الأقباط متحدون - أنقذوا الإسلام من تجار الشعارات الدينية
أخر تحديث ١٧:٣٨ | الجمعة ١٢ ابريل ٢٠١٣ | ٤برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٩٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أنقذوا الإسلام من تجار الشعارات الدينية

ليس غريبا أن يؤدى الإفلاس السياسى إلى إنكار الواقع وتزييف الحقائق. ولكن الغريب هو أن يصل الإفلاس إلى حد الإساءة للدين والتقليل من شأنه، وأن يحاول المفلسون إلقاء خيبتهم الناتجة عن طمعهم وجشعهم وعشقهم للسلطة عليه، وتحميله أوزارهم كلها.
 
فقد وصلت جماعة «الإخوان» إلى السلطة فى ظروف تفرض بناء شراكة وطنية ديمقراطية لأن الحمل ثقيل، فضلا عن أنه ما كان للرئيس الذى ينتمى إليها أن يجلس على كرسى سابقه دون دماء وتضحيات آلاف الشهداء والمصابين، ودعم معظم الأحزاب والقوى الديمقراطية فى الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية.
 
غير أنه بدلا من وضع اليد فى اليد وفقا لما تعهد به هو وجماعته، تم استخدام السلطة لتمكين هذه الجماعة من أجهزة الدولة، بدلا من التعاون مع الجميع لحل مشاكل الناس التى تتفاقم وتزيد معاناتهم يوما بعد يوم.
 
وعندما أدت سياسة التمكين والاستحواذ إلى تفاقم الأزمات، وأظهرت إفلاس جماعة «الإخوان» التى رفضت إشراك غيرها فى حل هذه الأزمات، لجأت إلى الشعارات الدينية مجددا فألغى ممثلوها فى مجلس الشورى حظر استخدامها فى الدعاية الانتخابية.
 
والأكيد أن إلغاء حظر هذه الشعارات، وبالتالى إباحة استخدامها ضمنيا، يلحق ضررا بالغا بالعملية الانتخابية وبوحدة الوطن فى آن معا. ففى الانتخابات الصحيحة يتنافس المرشحون اعتمادا على برامجهم وقدراتهم على حل مشاكل المجتمع والإسهام الفاعل فى العمل الوطنى وليس على انتماءاتهم الدينية. كما أن وحدة الوطن المهددة على أكثر من صعيد تفرض على الجميع العمل من أجل حمايتها وليس خلق المزيد مما يهددها.
 
ولكن ما ينبغى أن ننتبه إليه أيضا هو أن حضور الشعارات الدينية فى الانتخابات أصبح خطرا على الإسلام نفسه، بل تهديدا مباشرا له، عندما يستخدمها مرشحون تابعون لجماعة تنسب نفسها إليه وترفع شعار «الإسلام هو الحل» بعد أن ثبت فشلها فى تقديم أى حل على مدى عشرة أشهر، وسيكون هذا الفشل أكبر عندما يحل موعد الانتخابات فى الصيف القادم.
 
فبأى حق يتم تشويه الإسلام من جانب جماعة تريد استخدامه هذه المرة فى محاولة يائسة لمطالبة من اكتووا بنار فشلها بالصبر وانتظار «الحل الإسلامى» على يديها؟ وكيف يقبل أى مسلم الربط بين دينه وفشل جماعة دفعها عشقها للسلطة وسعيها للتمكن منها إلى وضع مصر على أعتاب الدولة الفاشلة، فى ظل تدهور اقتصادى واجتماعى وأمنى لم تعرف له مثيلا فى العصر الحديث؟
 
وبأى وجه يأتى من يعرف أن سلطته تنتظر انتهاء الانتخابات لإصدار قرارات اقتصادية واجتماعية شديدة القسوة ستحيل حياة معظم المصريين جحيما ليرفع شعار «الإسلام هو الحل»، ثم يجد الناس أنفسهم فى هذا الجحيم الذى لا ذنب للإسلام فيه؟
 
فقد كان الخطر على الإسلام أقل عندما استُخدم شعارا انتخابيا من جانب جماعة معارضة وعدت بما لم تف به. أما وقد أصبحت هذه الجماعة فى السلطة، وتم اختبارها عمليا، ورسبت فى هذا الاختبار رسوبا مشينا، فقد أصبح استخدامها الإسلام ومتاجرتها به أشد خطرا عليه بكثير.
 
وفضلا عن ذلك، ما ذنب الإسلام المفترى عليه فى صراعات انتخابية بين عدد من الأحزاب التى يمكن أن يستخدمه كل منها؟ فهناك الآن ثمانية أحزاب تزعم الانتساب للإسلام. فكيف يترك المسلمون دينهم لها فتتنازع عليه وتسىء، إليه فى عملية انتخابية ينبغى أن يسمو الجميع بأديانهم فوقها؟
 
لقد أصبح إنقاذ الإسلام من هذا الخطر مرتبطا بإنقاذ مصر من سلطة تنشر الخراب فى ربوعها، وتدمر اقتصادها ومجتمعها بمهارة أسطورية.

نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع