الأقباط متحدون - هل سنطبق على محمد عبده والغزالى قانون الكراهية؟!
  • ١٦:٣٢
  • الخميس , ٢٩ يونيو ٢٠١٧
English version

هل سنطبق على محمد عبده والغزالى قانون الكراهية؟!

مقالات مختارة | خالد منتصر

١٨: ١٢ م +02:00 EET

الخميس ٢٩ يونيو ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

 فى تصريح للمستشار القانونى لشيخ الأزهر لجريدة «اليوم السابع» قال إن وراء إصدار قانون الكراهية الذى تقدم به الأزهر إلى الرئيس السيسى محاربة الأفكار الشاذة، وفى مقدمة وديباجة القانون كتب أن المقصد هو محاربة التفسيرات المنحرفة والتأويلات المغرضة.. الخ، بهذا الكلام الفضفاض الـ «أول سايز» القابل لأى تفسير والمفتقد لأى صياغة قانونية دقيقة تم عرض هذا القانون الذى لو تم تطبيقه لعدنا إلى عصر الكهف ومحاكم التفتيش وخطايا وفاشية الدولة الدينية، فالمعيار مع الشيوخ والترمومتر مع هيئة كبار العلماء والرادار حكر على رجال الدين، والاجتهاد حسب المزاج وطبقاً للاستظراف والقرب والحظوة، حتى الشيخ المجتهد لكنه ليس على المزاج أو خارج دائرة الشلة فهو مطرود من جنة توزيع صكوك الغفران ومن الممكن جداً تطبيق قانون الكراهية عليه.

 
وقت أن كتب الشيخ محمد عبده أفكاره وأعلن فتاواه اتُهم وقتها بأنه يعرض أفكاراً شاذة وتأويلات مغرضة وتفاسير منحرفة، ووقت أن كتب الشيخ محمد الغزالى كتابه الشهير عن السُنّة انقلبت الدنيا فى السعودية ومصر وتم الرد عليه بأكثر من 14 كتاباً؛ كلها تتهمه بالتفسير المغرض والفكر الشاذ والتأويل المنحرف الفاسد، بل كفّروه!!، السؤال: هل سيطبق الأزهر قانون الكراهية المزعوم -المفصّل خصيصاً للحصول على مكاسب لهم- على الشيخ محمد عبده والشيخ الغزالى وسعد هلالى وغيرهم من أصحاب الأفكار التى قيل عنها شاذة والتى من الممكن بتركيبة مختلفة من المشايخ الذين يحتكرون التقييم أن يصفوها بـ «الشاذة» مرة أخرى، وهذه بعض الأفكار الشاذة المغرضة المنحرفة لإنعاش الذاكرة:
 
أولاً: رفض الشيخ الغزالى حديث فقء سيدنا موسى عين ملك الموت، كتب فى كتابه «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث»، الذى هوجم عليه أقسى هجوم وأُلِّف ضده 14 كتاباً، قال الشيخ الجليل: «إن الحديث صحيح السند، لكن متنه يثير الريبة، إذ يفيد بأن موسى يكره الموت، ولا يحب لقاء الله بعد ما انتهى أجله، وهذا المعنى مرفوض.. ثم هل الملائكة تعرض لهم العاهات التى تعرض للبشر من عمى أو عور؟!!.. لما رجعت إلى الحديث فى أحد مصادره ساءنى أن الشارح جعل رد الحديث إلحاداً!»، ويستنكر «الغزالى» أى دفاع عن الحديث ويقول: «إنه دفاع تافه لا يساغ، ومن وصم منكر الحديث بالإلحاد فهو يستطيل فى أعراض المسلمين، والحق أن فى متنه علة قادحة تنزل به عن مرتبة الصحة»، انتهى نقد الشيخ الغزالى للحديث الموجود فى الصحيح، فهل هو ملحد ومزدرٍ كونه رفض هذا الحديث؟! وهل ستطلقون عليه قانون الكراهية؟.
 
ثانياً: رفض الشيخ الإمام محمد عبده حديث سحر الرسول، وقال: «لا يخفى أن تأثير السحر فى نفسه يصل به الأمر إلى أن يظن أنه يفعل شيئاً، وهو لا يفعله، ليس من قبيل تأثير الأمراض فى الأبدان، ولا من قبيل عروض السهو والنسيان فى بعض الأمور العادية، بل هو ماس بالعقل، آخذ بالروح، وهو مما يصدق قول المشركين فيه {إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا} وليس المسحور عندهم إلا من خولط فى عقله، وخُيّل له أن شيئاً يقع وهو ما لا يقع، فيُخيل إليه أنه يوحَى إليه ولا يوحَى إليه»، ثم يواصل الإمام محمد عبده وجهة نظره قائلاً: «وأما الحديث فعلى فرض صحته هو آحاد، والآحاد لا يؤخذ بها فى باب العقائد، وعصمة النبى من تأثير السحر فى عقله، عقيدة من العقائد، لا يؤخذ فيها بالظن المظنون»، هل تعرفون حكم الشيخ محمد عبده الرافض لحديث السحر عند الشيخ «ابن باز» حسب الفتوى رقم 6280 (راجع موقع نداء الإيمان)، هذا هو حكم الشيخ «ابن باز» عندما سُئل عن منكرى حديث السحر: «يجب اعتزالهم وعدم مخالطتهم؛ اتقاءً لشرهم، إلا إذا كان الاتصال بهم من أجل النصح لهم وإرشادهم، أما الصلاة وراءهم فحكمها حكم الصلاة وراء الفاسق، والأحوط: عدم الصلاة خلفهم؛ لأن بعض أهل العلم كفّرهم»، يعنى: الشيخ محمد عبده كافر ولا يصلَّى وراءه من وجهة نظركم وعلينا أن نسجنه طبقاً لقانون الكراهية ونشر الأفكار الشاذة!!
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع