CET 00:00:00 - 17/07/2009

مساحة رأي

بقلم: مجدي جورج
في أواخر عهد الملك فاروق ومع اشتداد الهجوم الشخصي عليه وعلى أسرته من الصحافة والصحفيين في تلك الأيام صدر قانون يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة شهور وبغرامة لا تتجاوز مائة جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من نشر في الصحف أو في غيرها من المطبوعات دون إذن مكتوب من وزير الداخلية إخبارا أو رسوما او صورا او رموزا عن الشئون الخاصة بالأسرة المالكة او لأحد أعضائها .
ورغم ان هذا القانون قد صدر كما قيل لحماية ملك فاسد وأسرة مالكة فاسدة إلا ان النظر الى الأحكام التي صدرت بناء على هذا القانون وحماية للذات الملكية تجعلنا نقول ليت الزمان يعود يوما فقد قضى احسان عبد القدوس 14 يوما في السجن بأمر النيابة  بسبب عيبه فى الذات الملكية وكان قد سبق صدور هذا القانون حبس كل من عبد القادر حمزة صاحب جريدة البلاغ وإسماعيل عبد المولى رئيس التحرير لمدة شهر وتعطيل الجريدة لمدة شهر لعيبهما في الذات الملكية.

تعالوا نقارن الآن بين هذه الأحكام التي صدرت في هذا العهد الذي يقولون عنه انه فاسد والأحكام النى تصدر هذه الأيام حماية لسمعة الرئيس فقد صدرت أحكام بالحبس عام 2007 على كل من إبراهيم عيسى ووائل الابراشى وعادل حمودة وأنور الهوارى رؤساء تحرير كل من الدستور وصوت الامة والفجر والوفد وكادت أن تطبق أحكام الحبس هذه خصوصا الحكم بحبس إبراهيم عيسى لولا صدور عفو رئاسي من مبارك لصالح إبراهيم عيسى وهذا العفو من وجهة نظرى ليس من اجل عيون إبراهيم عيسى ولا من اجل عيون الصحافة والصحفيين بل كان عبارة عن ذرا للرماد في العيون وخوفا من الانتقادات الغربية التي ستقول ان مبارك يحبس الصحفيين ويمنع الصحافة من انتقاده.

بالطبع نجا من هذه الأحكام هؤلاء الصحفيين  بينما هناك آخرون غيرهم لم يذكرهم احد فسجنوا ظلما بسبب انتقادهم للرئيس ونذكر منهم كريم عامر الذي يقضى 4 أعوام بالسجن بسبب أرائه الناقدة للرئيس وكذلك هناك منير حنا وهو مدرس مصري مسيحي عنت له بعض الخواطر فكتبها ودونها وحفظها باسمه وكان بها انتقاد للرئيس فعرض على النيابة وعلى القضاء العادل جدا جدا فى بلادي فحكم عليه بمنتهى النزاهة والعدالة بالحبس ثلاث سنوات لا غير !!!
لن أقول لكم قارنوا هذا الحكم بالحكم الذي صدر ضد الأستاذ إبراهيم عيسى بالحبس لمدة شهرين والذي صدر كما قيل مشددا لأنه تسبب في انهيار البورصة.  بينما صدر الحكم ضد منير حنا الذي يعيش فى مجاهل الصعيد والذي ربما لولا هذا الحكم ما سمع احد عنه او عن شعره او خواطره التي هاجم فيها الرئيس بالحكم ثلاث سنوات ربما لان أشعاره ستتسبب بانهيار نظام مبارك !!!

إبراهيم عيسى وبقية رؤساء التحرير صدر لهم عفو رئاسي أو تعطلت الأحكام ضدهم:   لأنهم يعيشون فى مركز الحدث فى القاهرة.  ولأنهم يملكون القدرة كما قلت على تجييش الكثيرين خلفهم.  ولأنهم مسلمون.  بينما هذا المدرس لم ينجو من هذا الحكم لأنه:  زيادة على انه مسيحي من الأقلية المضطهدة في بلادها فكيف يجرؤ على انتقاد أسياده الذي يعيش في ذمتهم ؟!  كذلك هو يعيش في مجاهل الصعيد بعيدا عن مركز الحدث.  كذلك فهولن يستطيع لا هو ولا أسرته الدفاع عن أنفسهم ولا الوصول بسهولة لمنظمات حقوق الإنسان كي تتبنى قضيته وتساعد في الإفراج عنه.
نهاية أقول لك الله يا منير.

Magdigeorge2005@hotmail.com  

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق