كتبت – أماني موسى
ليلة مروعة شهدتها العاصمة النمساوية فيينا بالأمس، حيث قام مسلحون بفتح بنادق ألية، النيران في ستة مواقع مختلفة بوسط العاصمة، وقامت قوات الشرطة بتصفية أحد الإرهابيين منفذي الهجوم، ووقع الهجوم قبل ساعات من فرض النمسا قيودًا جديدة لمواجهة كورونا.. كيف بدأ الهجوم؟ من هم المنفذين وإلى أي جماعة ينتمون؟ كيف ستواجه النمسا ودول غرب أوروبا عمليات الذئاب المنفردة.. هذا ما سنورده بالسطور المقبلة.

الهجوم بدأ بالقرب من الكنيس اليهودي وعدة أماكن منها دار الأوبرا

أوضحت الشرطة النمساوية أن الهجوم بدأ في الساعات الأخيرة قبل فرض حظر تجوال وقيود جديدة لمواجهة كورونا، حيث كان الناس يستمتعون بوقتهم في المطاعم والأماكن الترفيهية، وبدأ الهجوم بالقرب من الكنيس اليهودي الرئيسي في فيينا، ثم بعدة أماكن منها دار أوبرا فيينا الشهيرة.

فيديوهات مروعة للهجوم الإرهابي
وأظهرت بعض مقاطع الفيديو رجلاً ملثم ومدجج بالسلاح، قام بفتح نيران سلاحه على الناس المتواجدين بعدد المطاعم والمقاهي، وأخذ يطلق النيران بشكل متكرر حتى يصيب أكبر عدد من الناس، وخلف الهجوم نحو 4 قتلى و17 إصابة جميعهم في حالة خطرة.

وسرعان ما وصلت القوات الخاصة إلى الموقع، وأُصيب شرطي برصاصة قبل أن يتمكن الضباط من قتل المهاجم الذي كان بحوزته بندقية آلية ومسدس وسكين.


فيديو يكشف دموية الإرهابي.. يقتل شاب ويضربه مجددًا للتأكد من وفاته
وظهر في فيديو آخر الإرهابي وهو يقتل شاب ويعود مرة أخرى للتأكد من إصابته وقتله بعدما وجده لازال حيًا


زعيم المجتمع اليهودي بالنمسا: الكنيس كان مغلقًا عند بدء الهجوم
من جانبه قال زعيم المجتمع اليهودي أوسكار دويتش، عبر موقع تويتر إن الكنيس كان مغلقًا عند بدء الهجوم في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (19:00 بتوقيت غرينتش)، وأن ضابطًا كان يحرس الكنيس أصيب.

رواية أحد شهود العيان: ضحايا وجثة ملقاة بالشارع بجوارنا
وقال أحد شهود العيان: "سمعنا أصواتًا بدت كأنها ألعاب نارية. سمعنا ما بين 20 و 30 صوتاً وفكّرنا أنها قد تكون في الواقع أعيرة نارية. رأينا سيارات إسعاف تصطف... كان هناك ضحايا. للأسف، رأينا جثة أيضًا ملقاة في الشارع بجوارنا".


مستشار النمسا يتوعد: سندافع عن ديمقراطيتنا وسنتعقب الضالعين في الهجوم ومن يقفون خلفه
من جانبه وجه مستشار النمسا سيباستيان كورتس رسالة إلى الشعب النمساوي صباح الثلاثاء، قائلاً: أن خطابه هذا يأتي في "فترة مظلمة" من تاريخ النمسا التي كان يعتقد أنها منطقة "آمنة في العالم"، لكن "الاعتداء الإرهابي" أثبت أن بلاده تعرضت لهجوم "ضد قيمها ونظامها الدموقراطي"، متوعدًا "سندافع عن ديمقراطيتنا وسنتعقب الضالعين في الهجوم ومن يقفون خلفه".

التصدي للإرهاب لا يعني محاربة أصحاب دين معين فالأمر ليس صراعًا بين المسلمين والمسيحيين
وأوضح أن التصدي للإرهاب لا يعني محاربة المنتمين إلى "طائفة دينية معينة"، فـ"لا يجب الانزلاق إلى ما يريده الإسلاميون، وهو نشر الكراهية وإحداث انقسام داخل المجتمع، فعلى الجميع أن يدرك أن هذا ليس صراعًا بين المسيحيين والمسلمين أو بين النمساويين والمهاجرين".

وشدد، "عدونا - الإرهاب الإسلامي - لا يريد فقط التسبب في الموت والألم، ولكنه يريد تقسيم مجتمعنا".


هوية منفذ الهجوم.. إرهابي من أنصار داعش
وقال وزير داخلية النمسا، كارل نيهامر، عن الإرهابي الذي قتلته الشرطة في هجوم بوسط فيينا، مساء أمس الاثنين، بأنه "إرهابي إسلامي".
وأضاف في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس عقب الحادث، "شهدنا هجومًا مساء أمس من إرهابي إسلامي واحد على الأقل، ومنفذ الهجوم من المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية داعش".

سافر لسوريا للقتال تحت راية تنظيم داعش
وتبين أن منفذ هجوم فيينا من أصل ألباني وعمره 20 عامًا ووُلد ونشأ في فيينا، ومعروف للمخابرات المحلية لأنه واحد من 90 إسلاميًا نمساويًا أرادوا السفر للقتال في سوريا، تحت راية تنظيم داعش إذ أنه كان من مؤيدي التنظيم الإرهابي.

وأعلن وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر صباح اليوم الثلاثاء، أن منفذ الهجوم القتيل كان من "أنصار" داعش.

وقال خلال مؤتمر صحافي: "إنه شخص متطرف كان يشعر بأنه قريب إلى داعش"، كما أوضح أن المحققين دخلوا إلى شقته بعد تفجير الباب بدون إعطاء المزيد من التفاصيل حول المهاجم، إنما أشار إلى أنه "كان مدججا بالسلاح" مع بندقية رشاشة وحزام متفجرات تبين لاحقًا أنه وهمي.

ميركل: مكافحة الإرهاب الديني هدفنا المشترك وكل الدعم للنمسا
أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن صدمتها من الهجمات الإرهابية التي وقعت في وسط فيينا، مؤكدة أن ألمانيا تدعم النمسا وتقف إلى جانبها في حربها ضد ما وصفته بـ الإرهاب الإسلامي.

وأضافت في بيان نشره المتحدث باسمها على "تويتر"، اليوم الثلاثاء: "في هذه الساعات الرهيبة عندما أصبحت فيينا هدفًا للعنف الإرهابي، أفكر في الناس هناك، وقوات الأمن التي تواجه الخطر".

وتابعت: "نحن الألمان نتعاطف مع أصدقائنا النمساويين ونتضامن معهم. مكافحة الإرهاب الإسلامي هو كفاحنا المشترك".


النمسا تعلن الحداد الوطني ثلاثة أيام بعد هجمات فيينا
أعلنت الحكومة النمساوية الحداد ثلاثة أيام حتى يوم الخميس، في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع مساء أمس الاثنين، مخلفًا عشرات الضحايا والمصابين بينهم إصابات خطيرة.

وبحسب وكالات، قال المستشار النمساوي سيباستيان كورتس قبل اجتماع لمجلس الوزراء "أفكارنا وقلوبنا مع الضحايا والمصابين وعائلاتهم في هذه الساعات الصعبة للغاية بالنسبة لجمهورية النمسا".