القمص يوحنا نصيف
    العالم كله وقع في قبضة العدو، طرد من الجنة ليسكن الأرض، ويعمل فيها، وفي وسط أشواكها.

    كلمة الله الذي أخذ جسد أبناء هذا العالم، حمل العالم في جسد بشريته، وعبر به هذا العالم، في معركة شرسة مع رئيس هذا العالم، حتى تسربل ثوبه بالدم.. "هو متسربل بثوب مغموس بدم، ويدعى كلمة الله" (رؤ١٩: ١٣). داس المعصرة وحده (إش٦٣).

    هذه هي رحلة العبور التي كانت في قصد الله.. أخذت صورا مختلفة عبر الزمن الطويل، لكن في كل مرة لم يكن العبور يتم إلا بالدم.

    كلمة بصخة في كل اللغات تعني العبور Passover.. وقصة البصخة بدأت عندما كان شعب الله واقعا تحت عبودية شعب فرعون (رمز الشيطان)، فأمر الله موسى أن يأخذوا من دم الخروف، ويجعلوه على القائمتين والعتبة العليا. وفي تلك الليلة يأكلون اللحم على أعشاب مرة، وأحقاؤهم مشدودة، وأحذيتهم في أرجلهم، وعصيهم في أيديهم، ويأكلونه بعجلة.

    ثم يمر الملاك المهلك، فإذا وجد علامة الدم على العتبة والقائمتين، يعبر Passover، وإن لم يجد الدم يهلك البكر في البيت..

    هكذا ارتبط ذهن الإنسان اليهودي بأن الحياة التي يحياها اليوم، هي بسبب الدم الذي كان على البيت، فبدون سفك دم لا نجاة، وبدون سفك دم لا تحدث مغفرة (عب٩: ٢٢).

    ينبغي أن يسيطر هذا الفكر على حياتنا؛ وهو أن حياتنا اليوم ما هي إلا ثمرة دم المسيح.

القديس القمص بيشوي كامل
نبذة: رحلة العبور بالدم