الأقباط متحدون - تقدير الدولة لعم رفعت هو الموت
أخر تحديث ١٠:٣١ | الاثنين ١٠ اغسطس ٢٠١٥ | ٤مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٤٨السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تقدير الدولة لعم "رفعت" هو الموت

بقلم : جرجس وهيب
توفي زميلي وصديقي العزيز الرجل الطيب الغلبان الملتزم صاحب القلب الطيب "رفعت أيوب" الموظف بالوحدة باشمنت بمركز ناصر بمحافظة بني سويف، 53 عام وكان مسئول عن دفتر الحضور والانصراف والذي يحضر لمقر الوحدة المحلية بحب وانتماء كبير الساعة السابعة والنصف صباحا قبل أن يأتي أي موظف ويغادر في الساعة الثالثة والنصف بعدما يقوم بتقفيل دفتر الانصراف والحضور.

كان هو من يتواجد حتي ذلك الوقت فقط يرفض أن يغادر المكان إلا بعد مواعيد العمل الرسمية.
نادرًا ما كان يحصل علي أجازة، يعمل بحب للجميع يبحث عن الجميع ويجري خلفهم لكي يقوموا بعمل الإجازات حتي لا يمسهم أي ضرر قانوني كان حريص علي الناس أكثر من حرصهم علي أنفسهم.

كان رجل بسيط للغاية وفي نفس الوقت في قمة الأمانة والالتزام كان يحلم عم رفعت أن يحصل علي علاوة كبيرة هذا العام، وكان يتابع بشكل يومي قانون الخدمة المدنية لكن خاب ظنه عندما لم يتم رفع المرتبات.

هذا الرجل الطيب فوجئت عند حضوري للعمل صباح يوم الاثنين 10 أغسطس بمن يخبرني بحزن كبير أن عم رفعت تعيش آنت!!
نزل عليَّ الخبر كالصاعقة فالرجل صحته كانت كويسة، وكنت معه في اليوم السابق ولم يشتكي من أمراض مزمنة وعندما ذهبت إلي  منزله للعزاء والتقيت أسرته.

روى لي أخيه ونجله قصة معاناة 4 ساعات كانت كفيلة بإنقاذ حياة هذا المسكين الذي خدم البلد بأمانة، لكن البلد تخلت عنه عندما كان في حاجة ماسة إليها.
إذ قالوا أن أحد الأطباء قال لهم أنه هناك اشتباه في جلطة بالمخ ولا بد من حجزه بالعناية المركزة بأيًا من المستشفيات فذهبنا -والكلام لأخيه ونجله- نبحث عن أي مستشفي بها سرير فاضي في العناية المركزة.

ذهبنا إلى 17 مستشفي وتوسلنا إليهم وبكينا لهم واتنرفزنا عليهم لكن لم يرق قلبهم وقالوا لنا مفيش سراير فاضيه ادخلوا بنفسكم وشوفوا!
حتي مات عم رفعت في السيارة الميكروباص التي كانت تحمله أثناء رحلة البحث عن سرير والتي استمرت لمدة 4 ساعات.

رحل الرجل الأمين والمتفاني الملتزم في عمله، الرجل المتدين والذي كان دائما يحمل لي صباح يوم الأحد جزء من رقبان الحمل مات علي باب احدي المستشفيات فهل هذا هو تقدير الوطن لرجل خدم البلد بأمانة؟ هل هذا هو حال الصحة في مصر؟

لم أكن أتوقع أن يكون حال الصحة بهذا السوء والتقصير، فذنب هذا الرجل في رقبة رئيس الجمهورية وكل مسئولي الدولة فهذا الرجل كان من الممكن أن يعيش ليربي أولاده لو وجد رعاية وسرير فاضي في مستشفى لا بد من عمل ثورة على النظام الصحي الحالي حتى لا يكون هناك ضحية جديدة لرجل غلبان لا يقدر على تكاليف المستشفيات الاستثمارية في القاهرة.

نيح الله نفس عم رفعت رفيقي وزميلي في العمل في فردوس النعيم، رجل شهد للمسيح شهادة صادقة بدون وعظ أو توبيخ، شهد للمسيح بمحبته وأمانته وتفانيه في عمله.

خالص العزاء لأسرته..
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter