الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. ملحمة السويس الخالدة
  • ٠٨:٠٠
  • الاربعاء , ٢٤ اكتوبر ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. ملحمة السويس الخالدة

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٤٣: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٤ اكتوبر ٢٠١٨

ملحمة السويس الخالدة
ملحمة السويس الخالدة

فى مثل هذا اليوم 24 اكتوبر 1973م..
يوم 24 أكتوبر 1973 لم تنم مدينة السويس الباسلة وظل جميع أبنائها ساهرين طوال الليل فى انتظار وصول الاعداء، وقد تنبه افراد المقاومة الى ظاهرة مهمة، وهى أن الطائرات

فى اثناء هجماتها الشرسة تتجنب اصابة الشوارع الرئيسية فى المدينة والتى تمثل امتداد المحاور الثلاثة التى اعتزم العدو التقدم عليها بمدرعاته وهي: «محور المثلث» وهو المدخل الغربى من ناحية الطريق الرئيسى القادم من القاهرة الى السويس، وامتداده هو شارع الجيش الى ميدان الاربعين، و»محور الجناين» وهو المدخل الرئيسية من ناحية طريق القناة القادم من الاسماعيلية، ويمر وسط مساحات شاسعة من حدائق الفاكهة ويعبر على الكوبرى الذى فوق الهويس ويتجه جنوبا الى شارع مصطفى كامل ومنه الى ميدان الاربعين، و«محور الزيتية» وهو المدخل الجنوبى من ناحية طريق الأدبية وعتاقة، ويمتد بحذاء خليج السويس حتى الطريق المؤدى الى بورتوفيق.

وجاءت أول طلائع الغزاة عندما قامت كتيبة إسرائيلية مدرعة من لواء العقيد «آرييه» بالتقدم على محور الجناين فى الشمال فى حوالى الساعة التاسعة والنصف صباح يوم 24 أكتوبر، وعندما حاولت سرية المقدمة عبور الكوبرى الذى فوق الهويس للوصول الى شارع مصطفى كامل، تصدى لها كمين قوى من رجال القوات المسلحة وأطلق صواريخه المضادة للدبابات فأصيبت الدبابة الأولى وتعطلت فوق الكوبرى الضيق مما أدى الى استدارة باقى الدبابات الى الخلف حيث تجمعت فى منطقة جبلاية هاشم شمال غرب الهويس، ولم تقم هذه الكتيبة بأى محاولات أخرى للتقدم من هذا المحور.

وفى حوالى الساعة العاشرة صباحا، قامت كتيبة مدرعة من لواء العقيد جابى بالتحرك من منطقة الزيتية، واجتازت ببطء الطريق المحاذى للخليج حتى وصلت الى منطقة المحافظة دون أن يتعرض لها أحد، وانتشرت فى عدة مجموعات ما بين قصر الثقافة وغرفة عمليات المحافظة وميدان الخضر وفندق بلير، وسيطرت الدبابات من امكنتها على شارع الكورنيش وشارع سعد زغلول ووقفت دبابة على ناصية فندق بلير انتظارا لرتل الدبابات الذى سيتقدم على محور المثلث ويخترق بعد ذلك طريق الجيش.

وفى الساعة العاشرة والدقيقة الخمسين صباحا، وبعد النجاح الذى حققته الكتيبة المدرعة التى سيطرت على منطقة المحافظة دون أى مقاومة بقيادة المقدم يوسى فى عربات مدرعة نصف جنزير فى ثلاث موجات كل موجة كانت تتكون من 8 دبابات وكل دبابة منها تتبعها عربة مدرعة، وكانت هذه القوة هى التى اختيرت لتكون المجهود الرئيسى للهجوم على السويس. وعبرت القوة المدرعة منطقة المثلث، وأخذت تجتاز طريق الجيش فى ثبات وتؤدة، وقد بلغت ثقة الاسرائيليين بعدم تجرؤ أحد من أهل المدينة على مقاومتهم الى الحد الذى جعل قادة الدبابات يقفون جميعا ليطلوا من أبراج دباباتهم المفتوحة للفرجة على الشوارع التى يمرون من خلالها. ووصلت الموجة الأولى الى ميدان الاربعين دون أن تصطدم بأى مقاومة. وأطلق محمود عواد من طاقم الكمين الأول من منظمة سيناء قذيفتين من قاذفه الصاروخى آر بى جى على الدبابة الأولى فأصابتها القذيفة الأولى باصابة سطحية، بينما طاشت القذيفة الثانية. وأسرع الكمين الثانى الذى كان يتكون طاقمة من أفراد منظمة سيناء أيضا ليأخذ موقعه عند سينما رويال، وأمسك البطل ابراهيم سليمان بالقاذف آر بى جى 7، وجلس القرفصاء بجوار المخبأ الذى كان يقع بين سينما رويال وسينما مصر، وطلب من زميله محمد سرحان أن يعد له القذيفة. وعندما أصبحت الدبابة الأولى التى تتقدم الرتل على بعد حوالى 12 مترا من موقعه صوب ابراهيم سليمان القاذف بدقة نحوها وضغط على الزناد لتنطلق القذيفة وتستقر أسفل برج الدبابة التى اختل توازنها وتوقفت ومالت ماسورة مدفعها على الارض.

وانتقل ابراهيم سليمان الذى كاد يطير فرحا الى الجانب الآخر من المخبأ ليطلق القذيفة الثانية على العربة التى كانت تتبع الدبابة والتى كان يستقلها أفراد المظليين فاشتعلت فيها النار. وكانت هذه اللحظات القصيرة هى نقطة التحول فى المعركة. ففى الوقت الذى توقفت فيه مدرعات الموجة الأولى أمام قسم شرطة الأربعين بتأثير المفاجأة، خرجت آلاف حاشدة من الجنود والمواطنين الى الميدان والشوارع المحيطة بقسم الشرطة، وهم يهتفون فى حماسة «الله أكبر .. الله أكبر». وأخذوا فى اطلاق نيران بنادقهم ورشاشاتهم على أطقم الدبابات، بينما ألقى البعض بقنابله اليدوية داخل أبراج الدبابات التى أخذت تنفجر ويشتعل بعضها بالنار حتى تحولت المنطقة الى قطعة من الجحيم.

ولم يلبث الاسرائيليون أن قفزوا من الدبابات والعربات المدرعة، وهم فى حالة عارمة من الذعر والارتباك، وأسرعوا فى مجموعات يحتمون ببعض المبانى المجاورة لقسم الشرطة. وحاول بعضهم الدخول الى سينما رويال ولكنهم ضربوا عند مدخل السينما، ونجحت مجموعة اسرائيلية تتكون من 25 فردا فى دخول قسم شرطة الأربعين، واستطاعوا بنيران رشاشاتهم السيطرة على القسم الذى كان يتكون من طابقين وتحيطه سواتر عالية مبنية بالطوب الأحمر، وكان فى داخله عدد من ضباط الشرطة والجنود. وتمكن خمسة جنود اسرائيليين من الصعود الى أسطح بعض العمارات وأخذوا فى اطلاق نيران رشاشاتهم على المواطنين.

وعندما أبصرت دبابات الموجتين الثانية والثالثة ما لحق بمدرعات الموجة الأولى من فتك وتدمير، حاولت الاستدارة الى الخلف فى ارتباك شديد للعودة الى منطقة المثلث. ونظرا لضيق الشارع اصطدمت بعضها بالبعض وحطم بعضها سور السكك الحديدية الممتد بحذاء الشارع. وكانت أربع دبابات قد تسللت خلف مسجد سيدى الأربعين من ناحية المثلث، فتصدى لها كمين من الفرقة 19 مشاة بقيادة المقدم حسام عمارة كان مرابطا على شريط السكة الحديد وأطلق عليها صواريخه وأجبرها على العودة.

وأثناء عودة دبابات الموجتين الثانية والثالثة عبر طريق الجيش للخروج من المدينة، خرجت حشود ضخمة من الجنود والمواطنين من البيوت المهدمة على طول الشارع، وأخذوا يطلقون نيران بنادقهم ورشاشاتهم ويقذفون الدبابات بالقنابل اليدوية وزجاجات المولوتوف الحارقة وهى تفر أمامهم كالفئران المذعورة.

وقد اعترف الجنرال جيرزوج – رئيس دولة اسرائيل الاسبق – فى كتابة حرب التكفير أن الكتيبة المدرعة التى دخلت السويس من ناحية المثلث وكان عدد دباباتها 24 دبابة قد قتل أو جرح عشرون قائد دبابة

الأرادة قبل السلاح ...
جموع الشعب قاومت العدو الذي زودته الدول الغربية وخاصة اميركا بكافة انواع الاسلحة المتقدمة ووفرت له الحماية والدعم اينما سار وتحرك , هو دليل ان قوة الأيمان والشعور الوطني لا يمكن ان يقهرها الحديد .. عاش شعب مصر العظيم ..!!