الكنيسة الروسية: تصرفات أردوغان لا تدعوا للاستقرار.. ومحللون: الهدف سياسي

كتب - نعيم يوسف
بمظاهر دعائية سياسية واضحة لا تخطئها العين، شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، في أول صلاة جمعة في "آيا صوفيا"، بعد تحويلها رسميا إلى مسجد، بل وقرأ بنفسه سورة الفاتحة، بينما يرتدي "طاقية"، كما ظهر خطيب الجمعة حاملا سيف أثناء الخطبة، وهي العادة العثمانلية التي كانت مستمرة منذ عصر محمد الفاتح، السلطان العثماني المعروف.
 
كان الرئيس التركي، قد أصدر قرارا رسميا منذ أسابيع، بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد بشكل رسمي.
 
"آيا صوفيا"، كانت كاتدرائية بناها الإمبراطور قسطنطين، وعقب احتلال القسطنطينية من قبل العثمانيين بقيادة محمد الفاتح، حولها الأخير إلى مسجد، وعندما جاء كمال أتاتورك، حولها إلى متحف رسمي، ليأتي أردوغان ويعيد تحويلها رسميا إلى مسجد، الأمر الذي أثار استياء واسعا في العالم كله، ووصفته اليونان بأنه أمر مستفز للعالم أجمع، وأدانته في مصر دار الإفتاء المصرية، وقال الدكتور شوقي علام: "لا يجوز تحويل الكنيسة إلى مسجد".
 
ونشر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، باللغة العربية، يوثق إقامة أول صلاة في "آيا صوفيا"، بعد تحويلها إلى مسجد.
 
وعلق "أردوغان"، على مقطع الفيديو، وكتب: "الجمعة الأولى في جامع آيا صوفيا الكبير الشريف"،  كما قال في تدوينة أخرى: "آجيا صوفيا.. فلنترك الرياح تهب على القبة.. أنت لنا دائما ونحن لك"، وقال في تصريحات صحفية بعدها إن المكان سيظل مفتوحا للجميع حتى بعد تحويله إلى مسجد.
 
مظاهر للضعف
من جانبه، وصف كرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان، حضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لأول صلاة جمعة في مسجد آيا صوفيا، بأنه دليلا على الضعف وليس مظهرا من مظاهر القوة.
 
وأشار "ميتسوتاكيس"، إلى أن تركيا مثيرة للشغب، وتهدد السلام في شرق البحر المتوسط، لافتا إلى أن "آيا صوفيا"، ستظل في أرواح اليونانيين، أكثر من أي وقت مضى، مضيفا: "هذا هو المكان الذي ينبض فيه قلبنا، وتحويل الحزن إلى قوة ورباطة جأش ووحدة".
 
أهداف سياسية
ويرى خالد الغرابلي، الإعلامي في قناة "فرانس 24"، إن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، هو قرار سياسي في الأساس حتى لو تعلق بمبنى ديني.
 
وأشار "الغرابلي"، إلى أن أردوغان، كان الرجل الأول في تركيا لمدة 17 عاما، وإذا كان الوضع به شيء خاطئ، لماذا صمت كل هذه الفترة ولم يصحح الوضع.
 
وكشف، أن أردوغان في 2019 خسر الكثير في الانتخابات، ومنها إسطنبول، وأصبح الوضع الاقتصادي صعبا، بالإضافة إلى تهم الفساد التي تحوم حوله، وأراد استغلال هذا الوضع لإعادة شعبيته، ولكي يبدو وكأنه يستكمل مسيرة محمد الفاتح.
 
أردوغان لا يساهم في السلام
وصفت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد بأنه "لا يساهم في السلام والاستقرار"، لافتة إلى أن دوافع القرار سياسية وليست دينية.
 
وأضاف مصدر في الكنيسة، في تصريحات لـ"سبوتينك": "كلما زاد تسييس قضايا الإيمان والنظرة إلى العالم، قلّت فرص التنوع الديني والاحترام بين ممثلي الأديان المختلفة للعب دورها في تعزيز السلام والاستقرار"، مشددا على أنه "لا نرى أي منطق آخر في هذا القرار غير المنطق السياسي".
 
صلاة في كنائي العالم
وبعث رئيس أساقفة أمريكا للروم الأرثوذكس فلبادوفوروس‏، رسالة لكنائس العالم طالبهم خلالها بإعلان الحداد والصلاة تزامنا مع إعلان اردوغان الصلاة في كنيسة "اجيا صوفيا"، بعدما حولها لمسجد، حيث استجاب للرسالة عدد من الكنائس من الطوائف الأخرى منها الكاثوليكية.
 
حداد في أثينا
قال رئيس أساقفة أثينا يورونيموس، ان اليوم الجمعة 24 يوليو، والذي شهد تحويل كاتدرائية "اجيا صوفيا" في القسطنطينية مسجدا والصلاة فيه، يوم حداد وانزل الألم بكافة كنائسنا ولجميع الكنائس الأرثوذكسية والمسيحية. 
 
وتابع في بيان :"سأقود اليوم خدمة مدائح العذراء مريم في كاتدرائية العاصمة أثينا، وأناشدكم بترديد المدائح بصوت واحد قائلين: "إلى والدة الإله الحصن الذي لا يهزم".
 
تجسيد لتصرفات أجداده
وقال الكاتب والباحث إسلام بحيري، إن مشهد صلاة الجمعة في "آيا صوفيا"، الذي حدث اليوم، هو "مشهد الخليفة الموهوم أردوغان، ويلخلص كيف استخدم الإسلام في عصور الخلافة".
 
وأضاف "بحيري"، في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "مفيش مشاكل خالص إنك تكون قاتل سفاح سفاك، وتدعم الإرهاب في كل البلاد العربية بالمال والعتاد والسند، وتسفك بسببه دماء مئات آلاف الأرواح البريئة، ومفيش مشاكل نهائي تقتل أجناس كاملة ذبحا وتتفاخر بكده من أرمن مسيحين للأكراد المسلمين لمجرد إنك شايف إن إبادتهم مريحة نفسيا ليك، ومفيش مشاكل أبدا تنهب خيرات الدول من غاز لبترول لأراضي وتسطو على مقدرات بلاد بالاغتصاب والبلطجة، ومفيش مشاكل تماما تتآمر وتخون وتعتدي وتحتل أجزاء من دول مستقلة زي العراق وسوريا وقبرص وجزر اليونان وبحر إيجه وكريت وليبيا ومياه المتوسط، وومفيش أدنى مشكلة إنك تزور الحقائق وتمجد القتلة الأجداد وتثني عليهم وتعيد اغتصاب ما اغتصبوه من قبل، ومفيش مشاكل إطلاقا إنك تعبث باستقرار دول فيها ملايين البشر وتدعم معارضيهم القتلة وتفتح لهم القنوات والأموال اللي بتسعى لتدمير حياتهم وتقسيم مجتمعهم وتفتيت بلادهم، ومفيش أي مشكلة تعيش قاتل خائن متآمر سفاك دماء سارق معتدي مزور وضيع بلا شرف ولا مبدأ، لكن أهم شيء بعد كل ده، تروح يوم الجمعة في "آيا صوفيا " تقرأ الفاتحة ترتيلا مع فواتح سورة البقرة، وتلبس العمامة البيضاء وتظهر الخشوع في صلاتك، وتقدم نفسك كراعي للمسلمين في العالم، وإمام الإسلام الأوحد".
 
وتابع الكاتب والباحث: "كل الحكاية أردوغان بيعيد تمثيل مشهد أجداده الخلفاء بس بشكل عملي".