الأقباط متحدون - فى مثل ها اليوم 16 فبراير 1828..
أخر تحديث ٠٩:٤٥ | الثلاثاء ١٦ فبراير ٢٠١٦ | ٨أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٤٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

فى مثل ها اليوم 16 فبراير 1828..

جون هنري
جون هنري
كتب : سامح جميل
ميلاد هنرى دونان السويسرى مؤسس الصليب الاحمر..
جون هنري دونان المعروف بأنه أبو الصليب الأحمر و الهلال الأحمر ولد في 16 فبراير 1828 في جنيف بسويسرا كان و الده رجل أعمال ناجحاً و مواطناً ذا مكانة بارزة و ثروة واسعة و كانت أمه سيدة رقيقة و تقية ، و هي التي كانت مسؤولة أكثر من أي شخص أخر عن تربية ابنها البكر في سنوات عمره الاولى و كان لتأثيرها دور كبير في تشكيل طباعه ..
و عندما شب دونان كان يحظى بكل المزايا التي أسبغها عليه وضع أسرته الاجتماعي و الاقتصادي و في الوقت نفسه اختبر دونان الآداب المعتادة لأبناء المواطنين السويسريين المسؤولين ، و أثر في نموه و تطوره كذلك جو جنيف الكالفينية ، و تكونت لديه مبكراً قناعات دينية عميقة و مبادئ أخلاقية عالية .
و في السنوات الأولى من نضوجه وجد منفذاً لطاقاته بانضمامه إلى مختلف الحركات أو مناصرة بعض القضايا و بالاشتراك في الأنشطة الخيرية و الدينية ، و أصبح عضواً في منظمة بجنيف عرفت باسم جمعية الصدقة ، كانت تعمل على تقديم العون الروحي و المادي للفقراء و المرضى و المتألمين ، و كان أيضاً يزور سجن المدينة بصورة منتظمة حيث كان يعمل للمساعدة في إصلاح الخارجين على القانون ..
و على الرغم من تكريس دونان نفسه لمثل هذا النوع من القضايا إلا أنه لم يقصر أنشطته عليها ، فقد شرع أيضاً في تأسيس مستقبل له في مجال الاعمال ، ففي عام 1849 تدرب في مؤسسة مصرفية في جنيف لتعلم العمال المصرفية و قد تقدم في هذا العمل لدرجة أنه عين في 1853 بصورة مؤقته كمدير عام لفرع الشركة في الجزائر يحمل إسم (( كولوني سويس دو ستيف )) و في وقت لاحق قطع دونان علاقاته مع الشركة و شرع في تنظيم مشروع لحسابه و كان يبدو أن هذا الشاب المفعم بالحيوية يتجه نحو مستقبل ناجح في مجال الأعمال و اكتساب ثروة طائلة..
و بينما كان دونان في رحلة تجارية في إيطاليا ، رمته الاقدار ليصل إلى كستليوني ديلا بيف في اليوم الرابع و العشرين من شهر حزيران 1958 الذي وقعت فيه معركة سولفرينو القريبة ، و عندما غصت المدينة بالمصابين و اتضح أن الخدمات الطبية العسكرية غير كافية كان من الطبيعي جداً أن يحاول دونان المساعدة في تخفيف آلام الجرحى و معاناتهم ، و قد أمكن تحقيق ذلك بما كان يتمتع به من سجية و تقاليد و تدريب ، و غيرت هذه التجربة مسار حياة دونان تماماً فمنذ ذلك الوقت أصبحت أنشطة دونان التجارية و اهتماماته الأخرى ثانوية إذ أنه سعى إلى إيجاد وسيلة يمكن بها منع تلك المعاناة بشكل ما أو على الأقل التخفيف منها في الحروب القادمة ..
و شكل نشر كتاب تذكار سولفرينو بداية لفترة قصيرة وصل فيها دونان إلى ذروة نجاحه ، فقد أيد أشخاص كثيرون اقتراحه بشأن تنظيم جمعيات من المتطوعين مدربين في جميع البلدان للمساعدة في رعاية المقاتلين الجرحى في وقت الحرب ، كما أثارت فكرته بشأن عقد معاهدة دولية بين الأمم لضمان تقديم رعاية إنسانية أفضل للجرحى اهتماماً كبيراً ، و تنقل دونان بين عواصم أوربية كثيرة و فتحت له جميع الأبواب و تمكن من التحدث مباشرة إلى أشخاص مؤثرين كثيرين ، و أنصت الملوك و عامة الناس على حد سواء باحترام إلى دونان و هو يشرح مقترحاته و إن كان بعض المستمعين إليه شكوا في جدوى ما كان ينادي به ، فإنهم مع ذلك استمعوا إليه باهتمام لقد كانت تجربة بهيجة لهذا الشاب الذي برز بدون سابق إنذار من العالم المغمور ليمس قلب أوربا و يحرك ضميرها..
و في السنتين 1863 و 1864 بلغ نجم دونان قمته و من ثم بدأ مباشرة في الهبوط لقد تسابق الناس إلى دعمه و تأييده ، و شكلت لجنة و عقدت مؤتمرات بيد أنه في الوقت الذي كان يتحول فيه الحلم الى حقيقة انزوى دونان الحالم تدريجياً عندما بدأ رجال عمليون بدرجة أكبر في تبني العمل و شهد عاما 1865 و 1866 مزيداً من الهبوط في مشاركته في الحركة التي ولدتها مقترحاته و كان حياء دونان أو خجله مسؤولاً إلى حد ما عن ذلك – فالشاب الذي كان بليغاً و مقنعاً بقلمه و في أحاديثه مع الناس لم يكن له سوى القليل الذي يقوله أو يقدمه في الاجتماعات و المؤتمرات..
و بقيت في انتظار دونان ذروة التكريم ففي عام 1901 منحته لجنة نوبل أول جائزة لها للسلام ، شاركه فيها فردريك باسي الفرنسي ، و لما كان دونان أضعف من أن يقوم بالرحلة الطويلة إلى كريستيانا لاستلام الجائزة و الوسام ، فإنهما أرسلا إليه في هايدن و جاءته من جنيف موطنه القديم رسالة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقول (( ليس هناك من يستحق هذا الشرف أكثر منك ، فأنت الذي أسست منذ أربعين سنة مضت ، المنظمة الدولية لإغاثة الجرحى في الميدان ، و بدونك ربما لم يكن من الممكن أن يتحقق ذلك الإنجاز الإنساني الأعظم ، الصليب الأحمر )و في يوم الأحد الموافق 30ديسمبر 1910 توفي جون هنري دونان في هايدن بين الجبال وفي وسط الناس حيث وجد هدوء البال ..!!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter