على الرغم من قيمتها التاريخية والمادية باعتبارها أحد أهم مصادر الدخل القومى، عانت الآثار المصرية وبخاصة المسلات الفرعونية، لعقود طويلة من أزمة التفريط سواء عن طريق تقديم الحكام لها كهدايا إلى الدول بهدف تحقيق أغراض شخصية أو توطيد العلاقات بين الدول.

 
وأكد خبراء فى الشأن الأثرى لـ«الشروق» تعرض تلك المسلات لضرر كبير بسبب عدم انتظام الصيانة والترميم وتأثيرات عوادم السيارات، وغيرها، موضحين أن هناك طريقين لإرجاع تلك المسلات أولها إعلان الدول التى لها آثار بالخارج أحقيتها فى استردادها وإلا سيتم قطع العلاقات مع الدول التى نقلت إليها، والطريقة الثانية، مطالبة الدول صاحبة تلك الآثار بإصدار تشريع عالمى عن طريق مخاطبة منظمة اليونسكو لعودتها.
 
«الشروق»، رصدت أشهر مصرية '>المسلات المصرية الموجودة فى ميادين أكبر عواصم العالم، والتى يأتى من أهمها مسلة كليوبترا التى تزن 244 طنا من الحجر الجرانيتى، كان الخديوى إسماعيل قد أهداها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1879م رسميا عن طريق خطاب موقع من الخديوى توفيق، لتوطيد العلاقات بين البلدين، وتوجد الآن بإحدى حدائق مدينة «نيوريورك».
 
مسلة كليوباترا بفرنسا.. أهداها محمد على باشا والى مصر، والتى تعد أجمل المسلات التى كانت موجودة فى مصر فى ذلك الوقت ويقرب عمرها لنحو 3300 سنة كهدية إلى ملك فرنسا لويس فيليب، الذى أمر بوضعها فى ساحة الكونكورد فى وسط باريس.
 
مسلة تحتمس الثالث بروما.. تعود إلى الملك تحتمس الثالث وتحتوى على نقوش محفورة على جوانبها باللغة الهيلوغروفية تحكى تاريخ فترة حكم الملك، وكانت موجودة فى مدينة الأقصر وتم نقلها عن طريق الامبراطور «تيودوروس»، لتستقر فى روما.
 
قال عالم الآثار مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية حسين عبدالبصير: إن رجوع مصرية '>المسلات المصرية الموجودة بالخارج يعتبر أمرا فى غاية الصعوبة ويتوقف على عدد من العوامل منها حجم المسلة وطولها ووزنها، والأماكن الموجودة بها.
 
وأضاف عبدالبصير، أن تلك المسلات خرجت فى ظروف استثنائية، مؤكدا أن لمصر أحقية تاريخية فى هذه الآثار، موضحا أن منها ما خرج فى عهد محمد على عن طريق الهدايا بين الدول، مطالبا تسمية كل الميادين الموجودة بها هذه المسلات حاليا بأسماء الملوك الفرعونية التى تتبعها، ومنها على سبيل المثال مسلة الملك رمسيس الثانى الموجود حاليا فى ميدان الكونكورد فى العاصمة الفرنسية باريس.
 
وأشار إلى أن تسمية تلك الميادين بالخارج بأسماء الملوك المصريين مع عرض بعض الإرشادات والمعلومات مثل تاريخ المسلة والحقبة الزمنية التى تم بناؤها فيها سيمثل ترويجا كبيرا لمصر وللسياحة، مطالبا بإرسال مرممين وأثريين مصريين إلى جميع الدول التى يوجد بها مسلات مصرية لترميمها والحفاظ عليها بسبب ما تتعرض له من ضرر، وأن يتم التنسيق بين الخارجية ووزارة الآثار للمحافظة على هذه الآثار.
 
ومن جهته، أكد الباحث فى علم المصريات بسام الشماع، تعرض الآثار المصرية بالخارج وبخاصة المسلات إلى ضرر كبير بسبب عدم صيانتها وترميمها، ومنها مسلة الملك رمسيس الثانى، الموجودة على النهر الثانى فى لندن.
 
وأشار الشماع، إلى تعرض بعض المسلات للتعدى من قبل عدد من المواطنين، موضحا أنه من بين حالات التعدى تسلق أحد الأشخاص للمسلة الموجودة فى باريس، لافتا إلى أن المسلات كانت قديما تباع بطريقة رسمية حتى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى، ويتم نقلها عن طريق الموانئ المصرية.
 
وأوضح، أن هناك طريقين لاسترجاع المسلات الموجودة بالخارج، أولها أن تعلن الدول التى لها آثار بالخارج أحقيتها فى استردادها، مع التهديد بقطع العلاقات، والطريقة الثانية، سن تشريع عالمى عن طريق مخاطبة كل الدول التى لها آثار لمنظمة اليونسكو والجهات الأخرى المسولة عن عودة هذه الآثار.
 
ولفت إلى أن فترة حكم محمد على شهدت تقديم عدد من المسلات كهدايا للدول التى كان لها علاقات عسكرية واقتصادية مع مصر فى ذلك الوقت.