سليمان شفيق
محاولة تركية قطرية اخوانية  لشق الصف الاسلامي
تميم وهنية ثنائي الانقسام الاسلامي يتقدمان المؤتمر .

في غياب السعودية وباكستان ، بدا أمس الاربعاء زعماء وممثلون لعدد من الدول الإسلامية تتقدمهم تركيا وإيران قمة في العاصمة الماليزية ، وتبحث أبرز القضايا التي تهم العالم الإسلامي وأبرزها نزاع كشمير والأويغور والروهينغا، وقررت السعودية عدم المشاركة في القمة مشيرة إلى أن بحث تلك القضايا يجب أن يتم عبر منظمة التعاون الإسلامي.

ويغيب عن القمة أبرز الزعماء المسلمين في العالم وهما رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد خلال القمة التي تستمر أربعة أيام .

وعقدت القمة بحضور امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بمشاركة تركيا وماليزيا وقطر ، علاوة على وفد من حركة "حماس" بمشاركة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية.

 وأعلنت السعودية أن سبب قرارها عدم الحضور هو أن القمة ليست الساحة المناسبة لطرح القضايا التي تهم مسلمي العالم البالغ عددهم 1.75 مليار نسمة. لكن بعض المحللين يعتقدون أن المملكة تخشى العزلة الدبلوماسية في القمة من خصومها في المنطقة إيران وقطر وتركيا، وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن اتصالا هاتفيا جرى بين مهاتير والعاهل السعودي الملك سلمان الثلاثاء، أكد الملك خلاله أن تلك القضايا يجب أن تناقش عبر منظمة التعاون الإسلامي، وقال مصدر سعودي إن المملكة تلقت دعوة للحضور لكنها لن تحضر إلا إذا عقدت القمة تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي. وأضاف المصدر "يشعرون بقلق شديد حيال الأمر". ولم يستجب مركز التواصل الحكومي السعودي إلى طلب للتعليق.

ويلقي غياب السعودية الضوء على الانقسامات التي يعاني منها العالم الإسلامي. وقال جيمس دورسي، كبير الباحثين في كلية سانت راغاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة "المسألة أن لديك كتلتين... لديك:" تكتل سعودي إماراتي وتكتل تركي قطري وبينهما باكستان التي تحاول إرضاء الطرفين."

واتخذ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي كان من المحركين الأساسيين لعقد القمة مع مهاتير وأردوغان، قرارا في اللحظة الأخيرة بعدم الحضور. وقال مسؤولون باكستانيون إن خان انسحب تحت ضغوط من السعودية الحليف المقرب لبلاده.

تعرضت القمة الإسلامية المصغرة التي تنطلق أعمالها في كوالالمبور الماليزية، اليوم الأربعاء، لانتقادات من قبل مسؤولين رفيعي المستوى في السعودية والإمارات والبحرين.

ونشر المسؤولون على حساباتهم في "تويتر" تغريدات تحت هشتاغ "قمة الضرار" تحدثوا فيها عن فشل الاجتماع بسبب غياب السعودية عنه".

وأشار وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي" تويتر"، إلى "تأكيد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على أهمية العمل المشترك ضمن إطار منظمة التعاون الإسلامي، بعكس من حاول السيطرة عليها وحين فشل يحاول تدميرها وشق صفها الآن".

وتابع متسائلا: "أي قمة حضورها هو الأهم لمصلحة شعوبنا؟ قمة مجلس التعاون في الرياض أم قمة مصغرة في أقصى الأرض"؟

خادم الحرمين الشريفين يؤكد على أهمية العمل الإسلامي المشترك من خلال منظمة التعاون الإسلامي . هكذا هو العهد و هكذا الالتزام به . بعكس من حاول السيطرة عليها و حين فشل يحاول تدميرها و شق صفها الان .

بدوره، غرّد الأمير السعودي، سطام بن خالد آل سعود، بأنه في قمة كوالالمبور "تبددت أحلام الصغار"، مشددا على أن أي قمة لا تتصدرها المملكة السعودية "تفشل قبل أن تبدأ".

ولفت الأمير السعودي إلى اعتذار رئيس وزراء باكستان عمران خان والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو عن المشاركة في هذه القمة التي قال إنها "فشل معها المخطط القطري والتركي لمحاولة التقليل من دور السعودية التي تعتبر الداعم للقضايا الإسلامية".

من جانبه، قال نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، عبر "تويتر"، إنه أبدى قبيل الإعلان عن قمة ماليزيا قناعته بأن "قمة إسلامية بدون المملكة (السعودية) بلا قمة"، مضيفا أن "الاعتذارات المتوالية" أكدت صحة هذا الموقف.

ويكتب د ايمن الرقيب في موقع "الكوفية" :
(إن القمة التي تضم ماليزيا وتركيا وأندونيسيا وقطر، لم يدعى إليها إيران بعد أن كان يتردد اسمها من الدول المشاركة قد يعود لتحسين الدول من مشاركة إيران في الوقت الحالي وقد تلتحق بالقمة في لقاءات قادمة او ان تكون هذه القمة المحور السني لذلك لم يتمكن دعوة إيران.

المريب في هذه القمة ان الدول الاربعة  التي ستجتمع في ماليزيا تمثل أحد تيارات الإسلام السياسي المهيمن عليه من قبل جماعة الإخوان المسلمين ، خاصة أن تركيا وقطر تعتبر الراعي الحصري لتنظيم الإخوان المسلمين في العالم و هاتان الدولتان اعلنتا عدائهما للكثير من الدول العربية .

صحيح أن مكتب مهاتير محمد نفى ان هذه القمة ستسعى لتكون بديلا لمنظمة التعاون الإسلاميا ولكن الآلية التي تم بها اختيار الدول الخمس ( قبل اعتذار باكستان )  دون غيرها من دول العالم الإسلامي تثير الريبة) .

ويعتقد د ايمن الرقيب (أن هذه القمة تهدف الى زيادة التفكيك في العالم الإسلامي وليس وحدة شمله و قد تكون تفكيك منظمة التعاون الإسلامي رغم أنها مؤسسة لا تأثير حقيقي لها هي الهدف الأول لهذه القمة، وهذه القمة فرصة لتركيا لإكمال مشروعها التخريبي في المنطقة العربية واكتمالا لمشروع اردوغان بإقامة خلافة اسلامية بقيادته ، وبكل تأكيد فإن قطر تجد ظالتها في هذا التخريب الممنهج للمنطقة .)

  وفي المحصلة يتوقع د الرقيب: (أن تكون قمة ماليزيا هي عبارة عن تشكيل تكتل إسلامي جديد مناهض للدول العربية المحورية مثل المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية ومحاولة لإيجاد مرجعية دينية جديدة بعيدا عن مكة والأزهر الشريف قد تكون اسطنبول عودة للدور العثماني في المنطقة ، كما قد يكون لهذه القمة فرصة لتبيض تركيا صفحتها وتبرر جرائمها في سوريا وليبيا .

ويؤكد د الرقيب (ان الخطورة في هذه القمة ما تحمله من رسائل من أهمها  بأن العرب لم يعودوا القوة الرئيسية في العالم الإسلامي ، رغم دعوة قطر والذي لا يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة ، وأن هناك قوة أخرى غير عربية يمكنها قيادة العالم الإسلامي وقادرة على البدء في بعث النهضة الإسلامية مجددا، وتلك الدول هي تركيا وأندونيسيا وماليزيا وقطر، وتعداد تلك الدول يقارب نصف مليار نسمة.

والغريب في هذه القمة بالنسبة لي هو دعوة حركة حماس للمشاركة في اعمل القمة والتي ستستمر لعدة أيام مما يجيب على تساؤلي ان هذه هي قمة جماعة الإخوان المسلمين بعباءة دولية ، والوضع في المنطقة العربية والإسلامية لن يعود كما كان عليه قبل هذه القمة وعلى العالم العربي والإسلامي الاستعداد لما هو أسو) انتهي كلام د ايمن الرقيب .

ولكن الذي لم ينتهي هو سعي تركيا وقطر والاخوان لشق الصف الاسلامي ومحاولة ابعاد السعودية .