كتبت - أماني موسى
قال وزير الخارجية الإثيوبي إن بلاده ستبدأ في التعبئةِ الأولية لخزانِ سد النهضة بعد أربعةِ أشهر من الآن، ولن تتمكن أي قوة من منعِ إكمالِ بناء السد ، على حد قوله، ضاربًا باتفاقات واشنطن عرض الحائط، ومخالفًا القوانين الدولية.

ما هي خيارات الحل في أزمة سد النهضة؟
تصريحات الوزير الإثيوبي جاءت تعليقًا على بيانِ وزارة الخزانة الأمريكية التي دعت أديس أبابا إلى عدم البدء فى ملء السد  بدون إبرام اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان، وأكد الجانب المصري حرصه على استكمال المفاوضات بما يخدم مصالح دول المصب جميعها، إلا أن أثيوبيا تغيبت عن حضور آخر هذه المفاوضات، وتعنتت وأعلنت استكمال الإنشاء والملء بما يخالف القانون الدولي، فما هي خيارات الحل في هذا الملف؟

من جانبه قال د. عمر بكري أبو حراز، خبير استراتيجي من الخرطوم، أن مشكلة بناء سد النهضة قديمة، وأظن أن تصريح رئيس الوزراء الأثيوبي في هذا الشأن لا يقصد بها التحدي بقدر ما يقصد أنهم بنوا أكثر من 70% من السد ومن ثم لن يستطيعوا التراجع، كما أن السد يبنى على أرضهم ولا يمكن لأحد أن يمنعهم.

وأضاف في لقاءه مع قناة روسيا اليوم، لا أتوقع أن يتم ملء وتشغيل السد خلال أشهر كما صرح رئيس الوزراء الأثيوبي.

وحول غياب أثيوبيا عن المفاوضات الأخيرة في واشنطن ورفض التوقيع على ما تم التوصل إليه، قال أن الأمر مسألة داخلية تتعلق بانتخابات أثيوبيا، وليس لعرقلة الاتفاق.

حصة مصر من المياه
وشدد بأن أثيوبيا لم تخالف القوانين الدولية ببناءها لسد النهضة، فالسد لتوليد الكهرباء ولن ينقص متر واحد من حصة المياه لمصر والسودان وفق اتفاقية 1954 والتي تنص على منح كلاً من مصر والسودان 84 مليار متر مكعب عند أسوان، منها 10 مليار متر مكعب قابل للتبخر، ولذا أكدت أثيوبيا أنها لن تمس أي دولة من دول المصب، وهذا السد لتوليد الكهرباء.

لهذا السبب تغيبت أُثيوبيا عن حضور الاتفاق الأخير بواشنطن
ورد أشرف أبو الهول، مدير تحرير الأهرام ورئيس القسم السياسي، أن تغيب أثيوبيا عن حضور الاتفاق الأخير والتوقيع ربما كان لأسباب داخلية، ونستطيع أن نفسر هذه الأسباب، فهناك الآن صراع سياسي شديد جدًا في أثيوبيا بين مكونات الائتلاف الحاكم، بالإضافة إلى الانتخابات البرلمانية في أغسطس المقبل، ووجود معارضة شديدة من بعض قوى الائتلاف الحاكم لسياسات رئيس الوزراء أبي أحمد.

الجيش الأثيوبي يعارض وقف ملء السد
وتابع، هناك معارضة من الجيش الأثيوبي لأي وقف لعملية ملء السد، لأنه الذي تولى منذ البداية عملية بناء السد، بالإضافة إلى التطورات الدراماتيكية التي تشهدها الساحة الأثيوبية مثال انتحار المهندس المسؤول الذي كان يدير المشروع قبل توجهه للذهاب لمؤتمر صحفي ليكشف فساد بالمشروع، ثم إبعاد الشركة التي تولت بناء السد والتابعة للجيش، فهناك ضغوط داخلية على أبي أحمد منعته من الحضور.

واستطرد أبو الهول، أن أثيوبيا تحدثت بوضوح عن تخفيض حصة مصر من المياه وهذا ما سيحدث عند ملء وتشغيل السد، وفترة المفاوضات طالت لسنوات بشكل غير مبرر، ربما لبناء المزيد من الإنشاءات الخاصة بالسد، وأفضل فترات المفاوضات وأقصرها حين تدخل الجانب الأمريكي، وأوضح البنك الدولي من خلال تقييماته الفنية أن هناك أشياء ناقصة بشأن فنيات السد وعناصر الأمان بتشغيله وتأثيره على البيئة وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية على دول المصب، وهذه الأشياء التي تحدثت عنه مصر منذ بداية المفاوضات.

مصر تملك رباطة الجأش لإدارة الأزمة بشكل سلمي
وعن خيارات مصر بعد التعنت الأثيوبي، قال أبو الهول، أعتقد أن مصر لازالت تملك رباطة الجأش والهدوء واتصال الرئيس الأمريكي مع الرئيس السيسي كان مطمئنًا وأن الولايات المتحدة ستعمل على إتمام هذا الاتفاق بشكل سلمي ويحفظ مصالح الثلاث دول، وبيان مصر الأخير أعلنت فيه اتصال الرئيس الأمريكي وتوجهت بالشكر للجانب الأمريكي على ما يقوم به في هذا الشأن.

الإعلان عن ملء السد موجهة للداخل الأثيوبي
وأضاف بأن رد الفعل المصري والأمريكي على التحدي الأثيوبي ربما يجعلها تتراجع أو تبطأ، ومسألة الإعلان عن بدء ملء السد في الشهور المقبلة هي رسالة موجهة للداخل الأثيوبي وليس للخارج، ولكن هناك مشكلات في عملية الملء الآن، مشكلات فنية واقتصادية أيضًا.