الأقباط متحدون - ما تلم التعابين يا شوكت
أخر تحديث ٠١:٠٩ | الأحد ١ ديسمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٠٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ما تلم التعابين يا شوكت

 مسرحية الجوكر
مسرحية الجوكر

بقلم:حمدي رزق

هى فين التعابين..؟

يعنى هوه فين الظابط؟

(من مسرحية الجوكر)، ومنها أيضا «ربنا أخد منى كل حاجة.. وإدانى الصحة» أقصد العقل، ولو جبت للمجنون 1000 عقل على عقله ما يعجبوش غير عقله، وادينى عقلك، لو صحت اتهامات العمالة المطلوقة فى الفضاء المصرى لصارت مصر دولة أولى مصدرة للعملاء، رقم قياسى فى معدلات تجنيد العملاء بين الثورتين 25/30، كل يوم طابور خامس بمواصفة «C.I.A»، فى الطريق شراكة مصرية- أمريكية فى خط إنتاج عملاء ناطقين بالعربية.

حديث العملاء يسرى وتدركه العقول بلا عناء فى هذا التوقيت الحرج وطنيًا، عجبًا صرنا محيرين بين عميل (جاسوس فرد) وطابور من العملاء (الطابور الخامس)، ولولا الحياء الشخصى عند البعض والخجل الوطنى عند نفر يسير، لوصفها نفر من الفضائيين بثورة العملاء، تخيل عندما يثور العملاء، يقينا فيلم هندى من «بوليوود».

الاتهام بالعمالة (حاضر) فى المشهد، «يا عميل».. صارت نكتة وليست عيبا نتدارى منه ونخجل، البعض يتعامل (من العمالة) دون أن يجفل له جفن أو تطرف عيناه، يلوك العمالة بين جانبى فمه كاللبانة، تسيل رائحة الخيانة لزجة على جانب فيه، يلعقها بطرف لسان ثعبانى بتلذذ غريب، وعند الهمزة يتأرجح الاتهام صاخبا بين الحنجرة والحلقوم، يا عميل، إنه اتهام لو تعلمون خطير.

هذا ما وجدنا عليه آباءنا، آفة ثورتنا التخوين، تخلص من عميل، تقف فى طابور من العملاء، ومن طابور أول إلى طابور خامس، وكأنك فى طابور التجنيد الإجبارى، ما يطن (من طنين الذباب) أن البلد امتلأ بالحشرات، بالعملاء، وكأن البلد كله واقف فى طوابير الجاسوسية، طابور الأجندات، معلوم الثعلب فات فات وفى ديله الأجندات، والدبة، أقصد البلد، وقعت فى البير، بئر ما لها من قرار، «بئر الخيانة».. فيلم بطولة نور الشريف.

«يا عميل»، صارت اتهامًا فضائيًا ذائعًا معلقًا فى الهواء، مثله كثير من الاتهامات الفيسبوكية، لو كل من قيل له «يا عميل» طلع عميل لصارت مصر وكر الجواسيس، أكثر بلد ابتلى بالعملاء، هناك أيادٍ كثيرة فى الإناء، عملاء كثر، على باب مصر، تدق الأكف، ويعلو الضجيج، وتصغى.. وتصغى، فتسمع بين الضجيج سؤالا وأى سؤال، وتسمع همهمة كالجواب، وتسمع همهمةً كالسؤال، أين؟ ومن؟ وكيف إذن؟ يصح ضبط المصطلح، العملاء تشابهوا علينا كالبقر بالضبط، فلتبينوا لنا ما لونها، لون العمالة!!.

العملاء جمع عميل، والعميل عالميا قد يكون زبونا أو جاسوسا، إذا كان زبونا فهو الشخص الأكثر أهمية فى كل وقت وكل مكان، هو الذى تعتمد عليه المؤسسة (الدولة) فى التخطيط لحاضرها ومستقبلها، فى الفضاء المصرى يطلقون اللفظ (العميل) ويقصدون المعنى (الجاسوس)، وهو الفرد الذى يقوم بجمع معلومات بشكل سرى غير معلن من دون تخويل أو سماح من الجهة التى جمع عنها أو منها المعلومات، وتمرير هذه المعلومات إلى جهه أخرى.

يقينا نحن نعانى من ندرة الزبائن وكثرة العملاء، فى مصر تخمة عملاء، هناك فارق نوعى بين رجال الاستخبارات والعملاء، الاستخبارات وطنيون، هم المسؤولون عن تجنيد العملاء، أما العملاء فهم خونة، دوما تحت الطلب. والخيانة واحدة ولكن العملاء أنواع، هناك عميل نائم، متاح فى كل الأوقات على الأرض فى انتظار المهمة، وعميل فار من بلده ويسلم المعلومات التى يحملها إلى بلد اللجوء، وعميل (والك إن) ينتمى إلى جهاز مخابرات معاكس، أو خلية إرهابية، وهناك العميل المزدوج، وهو العميل الذى يعمل لجانبين أو طرفين متناقضين دون علم منهما.

الطريف أن موسوعة العملاء اعتمدت تصنيفا إخوانيا أخيرا للعملاء، عميل شرعى، يعمل بعلم وموافقة سلطات دولته فى دولة أخرى (إخوان التنظيم الدولى أيام مرسى)، وعميل غير شرعى يعمل فى سرية فى بلاد أخرى دون علم سلطات دولته (المعزول نموذجًا).

نقلاعن:المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع