قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، إن تعلية سد النهضة حتى مستوى 573 مترا بحلول موسم الأمطار يمكن إثيوبيا من تخزين حوالي 4 مليارات متر مكعب فقط بدلا من 13.5 مليار متر مكعب، وهي السعة التي كانت تستهدف أديس أبابا تخزينها هذا الصيف، وهو ما اعتبره "فشلا في إتمام التخزين الثاني".

 
وأضاف شراقي، في تصريحات لـ«الشروق»، إضافة 4 مليارات متر مكعب لبحيرة سد النهضة، سيرفع منسوبها إلى نحو 9 مليارات متر مكعب، وهي كافية لتشغيل أول توربينتين لتوليد الكهرباء من السد، في أغسطس، وهو ما يحقق لإثيوبيا الهدف السياسي المطلوب في هذه المرحلة.
 
وأشار إلى أن الصورة الأخيرة لسد النهضة تشير إلى عدم زيادة المخزون الحالي من البحيرة، الذي يبلغ 5 مليارات متر مكعب، وستمر مياه الفيضان بعد الأسبوع الثالث من يوليو من أعلى الممر الأوسط.
 
وأكد شراقي أن "الفشل في التخزين الكامل" لن يغير من موقف مصر والسودان الرافض بشدة لأي تخزين دون اتفاق حتى ولو كان مليار متر مكعب واحد".
 
ودعا السودان إلى تفريغ جزء من سد الروصيرص، الذي يحتوي حاليا على نحو 5 مليارات متر مكعب، بعد التأكد من محدودية التخزين هذا العام؛ وذلك حتى يتمكن من استيعاب المياه الجديدة الواردة مع موسم الأمطار.
 
وصرح وزير الري الإثيوبي، سيلشي بيكلي، بأن سد النهضة وصل حاليا إلى ارتفاع 565.4 مترا، وأن العمل جارٍ للوصول بعد 20 يوما إلى مستوى 573 مترا.
 
وكان من المقرر، وفق تصريحات سابقة لرئيس الوزراء ووزير الري في إثيوبيا، تعلية سد النهضة حتى مستوى 595 مترا تمهيدا للبدء في الملء الثاني لبحيرة السد، بسعة 13.5 مليار متر مكعب.
 
وكانت إثيوبيا قد أعلنت في يوليو من العام الماضي انتهاء المرحلة الأولى لملء سد النهضة بسعة نحو 5 مليارات متر مكعب.
 
وأضاف بيكلي، في مؤتمر بحثي حول وضع مشروع سد النهضة بمشاركة خبراء بجامعة أربا منش، أن التعبئة الثانية بلا شك ستتم في ٢٢ يوليو، والتوليد المبكر في 22 أغسطس، وفي نهاية الشهر ستجرى مهمة الاختبار، من خلال وحدتي توليد.
 
ووفق التصريحات، التي أوردتها إذاعة فانا الإثيوبية بنسختها العربية، أكد بيكلي الانتهاء من إنشاءات سد النهضة في عام 2023 (عام 2015 بالتقويم الإثيوبي)، مضيفا أنه إذا تواصل الاحتفاظ بمعدل 10 مليارات متر مكعب من المياه في كل مرحلة لملء السد فيمكن إنتاج الطاقة نستطيع دون الإصرار بدول المصب؛ زاعما أن ذلك "سيساعد السودان في إدارة المياه، أما مصر فلن تتضرر نتيجة تخزين المياه في السد العالي".