الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم.....باغتيال البرت اتراكشى المسؤول بالسفارة الاسرائيلية باالقاهرة
  • ٠٢:٣٥
  • الأحد , ٢٠ اغسطس ٢٠١٧
English version

في مثل هذا اليوم.....باغتيال البرت اتراكشى المسؤول بالسفارة الاسرائيلية باالقاهرة

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٠: ١٠ ص +02:00 EET

الأحد ٢٠ اغسطس ٢٠١٧

البرت اتراكشى
البرت اتراكشى

 فى مثل هذا اليوم 20 اغسطس 1985..

تنظيم "ثورة مصر"..تنفذ عمليتها الثانية


سامح جميل
ماهى تلك المنظمة؟وهل هى تابعة لدولة عربيةترفض اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل ؟؟..
 
هل هى تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ؟؟..او اى كيان فلسطينى آخر؟؟..
 
المنظمة المقصوده هى "ثورة مصر"..والاسئلة فرضت نفسها بقوة فى الدوائر السياسية والامنية والشعبية فى مصر..كما شغلت فى نفس الوقت اطراف دولية معينة فى مقدمتها اسرائيل وامريكا ..واهتم بالموضوع ايضا الاطراف العربية التى ترفض السلام مع اسرائيل فى مقدمتها سوريا والعراق والجزائر وليبيا ..ومنظمة التحرير..الفلسطسنية..
 
جاء الاعلان عن منظمة ثورة مصر فى بيان بعد تنفيذ عمليتها الاولى اطلاق النيران على مستشار السفارة الاسرائيلية بالقاهرة "زيفى كيدار"..يونيو 1985الذى اصيب برصاصة فى يده ..وفى البيان تاكد الجميع من ان هناك جماعة قررت استخدام القوة والعنف المسلح ضد تواجد العناصر الصهيونية فى مصر تعبيرا عن رفض السلام مع اسرائيل ..وجاء ذلك فى وقت كانت المقاومة الشعبية للتطبيع فى زروتها"..
 
وفى مثل هذا اليوم 20 اغسطس 1985 ..عادت كل الاسئلة بعملية اكبر من الاولى باطلاق النار على "البرت تراكشى"..المسؤول بالسفارة الاسرائيلية فى القاهرة زوجته وسكرتيريته الخاصة وكان الحادث فى المعادى بالقرب من منزل السفير الاسرائيلى ..واصدرت المنظمة بيانا اعلنت فيه اغتيال اتراكشى وارساله للجحيم..
 
وفيما كانت السرية تضرب بنفسها بقوة حول حقيقة "ثورة مصر كانت اسرائيل بصحفها تقول حسب كتاب "ثورة مصر "..للكاتب الصحفى عادل الجورجى "ان اختيار اتراكشى لم يكن صدفة وان المهاجمين كانوا يلمون مع من يتعاملون"..واتراكشى يهودى عراقى وصل اسرائيل 1972 بعد ان نفذت الحكومة العراقية حكم الاعدام فى والده لثبوت تجسسه لصالح اسرائيل ..وانضم اتراكشى للجيش الاسرائيلى 1973 والتحق بجهاز الاستخبارات العسكرية (امان )..ولعب دورا اساسيا فى التسلل للبنان وجمع المعلومات عن القيادات والمواقع الفلسطينية واللبنانية ..واشترك بنفسه فىعمليات تعذيب اسرى فلسطينيين وفقأ اعين بعض المناضلين الفلسطينيين ..
 
وحافظت المنظمة على سريتهها حتى تم الكشف عنها بعد اربع عمليات لها واخرها ضد مسؤول بالسفارة الامريكية بالقاهرة ..وتبين ان محمود نور الدين قائدها وهو ضابط سابق فى المخابرات المصرية وجاء اسم المهندس خالد عبد الناصر..كمؤسس لها وضمت عناصر اخرى بعضهم فى الجيش واخرون تركوا الخدمة والكشف عنها جاء بخيانة احد اعضائها وهو احمد عصام ..وهو شقيق محمود نور الدين ..وحول عملية الاغتيال اتراكشى نفذها اربعة هم محمود نور الدين وحمادة شرف وسامى عبد الفتاح "فيشة"..ونظمى شاهين..
 
كما هو الحال مع أغلب التنظيمات الثورية لم يتم اختراق "ثورة مصر" من خارجه بل من داخله، وجاءت الخيانة من أقرب الناس لنور الدين، وهو شقيقه "أحمد عصام" الذي لجأ إلى السفارة الأمريكية في القاهرة، عارضًا عليها كافة معلوماته عن التنظيم وأعضائه مقابل حصوله على الجنسية الأمريكية ومبلغ نصف مليون دولار، ورغم ذلك فلم يحصل "أحمد عصام " على ثمن خيانته المرجوة بل قامت السفارة بتسليمه إلى الأمن المصري مع بقية أعضاء التنظيم الذين تم إلقاء القبض عليهم في أواخر عام 1987...
 
ولكن من هو محمود نور الدين ؟؟
محمود نور الدين ضابط مخابرات مصري سابق، مؤسس وقائد تنظيم ثورة مصر الذي مثل أعنف رد فعل شعبي مصري على اتفاقيات السلام وسياسات التطبيع مع إسرائيل..
 
ولد محمود نور الدين في محافظة الإسكندرية في 26 يناير 1940م وبعد حصوله على الثانوية العامة سافر إلى لندن عام 1964 والتحق بالعمل بإدارة التمثيل التجاري ثم المكتب التجاري التابع للسفارة المصرية في لندن وأتاح له وجوده في لندن استكمال دراسته بجامعة لندن حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد ثم تم إلحاقه بمكتب المخابرات العامة بالسفارة المصرية وكان عمله مختصا بمتابعة النشاط الصهيوني في بريطانيا وأدى نور الدين لبلاده خدمات جليلة في هذا المجال خاصة خلال حرب عام 1973، واستمر نور الدين في عمله بكفاءة حتى جاءت زيارة الرئيس السادات للقدس عام 1977م والتي شكلت صدمة لنور الدين دفعته إلى تقديم استقالته من جهاز المخابرات المصرية وانصبت جهوده بعد ذلك على تأسيس مجلة في لندن مناهضة لسياسات السادات حملت اسم "23 يوليو" بالاشتراك مع الكاتبين محمود السعدني وفهمي حسين وفنان الكاريكاتير صلاح الليثي وعاصم حنفي وآخرين وبتمويل غير معلن من حاكم الشارقة الحالي ولكن المجلة سرعان ما توقف إصدارها لأسباب مادية.
 
ي عام 1983م عاد نور الدين إلى مصر وقد اختمرت في ذهنه فكرة العمل المسلح كطريقة لمواجهة الوجود الإسرائيلي على أرض مصر وكان هدف نور الدين الرئيسي هو مواجهة رجال الموساد ممن يتخفون تحت غطاء دبلوماسي، ومع مجي العام 1984 كان التنظيم المسلح الذي خطط له نور الدين قد بدأ في التشكل وحمل اسم "ثورة مصر" وضم مزيجا فريدا من المدنيين والعسكريين ووضع نور الدين أهداف التنظيم واضحة أمام بقية الأعضاء: تصفيه الكوادر الجواسيس العاملين تحت غطاء السلك الدبلوماسي، لكن بصورة غير رسميه حتى لا تقع مصر في أزمات دبلوماسيه أو ما شابه، ورفض نور الدين رفضا قاطعا اغتيال أي مصري أيا كان موقفه السياسي وكان يردد دائما أن "صدور الصهاينة أولى بكل رصاصة"..
جاءت أول عمليات التنظيم في يونيو عام 1985 حين تمكن أعضاؤه من اغتيال زيفي كيدار مسئول الأمن في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وفي20 أغسطس من نفس العام وجهت "ثورة مصر" ضربتها الثانية للموساد الإسرائيلي حين قام أعضاؤها باغتيال ألبرت اتراكشي المسئول السابق للموساد في إنجلترا والذي كان يعمل بالسفارة الإسرائيلية في مصر والذي وصفه محمود نور الدين في حوار صحفي فيما بعد بأنه كان "يتلذذ بفقء أعين الأسرى المصريين".
 
جاءت العملية الثالثة احتجاجا على مشاركة إسرائيل في معرض القاهرة التجاري الدولي فقامت ثورة مصر بهجوم على سيارة إسرائيلية تضم المشاركين في جناح إسرائيل بالمعرض في عام 1986، وشهدت العملية الرابعة توسعا لضربات التنظيم حيث قرر نور الدين استهداف رجال المخابرات الأمريكية في القاهرة وتحقق ذلك في هجوم شنه أعضاء التنظيم على 3 عاملين بالسفارة الأمريكية بالقاهرة في مايو 1987، مما جعل التنظيم ملاحقا من الأمن المصري والموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية (سي.أي.ايه) على حد سواء.جاءت الخيانة من أقرب الناس لنور الدين وهو شقيقه "أحمد عصام" الذي لجأ إلى السفارة الأمريكية في القاهرة عارضا عليها كافة معلوماته عن التنظيم وأعضاؤه مقابل حصوله على الجنسية الأمريكية ومبلغ نصف مليون دولار ورغم ذلك فلم يحصل "أحمد عصام " على ثمن خيانته المرجو بل قامت السفارة بتسليمه إلى الأمن المصري مع بقية أعضاء التنظيم الذين تم إلقاء القبض عليهم في أواخر عام 1987.
 
في 16 سبتمبر 1998 تم تشييع جنازة محمود نور الدين الذي لقي ربه في ليمان طره بعد أن قضى 11 عاما في السجون المصرية، ورغم التواجد الأمني المكثف في الجنازة إلا أن ذلك لم يحل دون مشاركة شعبية واسعة قام المشاركون خلالها بإحراق العلم الإسرائيلي والهتاف ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
 
تجدر هنا الإشارة هنا إلى أن الأعمال المسلحة ضد الإسرائيليين لم تتوقف بتوقف تنظيم ثورة مصر، فقد شهد العام 1990 قيام الجندي المصري أيمن حسن بتنفيذ عملية عسكرية علي الحدود المصرية الفلسطينية المحتلة ردا على إساءة جنود إسرائليين وإهانة العلم المصري وقيام الإسرائليين بمذبحة المسجد الأقصى الأولى أدت إلى قتل 21 ضابط وجندي إسرائيلي وإصابة 27 آخرين...!!