الأقباط متحدون - أعياد القيامة وشم النسيم ولحظة الرؤيا
أخر تحديث ١٣:٤٦ | السبت ١١ ابريل ٢٠١٥ | ٣برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أعياد القيامة وشم النسيم ولحظة الرؤيا

لطيف شاكر 
في فجر أول الأسبوع . وقبل أن تشرق الأشعة الأولي من أشعة شمس الصباح لتضيء بستان يوسف الرامي قام ربنا يسوع المسيح من بين الأموات . و ترك لنا السيد  قبرا فارغا لنعيش القيامة  المستمرة ,فقيامة السيد المسيح هي الإعلان المبارك الذي يؤكد أن شعبه سيقوم ثانية . فإن كنا نرقد في المسيح فأن الله سيقيمنا معه ثانية . وهذا ما قصده المسيح حين قال " لأني أنا حي . فأنتم ستحيون"|

لقد كان قبر المسيح موت و لكن حوله بستان من كل جهة.موت تحيط به الحياة و تشير لمن بداخله.الحياة و الموت يجتمعان في قبر المسيح 
وفي عيد شمّ النسيم  ويعني بستان الزروع  يلي قيامة السيد المسيح   وكلمة "شم النسيم"  هي كلمة قبطية (مصرية)،   بل تعني: "بستان الزروع".. و"شوم"  تعني "بستان"، و"نيسيم"` تعنى "الزروع"..  وحرف "إن" للربط بينهما 
 
Of مثل في الإنجليزية..
 
 فتصير الكلمة "شوم إن نسيم" بمعنى "بستان الزروع"..  وقد تطوَّر نطق الكلمة مع الزمن فصارت "شم النسيم" التي يظن الكثيرون أنها كلمة عربية، مع إنها في الأصل قبطية (مصرية)..
 
وبعد انتشار المسيحية في مصر حتى غطتها بالكامل في القرن الرابع، واجه المصريون مشكلة في الاحتفال بهذا العيد (شم النسيم)، إذ أنه كان يقع دائمًا داخل موسم الصوم الكبير المقدس  .
 
فكانت هناك صعوبة خلال فترة الصوم الاحتفال بعيد الربيع، بما فيه من انطلاق ومرح وأفراح ومأكولات..  لذلك رأى المصريون المسيحيون وقتها تأجيل الاحتفال بعيد الربيع (شم النسيم) إلى ما بعد فترة الصوم، واتفقوا على الاحتفال به في اليوم التالي لعيد القيامة المجيد، والذي يأتي دائمًا يوم أحد، فيكون عيد شم النسيم يوم الاثنين التالي له.
 
كان قدماء المصريين يحتفلون بعيد شم النسيم كما نحتفل به اليوم حيث يبدأ في الليلة الاولي او ليلة الرؤيا بالاحتفالات الدينية ثم يتحول مع شروق الشمس الي عيد شعبي تشترك فيه جميع  طبقات الشعب كما كان فرعون وكبار رجال الدولة والعظماء يشاركون الشعب في افراحه .
 
ويعتبر عيد شم النسيم بمثابة الخلق الجديد في الطبيعة فهو العيد الذي تبعث فيه الحياة ويتجدد النبات وتنشط الكائنات وتزدهر الخضرة وتتفتح الازهار مع نسمات الربيع الحاملة رسالة ميلاد الطبي
 
وقد نقل اليهود عن المصريين عيد شم النسيم واطلقوا عليه اسم عيد الفصح (العبور) تيمنا لخروجهم من مصر  او بدء حياتهم الجديدة .
 
وهكذا اتفق عيد الفصح العبري مع العيد المصري ثم انتقل عيد الفصح بعد ذلك الي المسيحية بعيورنا مع المسيح  الي ارض الموعد السمائي بدمه الكريم , ولما دخلت المسيحية مصر اصبح عيدهم  متوافقا مع عيد المصريين القدماء ويقع يوم الاثنين اي اليوم التالي لعيد الفصح المسيحي اي عيد القيامة .
 
وتم تحديد  موعد عيد القيامة، وفقا  لحساب فلكي طويل، يُسمى "حساب الإبقطي"  (سنفرد مقال قريبا عن حساب الابقطي)
وتم وضع هذا الحساب في القرن الثالث الميلادي، بواسطة الفلكي المصري "بطليموس الفرماوي" في عهد البابا ديميتريوس الكرام (البابا البطريرك رقم 12 بين عامي 189-232 م.).   
 
وارتبطت الاعياد المصرية بالظواهر الفلكية وعلاقتها بالطبيعة ومظاهر الحياة ,  وكان احتفالهم بعيد الربيع مع حلول الانقلاب الربيعي حيث يتساوي فيه الليل والنهار وكان المصريون يتصورونه انه اول الزمان وبدء خلق العالم.
 
وهذا الحساب يحدد موعد الاحتفال بعيد القيامة المسيحي بحيث يكون موحدًا في جميع أنحاء العالم.  وبالفعل وافَق على العمل به جميع أساقفة روما وأنطاكية وأورشليم في ذلك الوقت، بناء على ما كتبه لهم البابا ديميتريوس الكرام في هذا الشأن.  ولما عُقِدَ مجمع نيقية عام 325 م أقرَّ هذا الترتيب، والتزمت به جميع الكنائس المسيحية ..
 
وهذا  الحساب يراعي أن يكون الاحتفال بعيد القيامة موافقًا للشروط التالية:
 
  أن يكون يوم أحد..  لأن قيامة الرب كانت فعلًا يوم أحد
 
  أن يأتي بعد الاعتدال الربيعي (21 مارس)
 
  أن يكون بعد فصح اليهود..  لأن القيامة جاءت بعد الفصح اليهودي
 
وحيث أن الفصح يكون في يوم 14 من الشهر العِبري الأول من السنة العبرية (القمرية)..  فلابد أن يأتي الاحتفال بعيد القيامة بعد اكتمال القمر في النصف الثاني من الشهر العبري القمري..
 
وأيضًا لأن الفصح اليهودي مرتبط بالحصاد، عملًا بقول الرب لموسى النبي في (سفر اللاويين 4:23-12والحصاد عند اليهود دائمًا يقع بين شهري إبريل ومايو (وهي شهور شمسية)..  لذلك كان المطلوب تأليف دورة، هي مزيج من الدورة الشمسية والدورة القمرية، ليقع عيد القيامة بين شهري ابريل ومايو..  فلا يقع قبل الأسبوع الأول من أبريل، أو يتأخر عن الأسبوع الأول من شهر مايو. 
 
الفكرة الرئيسيّة أنّ عيد القيامة بحساب الأبقطي لا يأتي قبل الاعتدال الربيعي الذي هو 21 مارس  والتعديل في السنة الميلاديّة صار حتّى الآن 13 يومًا  واختلف موعد الاعتدال الطبيعي .
 
   وبناء علي هذا الحساب لا يأتي عيد القيامة قبل 4 إبريل ولا بعد 8 مايو..  ثم يأتي عيد شم النسيم تاليًا له وقد استمر موعد الاحتفال بعيد القيامة موحدً عند جميع الطوائف المسيحية في العالم، طبقًا لهذا الحساب القبطي، حتى عام 1582 م حين أدخَل البابا غريغوريوس الثالث عشر بابا روما تعديلًا على هذا الترتيب، بِمُقْتَضَاه صار عيد القيامة عند الكنائس الغربية يقع بعد اكتمال البدر الذي يلي الاعتدال الربيعي مباشرةً، بغض النظر عن الفصح اليهودي (مع أن قيامة السيد المسيح جاءت عقب فصح اليهود حسب ما جاء في الأناجيل الأربعة).  فمن ثَمَّ أصبح عيد القيامة عند الغربيين يأتي أحيانًا في نفس يوم احتفال الشرقيين به، وأحيانًا يأتي مبكرًا عنه (من أسبوع واحد إلى خمسة أسابيع على أقصى تقدير)، ولا يأتي أبدًا متأخرًا عن احتفال الشرقيين بالعيد.
 
إذن، فالغرض من حساب الأبقطي هو تحديد يوم عيد القيامة تبعًا للفصح اليهودي، وعليه يمكن تحديد الأعياد التالية له..
 
وعيد شم النسيم يرمز – عند قدماء المصريين – إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان،أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون
 
لحظة الرؤيا 
 
 كان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم في احتفال رسمي كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس في برج الحمل. فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم – قبل الغروب –؛ ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم .
 
وفي تلك اللحظة يحدث شيء عجيب، حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين 
 
وقد انشطرت  واجهة الهرم إلى قسمين قسم منير بأشعة الشمس  والاخر غابت عنه  الشمس  فبات في ظلال.
 
والسيد المسيح هو شمس البر  و"النور الحقيقي الذي ينير كل انسان.."  (يو9:1 ) وجاء الي العالم لنسير في نوره العجيب " فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظّلاَمُ.. " (يو12 :35). اما الذين رفضوه  ولم يؤمنوا به صاروا بعيدا عن نور المسيح  لانهم "أحبوا الظلمة أكثر من النور" (يو 3: 19)
وما زالت هذه الظاهرة العجيبة تحدث مع مقدم الربيع في الحادي والعشرين من مارس كل عام، في الدقائق الأخيرة من الساعة السادسة مساءً، نتيجة سقوط أشعة الشمس بزاوية معينة على الواجهة الجنوبية للهرم  ,فتكشف أشعتها الخافتة الخط الفاصل بين مثلثي الواجهة الذين يتبادلان الضوء والظلال فتبدو وكأنها شطران .
 
وقد توصل العالم الفلكي والرياضي البريطاني "بركتور" إلى رصد هذه الظاهرة، وتمكن من تصوير لحظة انشطار واجهة الهرم في عام 1920م، كما استطاع العالم الفرنسي "أندريه بوشان" – في عام 1934م  وتم تسجيل تلك الظاهرة المثيرة باستخدام الأشعة تحت الحمراء وسموا المصريين هذه اللحظة التي لاتستغرق  الا دقائق قليلة بلحظة الرؤيا  .  
 
واستمر الاحتفال بهذا العيد في مصر بعد دخول الإسلام تقليدًا متوارثًا تتناقله الأجيال عبر الأزمان والعصور، يحمل ذات المراسم والطقوس، وذات العادات والتقاليد التي لم يطرأ عليها أدنى تغيير منذ عصر الفراعنة وحتى الآن.
 
وقد استرعى ذلك انتباه المستشرق الإنجليزي "إدوارد وليم لين" الذي زار القاهرة عام (1834م)
 
فوصف احتفال المصريين بهذا العيد بقوله: "يُبَكِّرون بالذهاب إلى الريف المجاور، راكبين أو راجلين، ويتنزهون في النيل، ويتجهون إلى الشمال على العموم؛ ليتَنَسَّموا النسيم، أو كما يقولون ليشموا النسيم. وهم يعتقدون أن النسيم – في ذلك اليوم- ذو تأثير مفيد، ويتناول أكثرهم الغذاء في الريف أو في النيل".

 
وهي نفس العادات التي ما زال يمارسها المصريون حتى اليوم
 
المسيح قام ..بالحقيقة قام 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter