كتبت - أماني موسى

 
"الأقوال وحدها لا تكفي"، هذا ملخص الرد المصري على الدعوات التركية لفتح قنوات الحوار مع القاهرة.
مصر إذًا تطالب أنقرة بالأفعال، فيما يبحر الأتراك في أزمات المنطقة والتدخلات في شؤون الدول. فما المتوقع من تركيا تقديمه في هذه الفترة بالذات؟ ولماذا الآن تطلب أنقرة الحوار؟
 
هذه الأسئلة تفتح الباب أمام إعادة قراءة للوضع في المنطقة، وخصوصًا مع التغييرات التي كرّست من العزلة التركية شرقي المتوسط تحديدًا، والعلاقات المهتزة مع الأوروبيين والأمريكيين على حد سواء.. فهل يستنجد الأتراك بمصر لكسر العزلة؟ وهل تنجح سياسة المناورة من دون تغيير جذري في السلوك التركي؟ 
 
من جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الحركة التركية الأخيرة تجاه مصر هي محاولة للتأكيد على التواصل مع القاهرة، بالإضافة إلى أن هناك جملة من الضغوطات التي تواجهها تركيا، داخليًا مرتبط بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعارضة التركية، ومطالبة عدد من المفكرين الأتراك بتصفير المشاكل التركية مع دول الجوار، أما الجزء المرتبط بالإقليم يعود إلى الحركة الدؤوبة للقاهرة في إقليم شرق المتوسط ونجاح القاهرة في الفترة الأخيرة تطويق الحركة التركية في عدة مجالات مثل ترسيم الحدود مع اليونان وقبرص وكذا إسرائيل بالإضافة إلى ترتيبات متعلقة بمنتدى الغاز، وكل هذا النجاح المصري جعل تركيا تشعر أنها محاصرة، بالإضافة إلى تضييق الخناق على الحركة التركية التي تدعم الميليشيات المسلحة في ليبيا، منذ إعلان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خط سرت الجفرة. 
 
وشدد أن الدولة المصرية كان لديها مخطط استراتيجي نجحت فيه بمهارة كبيرة ومارست ضغوطات مباشرة على الجانب التركي الداعم للإرهاب، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الداخلي التركي، فكل هذه الأمور دفعت الجانب التركي تدوير الزوايا وإعادة ترتيب الأولويات، إذ أن السياسة التركية سياسة برجماتية نفعية بعيدًا عن الأيدولوجيات.. انظر كيف يتعامل أردوغان مع ملف قطاع غزة أو مع ملف أمن الخليج.
 
مشيرًا إلى أن القاهرة طالبت تركيا بالتزام السياسة التركية بإجراءات بناء ثقة حقيقية، بعيدًا عن المنصات الإعلامية العدائية المتواجدة بتركيا، واحتوائها للإرهابيين المصريين الفارين، والتزام الجانب التركي بالأطر العامة كالتصرفات السياسية في الإقليم بدءًا من منطقة غاز شرق المتوسط مرورًا بليبيا والممارسات الغير مشروعة لتركيا في الإقليم ودول الجوار.
 
على الجانب الآخر قال الباحث السياسي والأكاديمي مهند حافظ أوغلو، أن تركيا لا تريد أن تحتل بعض المناطق المحيطة بها، بل أنها أرغمت إرغامًا على الدخول في ملفات لا علاقة لها بها، مشيرًا إلى أن مقومات الدولة التركية لا تحتاج لأن يكون لديها سياسة توسعية، ولكنها أرغمت على الدخول في الملف السوري والعراقي والليبي وإقليم شرق المتوسط الذي جعل الدول العربية والغربية تصطف ضد تركيا.
 
وتابع في مداخلة لقناة سكاي نيوز عربية، أن تركيا دعت إلى حوار دول شرق المتوسط وعلى الجانب الآخر تم استبعاد تركيا من قبل دول إقليم شرق المتوسط، وأرجع البعض السبب إلى سياسة التدخلات الخارجية التركية في دول الجوار.