الأقباط متحدون - 10 مواقف لا تُنسى في حياة فرج فودة.. العدو الأول للإخوان.. وأكثر المدافعين عن الوطنية والمدنية
أخر تحديث ٠٠:٢٠ | الجمعة ٣ يونيو ٢٠١٦ | ٢٦بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

10 مواقف لا تُنسى في حياة فرج فودة.. العدو الأول للإخوان.. وأكثر المدافعين عن الوطنية والمدنية

فرج فودة
فرج فودة

 "فودة" استقال من حزب الوفد بسبب التحالف مع الإخوان.. ويرى "القضية الفلسطينية" ضيعت من مصر نصف قرن

 
كتب - نعيم يوسف
أيام قليلة، وتحين الذكرى الرابعة عشر لاغتيال المفكر والكاتب المصري العلماني، فرج فودة، على يد الجماعة الإسلامية، في 2 يونيو عام 1992، في القاهرة، بعدما أثار جدلًا فكريًا واسعًا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، ونادى كثيرًا بفصل الدين عن السياسة والدولة، ونعرض في التقرير التالي أبرز 10 مواقف في حياة فرج فودة. 
 
الموقف الأول
أسس فرج فودة "الجمعية المصرية للتنوير"، وكان يسعى لتنوير المجتمع بأكلمه، خاصة عن طريق مؤلفاته ومن أهمها: "والحقيقة الغائبة. وزواج المتعة. وحوارات حول الشريعة. والطائفية إلى أين؟ والملعوب. ونكون أو لا نكون. والوفد والمستقبل. وحتى لا يكون كلاما في الهواء. النذير. والإرهاب. وحوار حول العلمانية. وقبل السقوط"، وقد اغتيل أمام أبواب الجمعية التي أسسها للتنوير. 
 
الموقف الثاني
يوجد بين فرج فودة، وتيارات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، عداوة لا يمكن إخفاؤها، وإيمانًا بذلك قرر الاستقالة من حزب الوفد الجديد، إعلانًا لموقفه الرافض للتحالف بين الحزب والجماعة لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري العام 1984، وذلك رغم مشاركته في تأسيس الحزب. 
 
الموقف الثالث
بعد استقالته من حزب الوفد، قرر "فودة" تأسيس حزب جديد باسم "حزب المستقبل"، وكان ينتظر موافقة لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشوري المصري، وفي هذا الوقت تعرض لهجوم شديد جدًا من "جبهة علماء الأزهر"، والتي طالبت لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل وأصدرت تلك الجبهة في 1992 "بجريدة النور" بياناً بكفره. 
 
الموقف الرابع
يرى "فودة" ضرورة فصل الدين عن الدولة والسياسة، وليس عن المجتمع، ويلخص هذه الفكرة في أحد كتبه ويقول: " "لنذهب إلى المساجد والكنائس لكي نسمع موعظة دينية لا يختلف عليها اثنان. ولنذهب إلى مجلس الشعب لكي نتطاحن ونختلف دون حرج أو قيد. إننا جميعا في حاجة إلى إعادة توزيع الأدوار من جديد. ليتكلم رجال الدين في الدين. وليتكلم رجال السياسة في السياسة. أما أن يرفع رجال الدين شعارات السياسة إرهابا، ويرفع رجال السياسة شعارات الدين استقطابا، فهذا هو الخطر الذي يجب أن ننتبه إليه،" حيث أن النتيجة الحتمية لهذا الخطر هو الفتنة الطائفية وتمزق البلاد.
 
الموقف الخامس
نتيجة لمقالاته وأفكاره التي كان ينشرها، ومنها مهاجمته لشيخ الأزهر -آنذاك- جاد الحق علي جاد الحق- تعرض "فودة" لهجوم شديد من قبل مؤسسة الأزهر ورجالها، وتم مصادرة كتابه "نكون أو لانكون"، والذي هاجم فيه شيخ الأزهر بعد اتهامه للمدافعين عن الدولة المدنية بالخارجين عن الإسلام، وهو ما اعتبره فودة تجاوزا لدور الأزهر الرسمي وقذفا لفريق من المسلمين المجتهدين. 
 
الموقف السادس
تنبأ "فودة" منذ عام 1982مـ بما حدث في مصر بعد عام 2011، حيث قدم دراسة في كتابه "النذير"، عن معالجة الدولة لنمو التيار الإسلامي ما بين عامي 1982، و1987، موضحًا أن التيار الإسلامي "نجح بالفعل في تكوين دولة موازية" واختراق الإعلام الحكومي، والبيوت، لافتًا إلى أن أن هناك تشابها بين التيار السياسي الديني في مصر والنازية في ألمانيا من حيث نظرات الاستعلاء والعنصرية واستخدام العنف والعودة إلى الجذور، وحذر وقتها من وصولهم للحكم باستخدام الديمقراطية، واستخدام ضعف هيبة الدولة والأزمات الاقتصادية. 
 
الموقف السابع
كان لـ"فودة" موقفًا واضحًا من تحالف السادات مع التيارات الدينية، وأطلق على ذلك اسم "الانتحار الساداتي"، وذلك بعد أن سمح لهم الرئيس بالنمو في المجتمع، مقابل إضعاف وكسر شوكة الناصريين واليساريين، وحينها أنطلق هذا التيار ليرهب المجتمع بأسره، وينفذ العديد من العمليات ضد السياح والمصريين. 
 
الموقف الثامن
آمن فرج فودة أن الوحدة الأهم بالنسبة لمصر، هي الوحدة الجغرافية، ووحدتنا مع وادي النيل، وليس الوحدة التاريخية في الوحدة العربية والإسلامية التي كان ينادي بها التيار الإسلامي والناصري، ويضرب مثالا على ذلك بالقضية الفلسطينية، التي يقول إنها تسببت في ضياع نصف قرن من الزمان "سدى"، ويضيف: "هو الزمن نفسه الذي انتقلت فيه أوروبا من مستوى الخرائب، إلى مستوى العمران الذي لا سابقة له في التاريخ". 
 
الموقف التاسع
يُعد "فودة" أكثر الكتاب المصريين -آنذاك- الذين اتخذوا من الوحدة الوطنية بين المسلمين وغير المسلمين موضوعا رئيسيا لكتاباته، وأفرد له كتابين هما "الفتنة الطائفية إلى أين ؟” (1985) مع آخرين و"الأقليات وحقوق الإنسان في مصر" والذي طبع بعد وفاته، ويؤمن "فودة" أن "التسامح الديني"، هو مفهوم "حضاري أكثر منه مفهوما دينيًا"، لافتًا إلى أن "التوراة ترى في اليهود شعب الله المختار، والإنجيل حافل بلوم اليهود وتوبيخهم وتقريعهم، والقرآن صريح في اتهام من يزعمون أن المسيح ابن الله أو إن الله ثالث ثلاثة بالكفر الصريح، وحين تصبح الدولة دينية، فإنها بسلطانها لا تتسامح أبدا مع الكفرة إلا في ظروف النشأة والفتح، تحسبا لردود فعل الأغلبية" -حسب قوله-. 
 
الموقف العاشر
تُعتبر المناظرة التي خاضها "فودة"، ومحمد أحمد خلف الله، كـ"فريق" للدولة المدنية، أمام فريق الدولة الدينية والذي كان يمثله كل من: الدكتور محمد الغزالى الأزهرى، العضو السابق فى جماعة الإخوان، والمستشار مأمون الهضيبى المرشد العام لجماعة الإخوان وقتها، والدكتور محمد عمارة، الأزهر المتشدد، من أخر المواقف والمشاهد في حياة فرج فودة، حيث شنوا عليه هجومًا حادًا واتهموه في أفكاره ودينه ومعتقداته، ما أدى إلى شحن الرأي العام ضده، إلى أن أغتيل بعدها بستة شهور على أبواب "الجمعية المصرية للتنوير". 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter