حينما تنظر إلى سعيد الناصري رئيس الوداد وفوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم يجب أن نقف لهما احتراما ونقم بتحيتهما على ما قاما به بعد ما حدث أمام الترجي في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا.

ما حدث في إفريقيا حدث مثله قبل عدة أشهر في جنوب غرب الكرة الأرضية حينما رفض رئيس بوكا جونيورز خوض إياب نهائي كوبا ليبرتادوريس أمام غريمه التقليدي ريفر بليت بعد الاعتداء على حافلة الفريق وإصابة العديد من اللاعبين.

في تلك الفترة حارب بوكا جونيورز مسؤولو اتحاد أمريكا الجنوبية بالكامل وقتما هددوه باعتباره منسحبا وإعطاء اللقب لريفر بليت.

خلال تلك الفترة العصيبة لم يخش رئيس بوكا كل تلك التهديدات وأصر على موقفه، وحتى حينما لم يتوج فريقه باللقب لكنه نال احترام مشجعي ناديه.

أما بالنسبة للوداد فهو تمسك بكامل حقه بعد إلغاء هدفا صحيحا له ضد الترجي بضرورة وجود الـVAR في الملعب، حتى لو لم يكن الهدف صحيحا ففكرة وجود العدل منذ بداية اللقاء هي أساس كل شيء.

مثلما تواجد الـVAR في لقاء الذهاب في المغرب يجب أن يتواجد في الإياب في تونس، فليس من العدل أن تقام مباراة بوجوده وأخرى بدونه.

والآن أعلن الاتحاد الإفريقي عقب اجتماعه في العاصمة الفرنسية باريس إعادة المباراة في جنوب إفريقيا.

منذ عدم احتساب الهدف ودخول رئيس الوداد رفقة رئيس الترجي وأحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وكل شيء قام به الناصري كان صحيحا خطوة بخطوة.

بداية من دعم لاعبيه وجهاز الفني في قرارهم باللجوء لتقنية الفيديو ثم طلب إكمال المباراة بحضور الفار ثم رفض اللعب بعدما أصبح من الصعب الاستعانة بها ثم اللجوء للاتحاد المغربي لمساندته ثم التقدم بشكوى للفيفا والمحكمة الرياضية.

هذا فضلا عن حديثه قائلا: "تمت مساومتنا على تتويج الترجي الموسم الحالي على أن نتوج نحن الموسم المقبل وبدون استثناء كافة المسؤولين طلبوا منا إكمال المباراة".

وتابع "لم نتفاوض كنا نطالب بحق مشروع لنا، كنا نطالب المنافسة العادلة وتكافؤ الفرص".

في الوقت ذاته ما قام به الاتحاد المغربي ورئيسه فوزي لقجع لمساندة الوداد كان رائعا خاصة في البيان الذي أصدره وأعلن فيه التالي:

(1) تكليف مختصين لإعداد ملف مشترك بين الاتحاد المغربي والوداد لرفعه إلى الهيئات القارية والدولية للدفاع عن حقوق الوداد.

(2) منح الصلاحية الكاملة لـ سيد فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي للدفاع عن ملف الوداد خلال الاجتماع الذي سيعقده الاتحاد في الرابع من شهر يونيو المقبل في باريس.

حتى حينما في رأيي ظُلم جهاد جريشة بأسرع إيقاف لأي حكم دون حيثيات فإن الوداد والاتحاد المغربي كانا يدافعان عن هوية الكرة المغربية.

لأنه في كرة القدم أنت لست في المدينة الفاضلة، المدينة الفاضلة تتواجد في الروايات فقط.

بعد كل ما حدث لننظر إلى مصر.

الأهلي
كشف عمرو فهمي السكرتير العام السابق للكاف في حديثه لـFilGoal.com قبل عدة أيام أن إياب نهائي الأهلي والترجي في ذات الملعب رادس الموسم الماضي أقيم بدون وجود للفار.

وقال: "كانت هناك أزمة بسبب تقنية الفيديو قبل لقاء الذهاب بين الأهلي والترجي التقنية لم تكن لتتواجد في المباراة وأبلغت الأهلي في تلك الحالة أنه سيحتسب اللقاء بنتيجة 2-0 للترجي".

وتابع "في النهاية نجح الأهلي في جعل المباراة تقام بتقنية الفيديو".

لكن ماذا حدث في الإياب؟ يُكمل عمرو فهمي "في لقاء العودة في رادس لم تتواجد تقنية الفيديو في المباراة".

وهنا يظل السؤال لماذا خاض الأهلي المباراة منذ البداية وهو يعلم تمام العلم إن الفار لن يتواجد في المباراة ومثلما تم تهديده في الذهاب باعتباره مهزوما كان يجب في الإياب أن يعترض ومن ثم سيعتبر الترجي خاسرا ويتوج الفريق الأحمر باللقب.

زميلي المراسل في الأهلي حسين غريب قال عبر تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم: "أحد أعضاء الجهاز الفني للأهلي قال لي إنهم تم إبلاغهم بعدم وجود الفار قبل مواجهة الترجي بدقيقتين فقط وعند سؤاله لماذا صمتوا لم أسمع أي إجابة".

نعم الأهلي لم يقدم شيئا في إياب النهائي يشفع له الفوز ولكن في ظل الفوز 3-1 في الذهاب والضغط كله ملقي على الترجي أي اعتراض قبل المباراة كان ليزيد تلك الضغوط ويشتت لاعبيه في الملعب ليظفر الأهلي باللقب.

ولكن ذلك لم يحدث.

هذا فضلا عن الاعتداء على حافلة الفريق وإصابة هشام محمد والتي لم يحرك الأهلي فيها ساكنا.

حتى مع ضغط الترجي بقوة لإيقاف وليد أزارو عقب تحايله على الحكم لم ينبس الأهلي ببنت شفة وترك مهاجمه المتألق في ذلك الوقت يغيب عن الإياب.

"لأننا لسنا طرفا في القضية" أو "الأهلي لا يريد المشاكل والصمت من صفات الكبار".

سأقول لكم شيئا الصمت لن يجني لكم سوى مزيدا من الهزيمة.

الزمالك
يحاول نهضة بركان والاتحاد المغربي لسحب لقب الكونفدرالية من الزمالك وقدما بالفعل شكوى للاتحاد الإفريقي.

مفاد الشكوى هو بسبب عدم طرد جنش خلال ركلات الترجيح ما كان يستوجب إعطائه بطاقة صفراء ومن ثم طرده لحصوله على إنذار خلال اللقاء ما يجعل الزمالك يكمل تنفيذ ركلات الترجيح بأحد اللاعبين كحارس مرمى.

وحدد الكاف السابع من شهر يونيو الجاري موعدا لنظر تلك الشكوى.

هل حضر الزمالك نفسه لذلك اليوم؟

ماذا لو حدث أي شيء مفاجئ من قرارات الكاف مثلما أصبحت مفاجئة ومتسارعة في الآونة الأخيرة دون إصدار أي حيثيات لقراراته؟

الإجابة لا يوجد أي شيء.

اكتفى الزمالك ورئيسه فقط بإهانة المدرب السابق للفريق كريستيان جروس عبر شاشات التلفاز واستمر في نزاعاته المحلية في الدوري تاركا الأهم وهو أزمة الكونفدرالية رغم أنه اللقب القاري الأول للنادي منذ 16 عاما.

ربما لأن أهم شيء هو إهانة جروس لأنه لا يشرك مدبولي أو حفني ولا يلعب بمهاجمين صريحين.

اتحاد الكرة
ماذا فعل اتحاد الكرة ورئيسه هاني أبو ريدة وأحد أعضاء اللجنة التنفيذية في الكاف لمساندة جهاد جريشة؟

هل طعن على قرار إيقافه وحرمانه من المشاركة في كأس أمم إفريقيا المقبلة؟

هل قرر سماع ما حدث معه في المغرب؟

ماذا يفعل اتحاد الكرة في ظل انهيار هيبة الكرة المصرية يوما بعد يوم؟

ماذا فعل اتحاد الكرة في أزمة الأهلي الموسم الماضي ضد الترجي؟

ماذا فعل اتحاد الكرة في أزمة الكونفدرالية مع الزمالك حاليا؟

ربما لأن الصراعات الداخلية ومحاولة إكمال مسابقة محلية غير ناجحة تنظيميا هو أهم شيء الآن.

الاتحاد الإفريقي
كل ما يحدث الآن في القارة الإفريقية سببه الرئيسي هو الكاف وعدم قوة مسؤوليه ووجود قرارات متسرعة تثبت أن كل شيء يسير بمبدأ الأقوى هو الملك.

هل سمعت يوما عن أن الاتحاد الإنجليزي أقوى من الإسباني في اليويفا؟

هل نتذكر ما حدث في عام 2014 حينما حاول تشيلسي تغريم أتليتكو مدريد كي لا يشرك ثيبوت كورتوا أمامه في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لأنه معار إليه وهناك بند يمنع مشاركته؟

حينها أقر اليويفا بأحقية أتليتكو في إشراك كورتوا وعدم دفعه أي غرامة لتشيلسي، هل قرر الاتحاد الإنجليزي وقتها مساندته أو الاتحاد الإسباني دعم أتليتكو؟

لا لم يحدث كل ذلك لأن اليويفا منذ البداية هو المسيطر على القارة هو القائد الذي يسير خلفه الجميع حتى لو أخطأ.

لكن هنا في إفريقيا الكل يشعر بأجواء من المؤامرات حينما قال أحمد أحمد رئيس الكاف إن عدم وجود تقنية الفيديو في لقاء الترجي والوداد كان لمؤامرة تحاك ضده".

وتعجب "لم أستوعب حتى الآن ما حدث في المباراة وكيف تم رفض الهدف. مثل تلك الأشياء تثير الشكوك ولم أعد أعرف حقيقة ما الذي يحدث".

وأكمل حديثه قائلا "انتدبنا صفوة الحكام لنهائيات ذات حساسية بالغة، وتكررت أيضا نفس الأخطاء. أنا مندهش ومستاء للغاية".

وأتم "يبدو لي أن شيء ما ليس على ما يرام يُحاك ضدي".

يجب أن يستعيد الاتحاد الإفريقي السيطرة على مقاليد الحكم في القارة وإلا فإنه سيتحول لساحة يدور فيها معارك وحروب والبقاء فيها سيكون للأقوى.