الأقباط متحدون - حكايتي مع الملكة - نفرتيتي تفارق زوجها
أخر تحديث ٠٣:٠٧ | الخميس ٢ اغسطس ٢٠١٢ | ٢٦ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٤٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حكايتي مع الملكة - نفرتيتي تفارق زوجها

عند انتهاء أعمال قسمة الآثار المكتشفة بمدينة العمارنة والتوقيع على محاضر القسمة بين المتحف المصري يمثله المفتش العام جوستاف لوفيفر والبعثة الألمانية يمثلها المهندس والأثري الألماني لودفيج بورخارد، المولود لعائلة يهودية تعيش في برلين، كانت السعادة بادية على وجوه الألمان لعلمهم أن الكنز الثمين وهو رأس الملكة نفرتيتي أصبح في حوزتهم، وأن الجزء الأول من الخطة قد تم بنجاح وبقي خروج الملكة من مصر، وعلى الجانب الآخر لم يكن الفرنسي لوفيفر يعلم أنه وقع ضحية الألمان وأن اسمه وللأبد سيظل مرتبطا بأكبر عملية نصب وخداع لسرقة أثر من موطنة الأصلي على أيدي أكاديميين للأسف وليس على أيدي لصوص آثار.. المهم أن بورخارد ورفاقه لم يضيعوا الوقت، وتم شحن الآثار إلى برلين على متن أول باخرة مغادرة ميناء الإسكندرية بصحبة بورخارد نفسه. تصل الباخرة إلى الموانئ الألمانية بعد عدة أسابيع، ويتم شحن الآثار إلى مقر إقامة التاجر الثري جيمس سيمون باعتباره ممول البعثة الألمانية في العمارنة، وتظل رأس الملكة نفرتيتي في قصر سيمون لا يراها سوى ضيوفه المقربين حتى قارب عام 1913 على الانتهاء عندها قام سيمون بإعارة هذه المجموعة الأثرية القادمة من العمارنة إلى متحف برلين المعروف بمتحف الجزيرة، وذلك لكي تعرض على العامة في ألمانيا، ولكن وبناء على توصية شديدة من بورخارد لا يتم عرض رأس نفرتيتي، بل توضع في مخزن المتحف وحتى عام 1918 عندما قام المتحف بمناقشة عرض رأس نفرتيتي ولكن يعترض بورخارد ويصر على إبقائها سرا من أسرار ألمانيا. وفي عام 1920 أصبحت رأس الملكة نفرتيتي ملكا لمتحف برلين بصفة دائمة وليس على سبيل الإعارة المؤقتة.

بدأ بورخارد يكتب للعامة لأول مرة عن رأس الملكة نفرتيتي واصفا جمالها وأهميتها كأثر فريد، وذلك تمهيدا لعرضها في متحف برلين ولأول مرة للعامة في عام 1924. وأكاد أجزم بأنه لولا تداول أخبار كشف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون في كل أنحاء العالم منذ نوفمبر 1922 لظلت نفرتيتي حبيسة في مخزن المتحف. لقد ظن بورخارد أن مصر لن تلتفت إلى رأس الملكة نفرتيتي بعد الكشف العظيم عن مقبرة الملك توت عنخ آمون، وأعتقد أيضا أن هذا التوقيت بالذات الأنسب لخروج نفرتيتي إلى النور. عرض الرأس البديع وما هي إلا أيام قليلة ويصبح جمال الملكة المصرية حديث برلين كلها، بعدها أصبحت صور نفرتيتي تتصدر الصحف والمنشورات العلمية والثقافية في كل ألمانيا وخارج ألمانيا وتتوج نفرتيتي كرمز للجمال الأنثوي المثالي، وتبدأ السيدات في كل أوروبا يتعرضن لعمليات نصب بشراء كريمات بشرة وأحمر شفاه يدعى بائعها أنها كريمات ومستحضرات فرعونية، مما كانت نفرتيتي تستخدمه؛ بل إن قصة شعر الملكة والمختفية أسفل تاجها الملون الجميل صارت لغزا تفنن مصففو الشعر في تخيله، وكل يدعي بأن هذه هي قصة نفرتيتي، باختصار أصبح جمال ملكة مصر موضة أوروبا في ذلك الوقت.

تظل نفرتيتي معروضة في متحف برلين حتى عام 1939 عندما تقرر إخلاء المتحف من مقتنياته وغلقه بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية وبدء تعرض برلين للقصف بطائرات الحلفاء. يجب أن نذكر أن الجانب المصري وبمجرد ظهور الملكة في متحف برلين فتح ملف قضية لم يتم غلقه إلى الآن.. وتستمر الحكاية.

نقلا عن الشرق الاوسط


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع