الأقباط متحدون - أسرار لم تنشر عن جلسة محاكمة مرسي الأولى
أخر تحديث ٠٢:٥٢ | الاربعاء ٦ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣٣٠٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

أسرار لم تنشر عن جلسة محاكمة مرسي الأولى

مرسي
مرسي

 للعام الثاني علي التوالي، استطاع الشعب المصري عزل الرئيس الثاني، عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكمل فعل مع الأول "مبارك" أصر علي محاكمة المعزول محمد مرسي، وبالأمس كانت أولي جلسات أول محادثة دارت بين مرسي وهيئة دفاعه ورئيس المحكمة.

كما توقع كثيرون، فقد خرجت المحاكمة هزلية لم تأخذ ولو لبرهة واحدة طابع الجد، والبعض منهم انتظر هرولة كلمات مرسي  مجهزا ضحكاته الساخرة، كعادته حينما كان يتحين للاستماع إلي خطاباته الرنانة، ورغم أن قرارا أفضي بمنع إذاعة المحاكمة علي الهواء مباشرة، إلا أن الغالبية أصروا علي متابعة بعض التسريبات التي كانت تخرج بين الحين والآخر من مقر محاكمة رئيس الأهل والعشيرة، من باب العلم بالشيء.

"مبتدا" من خلال هذا التقرير تكشف خفايا محاكمة المعزول وبعض أفراد جماعته داخل قفص الاتهام بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس, وعن قرب تحاول التقاط اطراف الجمل التي دارت بين المعزول ومن معه في القفص.

يخطئ من يظن أن كواليس محاكمة المعزول بدأت مع شروق شمس صباح اليوم الرابع من نوفمبر لسنه 2013, فما خُط من أحداث قبلها وبعدها كان يفوق حدود الخيال, خاصة بعدما ذاعت التصريحات من هنا وهناك, لتؤكد أن المحاكمة ستجرى أحداثها داخل معهد أمناء الشرطة بمنطقة سجون طرة, كما أن زيارة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لمعهد الأمناء للوقوف على كافة الاستعدادات، أكدت تلك المعلومات المتداولة, إلا أن القرار الذى صدر قبيل المحاكمة بـ 18 ساعه فقط من قبل محكمة الاستئناف باستبدال مقر المحاكمة من معهد الأمناء لأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس صدم البعض, ليؤكد ذلك أن ما حدث مجرد خطة "تمويه" لصرف أنظار مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين إلي مكان أخر وتقليل الخطر الأمني, وخلال ذلك ضبطت أجهزة الأمن الكثير من العناصر الإخوانية التي قامت باستئجار شقق مفروشة بأسعار باهظة بمحيط منطقة سجون طرة.

 ودارت رحي أولي جلسات المعزول فور وصوله إلى معهد الأمناء, أكدتها معلومات بأن الأمن اكتشف مكان ثلاثة منصات لإطلاق الصواريخ، فيما أكدت مصادر أمنية، أن الترتيب لمحاكمة المعزول في أكاديمية الشرطة كانت مرتبة منذ فترة, وأن القوات كانت تتدرب جيدا على طبيعة المكان, الذى يسهل تأمينه بشكل كبير بالمقارنة بمعهد أمناء الشرطة.

يعد صلاة الفجر بقليل وصلت طائرة هليكوبتر مجهزة، أقلت الدكتور محمد محمد مرسي عيسي العيط، رئيس الجمهورية المعزول، من مكان احتجازه غير المعلوم، الى أكاديمية الشرطة, ليصل في حوالى الثامنة والثلث صباحا, وكما علمنا أن الطائرة قد تم تجهيزها ضد أحداث العنف التي كان متوقع حدوثها, خاصة في وجود  تهديدات باستخدام جماعات إرهابية لأسلحة ثقيلة, وكان من ضمن ما جهزت به الطائرة، تزويدها بإمكانية الإنزال الجوي في أي مكان، حتي إذا كان لا يصلح، كما تم تدعيمها برجال من قوات الصاعقة وبالتحديد الفرقة 777 وهى أفضل فصائل الصاعقة على الإطلاق, فضلا عن رجال من المظلات ليساعدوا الرئيس المعزول على النزول من الطائرة دون أي أضرار متوقع حدوثها.

وفور وصول الدكتور مرسى، تم وضعه في إحدى قاعات أكاديمية الشرطة, استعداداً لإدخاله بعد ذلك قفص الاتهام ليحاكم مع 14 آخرين من جماعته, بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين السلمين أمام قصر الاتحادية ي 6 ديسمبر 2012, وقد وصل باقي المتهمون عن طريق مصفحات تابعة لقوات الشرطة، مدعومة برجال العمليات الخاصة والقتالية التبعة لقطاع الأمن المركزي.

ظهور المعزول!
في تمام  العاشرة والنصف وخمس دقائق، ظهر المتهمون جميعا داخل قفص المحكمة, وجلس القضاة على منصتهم, بينما ظهرت هيئة الدفاع عن المتهمين والمحامي المدعي بالحق المدني, ومعهم الصحفيين والاعلامين الذين حضروا لمتابعة مجريات الجلسة, ومن هنا أيضا ارتفع صوت حاجب المحكمة بكلمة "محكمة" لترفرف  حالة من السكون التام علي المكان معلنة عن بدء فعاليات الجلسة, بقيام المعزول وأنصاره برفع إشارة رابعة العدوية, وإعطاء ظهورهم لهيئة المحكمة.

بدأ القاضي بالقول: "بسم الله الرحمن الرحيم.. بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيئا في الأرض ولا في السماء..نفتتح اليوم نظر القضية".

وبعدها بدأ القاضي ينادى بأسماء المتهمين كاملة للتأكد من حضورهم, ليفاجئ الرئيس المعزول محمد مرسى الجميع بقوله لقاضى المحكمة: "أنا الرئيس الشرعي لمصر, واحملك مسؤولية انعقاد الجلسة, ثم نظر الى بعض الضباط والأفراد المرافقين له في القفص وقال لهم: إياكم حد يضحك عليكم ويخليكم تضروا الشعب فأنا الرئيس الشرعي للبلاد.. وما حدث انقلاب على الشرعية"

المثير أيضا أن المعزول فور وصوله سأل عن الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، ليؤكد له مرافقيه أنه سيراه في قفص الاتهام, وفور وصول "مرسى" الى القفص تحدث مع البلتاجي قليلا معزيا له ابنته قائلا: لا تحزن يا أخي أسماء إن شاء الله في الجنة", ثم قاما وتبادل القبلات مع بعضهما البعض.

وهنا ظهر الدكتور محمد سليم العوا ليطالب بالمرافعة عن الرئيس المعزول, ليقاطعه المحامي الدولي، المدعي بالحق المدني، خالد أبو بكر قائلا: "كيف ستترافع عنه وهو يرفض ان يترافع عنه أحد", فتوجه القاضي لـ"مرسى" قائلا: هل تريد أن يترافع الدكتور محمد سليم العو عنك؟.. فرد مرسى: اسمع أولاً ثم اقرر إن كان يترافع عنى أو أن أقوم أنا بالترافع عن نفسى, وبعد كلمات العوا قال "مرسى": موافق أن يترافع عنى الدكتور العوا".

 10 اسباب لـ"عصام العريان"
وبين تداخل أصوات في القاعة وحدوث "شغب" صوتي رفعت المحكمة الجلسة مرتين, قام العريان حينها بالقول إنه لا يعترف بالمحكمة, وأنه يعتبر "مرسى" الحاكم الشرعي للبلاد, بينما قال البلتاجي: لدى 10 أسباب موضوعية تؤكد بطلان اجراءات الجلسة, أما أسعد الشيخة، نائب ديوان رئيس الجمهورية السابق، فاكتفى بالحديث مع أيمن هدد، المستشار الأمني للمعزول, والذى ظل بعدها صامتاً تماماً, واكتفى بوضع "رجل على رجل" وفتح كوبا من العصير ليشربه.

وفى شهادة أحمد عبد العاطي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية للمعزول، والمتهم في القضية ذاتها، قال إن الدكتور محمد مرسى غادر الحرس الجمهوري عصر يوم الجمعة 5 يونيو, ولم يكن متواجداً عندما اشتبك أنصاره مع قوات الأمن.

بعد ذلك رفع الدكتور محمد مرسي، أذان الظهر داخل القفص، وقام بإمامة المتهمين معه في نفس القضية، الأمر الذي وقف أمامه البعض في ذهول تام، واعتبره البعض الأخر خطوة مباغتة للفت الأنظار.

 انتهاء المحاكمة.. وتأمين الخروج
عملية خروج مرسى، لم تستغرق سوي بضع دقائق, بدءاً من اجراءات تأمينه من خروجه من القفص, ونهاية بإيداعه الطائرة الخاصة لنقله إلى سجن برج العرب بالإسكندرية, ووصلت الطائرة إلي السجن بعد 45 دقيقة منذ إقلاعها.

أما باقي المتهمين فكانت هناك بعض العوائق التي تغلب عليها الأمن بسرعة, خاصة بعد قيام عدد من أنصار المعزول بقطع الطرق, وهو ما جعل الأمن يعزز من قواته, وصدرت الأوامر للقوات المرافقة لقيادات الإخوان المتهمة بتأخير خروجهم لما يقرب من ساعة، ولحين هدوء الأوضاع في الشارع وانصراف المتظاهرون، وبعد استقرار الأوضاع أمام أكاديمية الشرطة شيئا ما، تحركت المدرعات وبداخلها قيادات الإخوان في طريقها لسجن ليمان طرة، بعد تفتيشهم جيدا خشية أن يكون أحدا من أنصارهم قد ساعدهم للحصول علي أي شيء أثناء عملية الخروج من القفص، ولم يعثر معهم علي أي شيء.

أما الدكتور مرسي، ففور وصوله استمع من مأمور سجن برج العرب الى اللوائح المنظمة للسجن, في وجود اللواء محمد راتب، مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون, وتم تسليمه ملابس السجن البيضاء, وحسب ما أشارت به مصادر رسمية ان المعزول ارتدى "ترينج" أبيض، الزي المخصص للمحبوسين احتياطياً, دون أن يعترض بكلمة واحدة, واستجاب لحراسه الذين أودعوه في إحدى الزنازين القريبة من مستشفى السجن، لعزله تماماً عن النزلاء حرصاً على حياته, وخشية أن يتعرض له أحد بأي آذى.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.