تعرض لضربات متتالية وخسر كل ما يملك بسبب حقد الشيطان.. وأصبح رمزًا للصبر

كتب - نعيم يوسف
 
أربعاء البصخة
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنائس الشرقية، اليوم الأربعاء، بـ"أربعاء البصخة"، أو "أربعاء أيوب"، كما يُطلق عليه.
 
ذكرة التآمر
تُحيي الكنيسة في هذا اليوم ذكرى تآمر يهوذا، تلميذ السيد المسيح عليه مع كهنة اليهود لكي يسلمه لهم، مقابل  ثلاثين شاقلًا من الفضة، وهو السبب الذي يجعل الكنيسة تصوم كل أربعاء طوال العام لمشاركة المسيح آلامه في هذا اليوم.
 
ما بين أيوب.. والمسيح
يُطلق على هذا اليوم أيضا، "أربعاء أيوب"، لأنه فيه يقرأ ميمر أيوب الذي كان رمزًا للسيد المسيح في تجاربه وآلامه الشديدة والنهاية السعيدة التي ختم بها حياته، حيث  أنه كان رجل تحمل التجارب الصعبة والمشقة والألم وفقد كل شيء، حتى أولاده والقريبون منه بدلا من تعزيته عذبوه بكلماتهم القاسية، وكما حدث مع أيوب، حدث مع المسيح أيضا، حيث تركه تلاميذه في الساعات الأخيرة له على الأرض.
أصل الاسم
لا يعرف بالضبط معنى اسم "أيوب"، إلا أن بعض الأدبيات تقول إنه اسم عبري ويعني الراجع إلى الله، أو التائب، وفي كل الأحوال فقد اقترن اسمه بالصبر على التجارب وأصبح نموذجا على مدى الأجيال كلها في احتمال المصاعب.
 
خسائر متتالية
تعود قصة "أيوب" إلى السفر المكتوب باسمه في العهد القديم، حيث خسر بطريقة مفاجئة كل أملاكه، من  الغنم والبقر والأتن والجمال والغلمان، ومات أولاده العشرة في ضربة واحدة، ثم خسر صحته وضُرب بقرحٍ رديء في كل جسمه، فابتعد عنه الجميع، الاهل والاصدقاء والجيران وحتى عبيده رفضوه.
 
شخصيات مؤلمة
هناك شخصيات رئيسية في قصة أيوب غيره، وهم أصدقائه الثلاثة الذين أتوا لكي يعزونه، ولكنهم بدلا من ذلك أسمعوه كلامًا رديئا، جعله يتخذ موقفا دفاعيا عن نفسه ويرى نفسه بارًا أكثر، لدرجة أنه عاتب الله الذي يعذبه ويجربه بدون أي جريمة ارتكبها، وقد عبر عن ذلك بقوله: "و لو اغتسلت في الثلج و نظفت يدي بالاشنان، فانك في النقع تغمسني حتى تكرهني ثيابي"، أي أنه اعتبر أن الله يجربه لكي يكرهه في نفسه.
شفاء من الوجع
بعد حوار طويل موجع مع الأصدقاء، أخيرا، دار حوار أخر بينه وبين الله، حيث شُفي أيوب نفسيًا في هذا الحوار من الوجع والألم الذي تعرض له ومشاعر الغضب تجاه الله، وقال لله: "علمت أنك تستطيع كل شيء، ولا يعسر عليك أمر".
 
تجربة ودرس لكل الأجيال
يروي الكتاب المقدس أن هذه التجربة التي تعرض لها أيوب كانت بحقد من الشيطان عليه، وأن الله سمح بذلك لينقي أيوب من إحساسه بالبر الذاتي، وفي النهاية رد له كل ما خسر أضعاف، حتى أنه أنجب 10 بنين آخرين غير الذين توفوا، وتظل قصة أيوب ملهمة لكل الأجيال.