CET 00:00:00 - 15/06/2009

مساحة رأي

بقلم: مجدي جورج
يقول الكاتب الكبير والمفكر الاسلامى الكبير والذي لم يستوف حقه من الشهرة والتكريم الأستاذ خليل عبد الكريم رحمة الله عليه في كتابه "شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة" وفى السفر الأول "محمد والصحابة" وفى الباب الأول تحت عنوان الصبغة الإسلامية أن محمد الذي اجتمع له شرف النسب مع شظف العيش في طفولته وصباه وشبابه فهو من بني هاشم ارفع قبائل مكة مكانة ومع ذلك عمل في صباه راعى اغنام ثم أجيرا تجاريا وظل هكذا حتى أعجبت به خديجة وسعت للزواج منه وفى أيام عمله أجيرا تجاريا سافر في رحلات مع القوافل للشام ورأى وعاين واطلع على أمور وسعت أفاقه. كذلك كانت مكة مكان يعج بالقوافل من كافة البلدان واختلط محمد بالعديد من الروم والفرس والقبط والعرب وسمع منهم عقائدهم ونحلهم وبعد زواجه بخديجة وتفرغه للتأمل والتفكير اختلط بالمتحنفين كورقة بن نوفل بن عم خديجة وزيد بن عمرو  عم عمر بن الخطاب وكانوا موحدين بالله ولا يشركون بالله أحدا. خلاصة الأمر إن محمد اجتمعت فيه الخبرة العلمية من النشأة الصعبة ومن الثقافة التي حصدها من الروافد العديدة السابقة مع قوة الشخصية التي توفرت له وهذا كله أتاح له السيطرة سيطرة كاملة على شخصية أصحابه.

ويكمل خليل عبد الكريم  قائلا إن محمد لتوطيد أواصر دينه وفصل اى صلة لأصحابه بالماضي وبما حولهم من ديانات قام بالعمل على صبغهم بالصبغة الإسلامية وتمثل ذلك في القيام بأربع خطوات وهى :
1 التنفير وهذا الأمر يتمثل في تنفيرهم من كل ما يذكرهم بماضيهم  وارتباطهم بالكفار من أهلهم فحذرهم في حديث له "لا يرث المسلم الكافر" وحتى فى ملبسهم وقص الشعر فقد قال لا حدهم قص عنك شعر الجاهلية وكذلك طريقة جلستهم حذرهم فيها من التشبه بالكفار. ولخوفه أيضا من تشبه أصحابه بيهود المدينة نفرهم منهم وفصل بين أصحابه واليهود فصلا تاما فقال في احد أحاديثه "احفوا الشوارب واللحى ولا تتشبهوا باليهود" وحذرهم من مطالعة التوراة حتى انه احتد على عمر بن الخطاب عندما فعل ذلك وكذلك قام بتغيير اسم يثرب التي هاجر إليها هو وأصحابه إلى المدينة

(قد قيل في اختياره لهذا الاسم وهو من المديونية  كي يكون الجميع أنصار ومهاجرين مدينين له )  وقد فرض كفارة على من يذكر اسم يثرب بدل من المدينة وكانت الكفارة عبارة عن  ترديد اسم المدينة عشر مرات بما يساعد على حفظ الاسم الجديد ونسيان الاسم القديم.

2 التنغيم والتنفيل وهى باختصار السياسة المالية التي استخدمها محمد للسيطرة على أصحابه كي يطيعوه طاعة عمياء لدرجة قيامهم كما قال الأستاذ خليل في كتابه هذا بتقبيل يديه وإقدامه واقتسام شعر رأسه عند قصه وقد استخدم هذه الأداة أفضل استخدام وكلنا يعرف المؤلفة قلوبهم.

3 التلقيب ومحمد الذي كان تاجرا ومتجولا في الأسواق ويعرف حب هؤلاء البدو للفخر والافتخار بالألقاب لجأ إلى هذه الوسيلة لتحبيبهم وصبغهم بصبغة الإسلام فأبو بكر هو الصديق وعمر بن الخطاب في حديث له هو سراج أهل الجنة وعثمان بن عفان هو ذو النورين واشد امتة حياء وعلى بن أبى طالب قال فيه "على منى بمنزلتي من ربى ".

4 التغيير وهو تغيير أسماء الأشخاص والأماكن للفصل بين صحابته وبين ماضيهم بل انه أطلق على ماضيهم زمن الجاهلية وهذا الوصف وصف منفر وبشع يدل على الجهل وعم الفهم والطيش وعدم الرزانة وذلك لتنفيرهم وفصلهم عن ماضيهم. وقد غير أسماء أصحابه مثل أبى بكر الذي كان يسمى عبد الكعبة  وكل من رآه من أتباعه أو من أولاد أتباعه يسمى عبد مناف أو عبد شمس سماه عبد الله كي يقطع الصلة بينه وبين أسماء إلهتهم القديمة .
عذرا فقد طال الاقتباس وطالت المقدمة ولكنها ضرورية لنفهم نفسية هؤلاء الذين غزوا بلادنا العزيزة مصر وغيروا فيها كل شي كي يصبغوها ويصبغونا بصبغتهم الإسلامية فهم لم يكتفوا فقط بالزى الاسلامى واللسان الاسلامى والبنك الاسلامى والتعليم الاسلامى  بل راحوا يقوموا  بتغيير مسميات وأسماء اى أشياء تذكرنا وتذكرهم بتاريخنا القبطي والمصري السابق كما فعلوا  أخيرا بقرار تغيير اسم قرية دير أبو حنس إلى قرية وادي النعناع  وهى قرية كل سكانها مسيحيين ولم يطالبوا في اى يوم من الأيام بتغيير اسم قريتهم بل هم فخورين بهذا الاسم ولكنهم استيقظوا بين ليلة وضخاها على هذا المخطط الجهنمي لتغيير اسم قريتهم ومحاولة إخفاء الدولة لهويتهم.

 وما حدث في هذه القرية لم يكن أول هذه المحاولات لطمس الهوية المصرية والقبطية ولن يكون أخرها فقد فعلوها سابقا عندما دخلوا بلادنا غزاة ومحتلين وغيروا كل شئ وطمسوا الهوية وصبغوا المكان والزمان واللسان بصبغة أخرى فعلوا هذا بكل الوسائل الممكنة .
وما فعله محافظ المنيا والقيادات المحلية الأخرى فى محافظة المنيا  بتغيير اسم قرية دير أبو حنس سبق إن فعله غيره  في أماكن أخرى كثيرة وللأسف نحن كمسيحيين ساهمنا بصمتنا وقبولنا للأمر الواقع في ذلك :  فهناك العديد من القرى والعزب الصغيرة التي كانت تحمل أسماء قبطية او أسماء لأفراد أقباط فغيروا أسمائها فمثلا قرية دير العذراء بسما لوط المنيا يطلقون عليها قرية جبل الطير ونحن نستخدم هذا الاسم  ولا نعترض مع إن شهرتها كلها تستمدها من تواجد الدير بها ويحب علينا إلا نتنازل عن تسميتها بقرية دير العذراء  وقرية الكشح  بسوهاج غيروا اسمها إلى قرية السلام لمحو اثأر المذبحة البشعة التي اقترفوها في حق مسيحيي هذه القرية والتي راح ضحيتها 22 شهيد  وكفر الصفا بالزقازيق بمحافظة الشرقية كان اسمه كفر يعقوب نخلة .

طبعا بالإضافة إلى تغيير أسماء الشوارع والميادين إلى أسماء إسلامية كميدان فيكتوريا بشبرا الذي تم تغييره إلى ميدان نصرة الإسلام ناهيك عن اختيار أسماء القتلة والإرهابيين والمحتلين  وإطلاق أسمائهم على أهم شوارعنا كاسم الخليفة المأمون الذي قتل واسر الآلاف من المصريين الأقباط الشجعان البشموريين الذين قاوموه ونقلهم قهرا إلى بغداد فأطلقوا اسمه على أهم شوارع القاهرة وكذلك عمرو بن العاص الذي غزا بلادنا والذي وصفه الكاتب الشجاع أسامة أنور عكاشة بأنه اكبر أفاق في التاريخ ومع ذلك تجد اسمه يطلق على الكثير من الشوارع والميادين والمدارس  وغير هذا وذاك الكثير والكثير.
ياسادة إن تغيير الأسماء هذا ليس خطأ بسيط يقوم به صغار الموظفين بل هي سياسة متبعة منذ زمن طويل هدفها محو هويتنا المصرية لذا يجب علينا إن نقف في وجه هذا المخطط ونقاومه بكل الوسائل الممكنة .   
Magdigeorge2005@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق