الأقباط متحدون - رسالة إلى حنان ترك
أخر تحديث ١٤:٥٥ | الاثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢ | ١٦ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٣٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رسالة إلى حنان ترك

بقلم / أسامة عثمان
سيدتي الجميلة وفنانتي المفضلة ، يا من أعتبرك فاتن حمامة هذا الجيل، والله وحشتينا ، والسينما من غيرك ولا تسوى وقد تركت فراغ كبير فيها لم يستطع أحد أن يشغله من بعدك.

سيدتي الجميلة لقد شاهدت لك منذ سنوات مقابلة أجرتها معك الإعلامية المتميزة هالة سرحان تحدثت فيها عن حجابك وكيف أنك سالت أحد الشيوخ عن فرضية الحجاب وهل هو حنة ونار ، ولا درجات في الجنة؟ وكيف أنك جاهدت نفسك قرابة سبع سنوات حتى ترتدين الحجاب ، وشاهدت لك مؤخرا حلقتك في برنامج (كش ملك) تحدثت فيها أيضا عن حجابك وعن حرمة الموسيقى ، فلا أعلم يا سيدتي أين كان ذكاؤك ؟ وأنت الإنسانة المثقفة الواعية وخريجة مدرسة الفنان المفكر يوسف شاهين الذي يهتم بتثقيف تلاميذه ، ألم تكلفي نفسك أن تفتحي كتب التفسير وتقرأين فيها بنفسك وأنت القادرة على ذلك تفسير آية (59) من سورة الأحزاب(( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ، وكان الله غفورا رحيما )) ، فشيوخنا وعلماؤنا لا يفعلون أكثر من أنهم ينظرون في كتب السلف وينقلون لنا فهم مجرد نقلة ولا يتميزون بأي شيء من النقد والإبداع ، فهل يصعب عليك ذلك ، ولو كنت أخذتي  تلك الخطوة لوفرتي على نفسك الكثير من العنت والمشقة لمدة سبع سنوات حتى تقومين بشيء ليس بفريضة ، نعم الحجاب ليس بفريضة إسلامية إنما هو أمر اجتماعي يخضع لأعراف الناس وعاداتهم .

فقد ذكر القرطبي والطبري والبغوي في تفاسيرهم لهذه الآية أن سبب نزول هذه الآية- ويمكنك الرجوع إلى ذلك – (أن فجار المدينة أو فساقها على حسب تعبيرهم كانوا يتعرضون لنساء المؤمنين إذا خرجن  لقضاء حاجتهن ويتحرشوا بهن يحسبون أنهن إماء فنزلت الآية لتفرق بين الحرائر والإماء وذلك معنى قوله تعالى ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) ، وأن عمر بن الخطاب مرت به جارية متقنعة فعلاها بالدرة وقال لها يا ( لكاع ) – يعني شتمها وسبها - ، وقال أتتشبهين بالحرائر؟ ألقي القناع ) ، والقناع في اللغة هو ما تغطي به المرأة رأسها كما هو مذكور في مختار الصحاح أي أن علة نزول الحجاب هي التفريق بين الحرائر والإماء حتى لا يتعرضن للتحرش الجنسي      ( وكأن الإماء عادي !! ) وهذه العلة غير موجودة الآن والحمد لله .
ولو كان الحجاب فريضة لماذا كان عمر بن الخطاب الفاروق يجبر الإماء على عدم الحجاب ويضربهن بدرته المشهورة ، أليست الإماء نساء يشتهين من الرجال ؟!!

وإليكي مفاجئة أخرى يا سيدتي وهي أن نفس المرأة الحرة !! التي أمرت بالحجاب في هذه الآية غير مطالبة بالحجاب أمام عبيدها من الرجال ، وهذا ما ذكرته كتب التفسير في تفسير آية ( 55 ) من نفس السورة وهي قوله تعالى (( لاجناح عليهن في آباءهن ولا أبناءهن ولا أخواتهن ولا أبناء أخواتهن ولا نساءهن ولا ما ملكت أيمانهن )) ، وكذلك تفسير الآية ( 31 ) من سورة النور وهي قوله تعالى (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ، وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آباءهن أو آباء بعولتهن أو أبناءهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نساءهن أو ما ملكت أيمانهن ... )).

أيكون بعد ذلك الحجاب فرضا إسلاميا أم كان ضرورة واقعية في هذا الوقت.
فنانتي المفضلة ما كتبت لك هذه الرسالة إلا لأنني أحبك وأخشى عليكي من أن تكوني واقعة تحت تأثير فكرة خاطئة وتحرمينا بسببها من فنك الجميل .
وإذا لم تقتنعي بوجهة نظري فلكي كل الحق وسنبقى نحن الخاسرون.                          

أسامة عثمان
عضو سابق بالجماعة الإسلامية في الفترة من 1990 – 2003


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter