كتبت – أماني موسى
تعلن تركيا دومًا دعمها للقضية الفلسطينية في محاولة لكسب ود الشارع، في المقابل يوصف الخطاب الرسمي التركي تجاه إسرائيل بالعدائية وهو ما يعتبره كثيرون ازدواجية حيث تعتبر تل أبيب شريك استراتيجي لأنقرة في الكثير من المجالات.
 
حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين لعام 2009، مليارين و597 مليونًا و163 ألف دولار، وفي عام 2014 ارتفع إلى 5.83 مليار دولار!!
 
من جانبه قال الكاتب والباحث السياسي غسان إبراهيم، أن هذه اللغة الازدواجية التي يتبعها الرئيس التركي لتحقيق مكاسب على الطرفين، يقيم علاقات من أعلى المستويات مع الجانب الإسرائيلي ويستفيد من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ويستفيد أيضًا اقتصاديًا وفي الوقت ذاته يظهر خطاب عدائي ضد إسرائيل لكسب ود الشارع الإسلامي، ويتواصل مع جماعات إسلامية متشددة تعلن عدائها لإسرائيل.
 
وتابع هذه اللغة شعبوية وأردوغان شعبوي بالدرجة الأولى ويحاول أن ينفذ أجندات توسعية بالمنطقة ويرغب في إعادة الخلافة العثمانية البائدة عبر استخدام الإسلاميون البسطاء بالعالم العربي ودغدغة مشاعرهم واللعب على المشاعر الدينية باستخدام الخطابات والشعارات الرنانة التي كانت بعيدة كل البعد عن الواقع، واستخدمها أردوغان لكسب المزيد من الإسلاميين لاستخدامهم في نهاية المطاف كأدوات لتنفيذ أجندته في سوريا وليبيا واليمن.
 
وشدد غسان أن العلاقات التركية الإسرائيلية في أوج ترابطها وعمقها ليس فقط على الجانب الأستراتيجي والاقتصادي ولكن على الجانب الأمني أيضًا، إذا أنه يمكن لإسرائيل استخدام المجال الجوي التركي للتدريبات العسكرية في حال أرادت توجيه ضربة لإيران عبر الجبال التركية، وبالمقابل يخرج أردوغان للعامة ليقدم لهم خطابات بعيدة عن الواقع الذي نراه وتؤكده الأرقام.
 
وعما حققه أردوغان للقضية الفلسطينية، قال الكاتب والباحث منير أديب، إن ما حققه أردوغان في هذه القضية هو دعمًا مزيفًا، فليس هناك أي دعم قدمته تركيا للقضية الفلسطينية، فأردوغان منذ توليه الحكم في تركيا منذ العام 2002 لم يقدم لفلسطين وشعبها أي شيء ولا القدس، غير أنه رفع الشعارات الرنانة لدغدغة مشاعر الكثير من العرب والمسلمين بشتى بقاع العالم.
 
وتابع، خطاب أردوغان وحزبه يتماهى مع جماعات العنف والتطرف، التي تتحدث دائمًا بشكل عاطفي عن القدس وفلسطين لدغدغة مشاعر أتباعهم، ومثل هذه الخطابات هي خطابات غير واقعية ومزيفة والهدف منها كسب أنصار جدد من المتطرفين لاستخدامهم لتنفيذ أجندة الرئيس التركي.
 
مشيرًا إلى أن أردوغان استطاع أن يكسب شعبية من خلال هذه الخطابات العنجهية لكن هذه الشعبية أخذت تتراجع بشكل كبير مؤخرًا، ولا نكون مبالغين حين نقول بأن هذه الشعبية بدأت تنهار في الداخل التركي وربما بين أوساط العرب والمسلمين.
 
وشدد بأن أردوعان يلعب دائمًا على وتر العاطفة الدينية، وكان آخرها تحويل كاتدرائية أيا صوفيا إلى مسجد، والهدف هو دغدغة مشاعر العامة.