من القرون الأولى يقول أن الوثنيين سلخوا جلده وبعدها قطعوا رأسه.
 
توما:
بشّر توما في اليونان والهند، كان أول من بشر في الهند فهدى كثيرين إلى الإيمان من بينهم الأغنياء والأمراء ونساء أميرات وهناك قتل على يد كهنة الأوثان بالرماح، لذلك يصور في الأعمال الفنية وهو يحمل رمحاً

متى:
هو كاتب الإنجيل الأول من الأناجيل الأربعة. واسم متى في اللغة العبرانية معناه عطاء الله. ولمتى اسم آخر ورد في إنجيل مرقس وإنجيل لوقا وهو لاوي. استشهد متى الرسول الذي كان جابياً للضرائب، في أثيوبيا. فقد أرسل الملك هيرتاكوس رجلاً طعن الرسول من الخلف بالسيف. وذلك لأنه انتقد أخلاق الملك الفاسدة.
 
يعقوب ابن حلفى:
ويقال له يعقوب الصغير. انتخب من قبل زملائه المؤمنين لرئاسة كنائس القدس، وكان واحدا من الرسل الأطول عمرا، وربما لم يتجاوزه سوى يوحنا في سن ال 94، استشهد عن طريق الضرب والرجم .

تداوس:
او يهوذا وهو غير يهوذا الإسخريوطي . له في كتب العهد الجديد رسالة واحدة التي تحمل اسمه رسالة يهوذا. تقول بعض التقاليد أنه قد استشهد في فارس وأن جثمانه قد نقل إلى سرداب في كنيسة القديس بطرس. في حين تقول تقاليد أخرى بأنه قد أدخل المسيحية مع القديس برتلماوس إلى أرمينيا التي استشهد فيها بعد ذلك سنة 72 م، رمياً بالسهام
 
سمعان:
يلقّب بالغيور في 28 أكتوبر ، التحق بزميله يهوذا تداوس للتبشير في بلاد فارس و أرمينيا حيث قتلا هناك في سبيل إيمانهما
روايات اخرى تقول بأنه بشر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبانه زار بريطانيا ومات فيها صلباً سنة 74 م
 
متياس:
هو الرسول ال 12 الذي انتُخب مكان الخائن يهوذا. وحسب المؤرخ نيسفوروس قال انه بشر الانجيل في يهوذا وبعد ذلك ذهب الى اثيوبيا مبشراً البرابرة وأكلة لحوم البشر في المناطق الداخلية من اثيوبيا حيث تم صلبه.

بولس:
اسمه الاصلي “شاول”، اتلقب بـ”بولس الرسول” و “رسول الأمم”. فى المسيحية، بيعتبر اعظم رجال التاريخ المسيحي، أوقِف سبع مرات ونُفي ورُجم وأصبح رسول المسيح في الشرق والغرب. وبعد أن بشّر بالبرّ العالم كلّه، ووصل إلى أقصى الغرب، قاسى الاستشهاد أمام الحكّام؛ عانى بولس في الأسر وبعد محاكمة طويلة حكم عليه بالإعدام بقطع رأسه على طريق أوستي حوالي عام 67
هكذا ارتبط الاستشهاد بالكرازة ، ولعل الصيام يؤكد لنا ان الانقطاع عن الاكل او تعذيب الجسد ضربا من عدم الادراك بل ضرورة الانظلاق بالعمل وفق المحبة الخلاقة كتجسيد حي بالمسيح الحي فينا.
سليمان شفيق